بروفايل| الملا عمر.. الأمير المختفي

كتب: أحمد شوشة

بروفايل| الملا عمر.. الأمير المختفي

بروفايل| الملا عمر.. الأمير المختفي

أعور بلحية كثة وشعر غزير، نما إلى علمه اختطاف واغتصاب فتاتين عند إحدى نقاط السيطرة التابعة لأحد الفئات الأفغانية المتناحرة، في قرية "سانج هيسار" قرب مدينة قندهار عام 1994، فألَّف قوة من 30 رجلًا وسعى لتخليص الفتاتين ونجح في ذلك، ثم علّق قائد عملية الخطف والاغتصاب على المشنقة. طور المجموعة إلى 1500 رجل مدججين بالسلاح، مؤسسًا حركة "طالبان"، التي تركتها أمريكا تنمو في بادئ الأمر ثم تقاطعت مصالحهم، فانقلب الوضع، وأصبح الملا محمد عمر، الذي اختارته الحركة زعيمًا لها ولقبته بأمير المؤمنين وخليفة المسلمين، من ألد أعداء الولايات المتحدة، بعد أن تحالف مع أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة في ذلك الوقت، ولم يظهر عمر علنًا منذ الغزو الأمريكي لأفغانستان في 2001، وتصفه وزارة الخارجية الأمريكية التي وضعت مكافأة 10 ملايين دولار على رأسه، بـ"الطويل" و"الأعور"، حيث أصيب في عينه اليمنى بشظية. ولد الملا عمر عام 1959 في قرية نوده في قندهار، وينحدر من قبيلة هوتك الشهيرة في أفغانستان، وينحدر من أسرة فقيرة، وكان أجداده من المولوية الذين كانوا يشتغلون بالإمامة في المساجد، ويعيشون على مساعدات ضئيلة تقدم لهم من أهل القرية، في حياة متواضعة غاية في التواضع. توفي أبوه الذي لم ينجب غيره وكان عمره 3 سنوات، وتزوجت أمه من عمه الأكبر المولوي محمد أنور، الذي درس له الكتب الابتدائية، وعندما دخلت القوات السوفيتية إلى أفغانستان كان الملا يقارب على الـ20 من عمره، وكان يدرس في منطقة "سنج سار" بمديرية "ميوند" من ولاية "قندهار"، ترك الدراسة والتحق بالمقاومة الشعبية الجهادية التي اندلعت فور دخول القوات السوفيتية إلى أفغانستان. أدرجت العديد من الحكايات التي تصف شجاعته في ميدان القتال، وأن سلاحه المفضل هو قاذفة الصواريخ "آر بي جي-7"، ومن المقولات المنسوبة إلى أمير الـ19 عامًا في "طالبان"، "إن أمريكا وعدتنا بالهزيمة والله وعدنا بالنصر، فسننتظر أي الوعدين ينجز أولًا"، وتقول المخابرات الأفغانية إنه مات في مستشفى بـ"كراتشي" قبل عامين، لكن طالبان كانت تصدر بيانات عنه في الفترة الماضية، دون صوت أو فيديو يؤكد بقاءه على قيد الحياة.