مكائد الشيطان في شائعة الحرب على اليمن
- تركي آل الشيخ
- كأس العالم
- منتخب السعودية
- رابح صقر
- يا سعودي
- تركي آل الشيخ
- كأس العالم
- منتخب السعودية
- رابح صقر
- يا سعودي
قبل أسابيع قليلة، وفى نفس اليوم الذى خرجت فيه الحكومة بكل شفافية للإعلان عن حجم الخسائر التى تعرضت لها قناة السويس بسبب هجوم الحوثيين على السفن فى جنوب البحر الأحمر، خرج أحد المطاريد يدعى الانفعال على تأثير الحرب على دخل قناة السويس، وطالب الحكومة المصرية بإعلان الحرب على الحوثيين، بل طالب بتنفيذ ضربات جوية ودخول برى للجيش المصرى فى اليمن لمقاتلة جماعة الحوثى.
مرّ الأمر مرور الكرام، وكأنه بالون اختبار للرأى العام، وتجاهل المصريون هذه الأفكار التى تهدف لتوريط الدولة المصرية فى حرب ضد أشقائها العرب، وإحداث فتنة داخلية فى مصر.ثم قرر مُمولو المطاريد من أجهزة استخبارية ودول تبطن الكراهية لمصر، ترويج الشائعة بشكل مختلف.
وعبر مؤسسات إعلامية صهيونية خرجت تقارير مفبركة، وكاذبة، تشير إلى أن الجيش المصرى يستعد لحرب ضد جماعة الحوثى الحاكمة فى صنعاء.بالطبع لا تسعى تلك التقارير الصهيونية لخير مصر، مثلها مثل قيادات جماعة الإخوان وأتباعهم فى الخارج، هم يستهدفون استغلال الوضع الإقليمى المتوتر فى الشرق الأوسط لنشر الفوضى وزعزعة الاستقرار، وتشويه سمعة الدولة المصرية، باعتبارها ذات الثقل السياسى والعسكرى فى المنطقة.
وكالعادة استثمرت حسابات الإخوان وبقية المطاريد تلك الشائعة التى سبق وأطلقوها من قبل، لكن هذه المرة استناداً إلى أسيادهم الصهاينة، بهدف إشعال الغضب فى نفوس المصريين الغيورين على عروبتهم، والذين وضعوا ثقتهم فى القياة السياسية التى دائماً ما تتعامل مع مثل هذه الأزمات الإقليمية بحكمة وإدراك لكل خطوة.
إذن الهدف، ليس ضرب الحوثيين، ولا شن حملة عسكرية ضد دولة عربية، ولا استعادة إيرادات قناة السويس، ولا توريط الدولة المصرية فى حرب لن تقع.
الهدف هو هز ثقة المصريين فى دولتهم وفى قيادتهم وفى مؤسساتهم، مستغلين الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها المنطقة والعالم.
هى ليست حملة عادية، كالتى وجهت إلينا فى السنوات الماضية، هى فى الغالب جزء من استراتيجية يجرى تنفيذها إقليمياً ودولياً، تكمن ظاهرها فى إعادة استعمال التنظيمات الإرهابية، كإحدى أهم أدوات تلك الاستراتيجية، وبالطبع جماعة الإخوان فى مقدمتها، لإضعاف دور مصر فى المنطقة، وإخراجها من المعادلة الإقليمية وتشتيت جهودها فى تحقيق الاستقرار الداخلى، لصالح بعض القوى الإقليمية التى تسعى لتوسيع نفوذها فى المنطقة.
وعندما تضرب ثقة المصريين فى دولتهم وقيادتهم ومؤسساتهم، سيكون البديل هو التطرف، وبدلاً من مواجهة ظروف اقتصادية صعبة، سنواجه ظروفاً اقتصادية بالغة الصعوبة، أضف إليها كارثة الصراع من أجل البقاء، وسيسود الخوف، ويدخل الرعب كل بيت.وفى كل دولة انهارت، يقدم أهلها على حماية أنفسهم بأنفسهم، ويجرى التصارع والتقاتل على مقومات الحياة، وتعود أجواء ما بعد 29 يناير 2011.
ولمن لم يعش تلك الفترة، فقد شهدت مصر حالة من الرعب والارتباك بعد هذا اليوم، لأنه بداية الانفلات الأمنى غير المسبوق، خاصة بعد هروب السارقين والقتلة وقُطاع الطرق وتُجار المخدرات والدعارة ومغتصبى النساء والأطفال من السجون، ثم اندلعت أعمال نهب وتخريب واسعة فزادت حالة الذعر فى كل المحافظات.
حاول المواطنون حماية أنفسهم، فترك الناس أشغالهم ليحموا عائلاتهم، مستخدمين العصى والأسلحة البيضاء، ولأنهم غير مختصين بهذه المسألة، وقعت الكثير من حالات القتل الخطأ، والقتل للاشتباه، والقتل العشوائى، ناهيك عن سرقة السيارات التى أصبحت كالوباء، واقتحام البيوت الذى أصبح فى كل مكان وفى وضح النهار.
لا أكتب هذه الكلمات بداعى بث الرعب، لكنى مثل ملايين من المصريين كانوا شهوداً على هذا الرعب الذى جعلنى لا أعرف النوم خوفاً على عائلتى، التى رأت أكثر من جريمة قتل فى الشارع، من شرفة المنزل، وكأننا فى كابوس مظلم لا يريد أن ينتهى.لكنه والحمد لله انتهى عندما أدرك المصريون حقيقة الخطر، وأفاقوا من تأثير تجار الدين عليهم، واستعانوا بصدق قلوبهم، وصفاء عقيدتهم، وإيمانهم بالله، وخرجوا فى 30 يونيو يرفضون الخوف ويقتلعون تجاره من الأرض الطيبة.
لن يلدغ المصريون من مكائد الشيطان مرتين، ولن يثقوا فى تجار الخسة والفوضى مرة ثانية.