نقيب القراء: 16 ألف محفّظ وقارئ منهم 500 سيدة جاهزون لتدريب المحفّظين والمعلمين في مبادرة «عودة الكتاتيب» (حوار)

نقيب القراء: 16 ألف محفّظ وقارئ منهم 500 سيدة جاهزون لتدريب المحفّظين والمعلمين في مبادرة «عودة الكتاتيب» (حوار)
قال الشيخ محمد حشّاد، نقيب قراء القرآن الكريم، إن مبادرة «عودة الكتاتيب»، التى أعلنتها وزارة الأوقاف المصرية برئاسة الدكتور أسامة الأزهرى، لها تأثير كبير وواضح على المجتمع الريفى تحديداً، خاصة أن الكتاتيب تعد هى المدارس أو المؤسسات التربوية الأولى التى تستقبل الأطفال فى نشأتهم وتغرس فيهم القيم والتقاليد الدينية الحميدة.
وأوضح «حشاد» فى حوار لـ«الوطن»، أن نقابة القراء مستعدة لدعم جهود وزارة الأوقاف فى تنفيذ المبادرة على أرض الواقع بما لديها من محفظين وقراء على مستوى الجمهورية ومنهم 500 سيدة، فإلى نص الحوار:
كيف ترى دور الكتاتيب وحلقات تحفيظ القرآن الكريم فى الأقاليم؟
- عودة الكتاتيب خطوة مهمة قدمها الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف، لأنها تمثل المؤسسات الأولى التى أخرجت كبار الأدباء والمفكرين والقراء وأصحاب الرأى السليم، وكان لها دور فعال على مدار عقود، خاصة أنها المدرسة الأولى للأطفال والشباب والبنات، وتعاليم الكتاتيب تعصم الأجيال الصاعدة من الأخطاء وتدفعهم نحو الوسطية دون الشرق أو الغرب، وتؤسس تلك التعاليم لجيل وسطى واع متميز فى اللغة العربية والدين والعبادات.
وماذا عن تأثير الكتاتيب فى تعزيز قيم الوسطية ومكافحة الفكر المتطرف؟
- تعلمنا فى الكُتاب ولا نعرف غير القرآن والكتاب والسنة والشرع وما أمر به الله، وعلمنا كبار المشايخ الاستناد إلى الكتاب والسنة وعدم الميل إلى الأهواء الشخصية، وها هى نشأتنا التى وصلنا من خلالها لمختلف علوم الدنيا وتميزنا بالاعتدال والوسطية، وهو ما يجب أن يعمم ويستمر من أجل المزيد من الأجيال الوسطية المعتدلة، فالشاب الذى ينشأ على الوسطية والاعتدال اللذين نص عليهما القرآن الكريم لن ينجرف لتيارات الفكر المتطرف.
ما أهم الخطوات التى ستتخذها النقابة لدعم مبادرة إطلاق 4500 كُتاب فى القرى والأرياف؟
- وضعنا نقابة القراء تحت تصرف الدكتور أسامة الأزهرى ليوجهنا فى المرحلة المقبلة، وبكل تأكيد نقدم كل الدعم المطلوب لمبادرة عودة الكتاتيب، ولدينا فى كل المحافظات فروع للنقابة تضم العديد من المحفظين والقراء، ومستعدون لتدريب وتأهيل المعلمين والمحفظين، ولدينا أكثر من 16 ألف محفظ وقارئ منهم 500 سيدة محفظة للقرآن الكريم يمكنهم التحفيظ والتدريب والتأهيل.
ما التحديات التى تواجه إعادة إحياء الكتاتيب التقليدية فى العصر الحديث؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟
- اختفت الكتاتيب لفترة طويلة إلى أن أعادها وزير الأوقاف فى خطوة تؤكد حرصه واهتمامه بتنشئة الأجيال الجديدة بشكل مناسب، كما أطلقت الوزارة المسابقة العالمية للقرآن الكريم بجوائز مالية وصلت إلى مليون جنيه للمركز الأول، بما يؤكد أن الوزارة داعمة بشكل حقيقى لحفظ القرآن الكريم، ومن هنا نرى أن أهم تحد هو اعتقاد البعض تأثير الكتاتيب على مستقبل الطلاب الدراسى، وهو أمر غير صحيح، ويمكن التغلب عليه من خلال حملات التوعية التى تطلقها الوزارة بالتعاون مع النقابة ووسائل الإعلام.
ماذا عن تأثير الكتاتيب على تعزيز مكانة القرآن الكريم فى نفوس الناشئة وربطهم بالقيم الإسلامية السمحة؟
- الكتاتيب تمثل مدرسة تربوية متكاملة تُغرس فيها القيم الإسلامية السمحة منذ الصغر، ومن خلال تحفيظ القرآن الكريم وتعليم آدابه يتمكن الأطفال من بناء علاقة قوية مع كتاب الله، مما يعزز لديهم القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية التى يحتاجها المجتمع، فهذه الكتاتيب لا تقتصر على التحفيظ فقط، بل تسهم فى تكوين شخصية متزنة قادرة على التمييز بين الحق والباطل، مما يجعلها إحدى أهم الأدوات فى بناء أجيال واعية ومحصنة ضد الأفكار المتطرفة.
ما رسالتكم لوسائل الإعلام والجهات الدينية بشأن أهمية دعم مبادرة «عودة الكتاتيب»؟
- نتمنى من وسائل الإعلام دعم جهود الوزارة فى تفعيل مبادرة عودة الكتاتيب، وتوضيح الصورة للرأى العام بأن الكتاتيب لا تعطل الدراسة وليست عقبة أمام الطلاب، فحفظ القرآن الكريم يهذب نفوس الأبناء ويعود بالنفع على الآباء، ويعصم الشباب من الوقوع فى الخطأ.
ما الدور الذى يمكن أن يلعبه المجتمع المدنى فى إنجاح مبادرة عودة الكتاتيب؟
- المجتمع المدنى هو شريك أساسى فى إنجاح مبادرة عودة الكتاتيب، حيث يمكنه المساهمة بعدة طرق، أبرزها تقديم الدعم اللوجيستى لتجهيز الكتاتيب وتوفير مستلزماتها من كتب وأدوات تعليمية، فالجمعيات الأهلية والخيرية يمكن أن تلعب دوراً محورياً فى تنظيم حملات توعية بأهمية المبادرة بين الأسر والمجتمعات الريفية، إلى جانب تقديم منح دراسية للأطفال لتحفيز الأسر على تسجيلهم فى الكتاتيب، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمجتمع المدنى التعاون مع النقابة ووزارة الأوقاف فى تنظيم ورش عمل وبرامج تدريبية لتأهيل المعلمين والمحفظين، وضمان توفير بيئة تعليمية مناسبة، وهذه الجهود الجماعية ستساهم بشكل كبير فى تعزيز المبادرة، وضمان استمراريتها وتأثيرها الإيجابى على النشء والمجتمع بأسره.