كُتَّاب «الشيخ شحاتة»: المحطة الأولى وبداية الطريق لإحياء المشروع القديم

كُتَّاب «الشيخ شحاتة»: المحطة الأولى وبداية الطريق لإحياء المشروع القديم
انطلقت أول شرارة فى مبادرة إحياء عودة الكتاتيب من جديد من دار الشيخ محمود أبوعامر، بقرية كفر الشيخ شحاتة، مركز تلا بالمنوفية، بعدما تبرع «أبوعامر» بمنزله على مساحة 270 متراً لإعادة إحياء الكُتاب وتحفيظ القرآن الكريم وغرس قيم المحبة والسلام والأخلاق الحميدة فى قلوب الأطفال والطلاب، ليقرر بعدها الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، زيارة هذه القرية التى ستكون أول محطة وبداية الطريق فى عودة الكتاتيب.
يقول محمود أبوعامر لـ«الوطن»: «الآباء والأجداد حفظوا القرآن وتعلموا فى الكُتاب فى الزمن الماضى عندما كان انتشار المدارس حينها قليلاً وتخرج فيها الطبيب والمهندس والمدرس ولكن بعدها اندثرت لعقود حتى جاء وشجعنا وزير الأوقاف لإحياء عودة الكتاتيب مرة أخرى ووعدنا بأنه سوف يتابع المبادرة على مدار الفترة المقبلة وتوفير كافة الاحتياجات اللازمة للأطفال والطلاب وأن قرية كفر الشيخ شحاتة ستكون هى البداية لعودة الكتاتيب والنموذج لجميع القرى للاحتذاء بها». كما أعرب الشيخ «أبوعامر» عن عظيم امتنانه للأستاذ الدكتور أسامة الأزهرى لرعايته مبادرة تطوير مكاتب التحفيظ لمسايرة التطور التكنولوجى فى العصر الحاضر تسهيلاً لمتطلبات المتابعة والتقييم، مشيراً إلى وجود تجاوب من محافظات عدة مع هذه المبادرة لتلحق بهذه التجربة الناجحة التى انطلقت من قرية كفر الشيخ شحاتة، موصياً مشرفى التحفيظ فى جميع ربوع الوطن بأن يجتهدوا فى تحفيظ أبنائنا وبناتنا القرآن الكريم، وتعليمهم معنى حب الوطن.
الشيخ أحمد أبوسنة، أحد المحفظين، أوضح أن الكُتاب لا يقتصر على تحفيظ القرآن الكريم فقط، بل وشدد وزير الأوقاف على أن المحفظ لا بد أن يعلم الأولاد المبادئ الأولية للقراءة والكتابة وعلوم الحساب وبدايات حفظ الحروف ونطق الكلمات، ويجب الالتزام بميثاق عودة الكتاتيب وهو ٥ رسائل للمحفظين: «احترام الأكوان- إكرام الإنسان- حفظ الأوطان- ازدياد العمران- زيادة الإيمان»، وأنهم بدأوا فى تطبيق هذا الميثاق داخل الكُتاب وتوجيه تلك الرسائل إلى الأطفال والطلاب لتوسعة آفاقهم العقلية.
المحفظة أميرة خليل، قالت: «مسئوليتى الأولى تأهيل الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و6 سنوات وجعلهم يعتادون على الذهاب إلى الكُتاب وحفظ القرآن الكريم ومعرفة بعض المعلومات العامة البسيطة، ومنذ ذلك الوقت أصبحت أقوم بدور المحفظة والأم معاً للأطفال لكى أزرع فى قلوبهم حب القرآن والكتاب والأخلاق الحميدة وحب الأوطان للحفاظ على الهوية الدينية والوطنية وتحصينهم ضد الأفكار الهدامة والمتطرفة».
أما ميرفت الأشمونى، مُحفظة قرآن، فقالت لـ«الوطن» إنه بجانب تحفيظ القرآن الكريم يجب تعليم الأطفال والطلاب القراءة والكتابة والحث على الفضائل والنصائح والمعلومات العامة حتى يكون الكُتاب مساعداً ومعاوناً ومكملاً للمدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم، وفقاً لما أوصى به وزير الأوقاف أثناء زيارته، وأنهم يسعون إلى جعل الأطفال يأتون إلى الكُتاب بإرادتهم البحتة كأنه مثل المنزل، وتتنافس مع المحفظين الآخرين إلى غرس المحبة والمودة وطلب العلم والمعرفة وبناء الأوطان فى قلوب وعقول الأطفال طوال حياتهم.
يضيف أحمد الشونى، أحد أهالى القرية: «منذ انطلاق مبادرة عودة الكتاتيب أرسلت أولادى الثلاثة إلى الكُتاب للاستفادة من حفظ القرآن والتنشئة السليمة والصحيحة، وعندما جاء وزير الأوقاف سمعته يقول إن الكُتاب سيكون تحت رعايته شخصياً وهناك عدة مستويات للحفظة وهدايا ومسابقات تحفيزية على مدار العام للأطفال والطلاب، وأنا وجميع أهل القرية فى حالة من الفرحة والبهجة والسرور بعد زيارة الوزير وسماع تلك الكلمات التى جعلتنا نطمئن على مستقبل أبنائنا ووطننا».
وقال د. محمد خليفة، وكيل مديرية أوقاف المنوفية، إن وزارة الأوقاف تسعى للحفاظ على دولة التلاوة المصرية لتخريج الحُفاظ المهرة المتقنين باستخدام الأساليب المعاصرة لحفظ القرآن الكريم وتعلم أحكام تلاوته. وأوضح «خليفة» أن الأوقاف تبذل جهوداً كبيرة لعودة الكتاتيب الأصيلة بصورة عصرية وفق المنهج الأزهرى الوسطى حمايةً للنشء من التطرف ورعايةً للمواهب المتميزة، إلى جانب تخريج أجيال من العمالقة فى قراءة القرآن الكريم، إذ يُعد ذلك محوراً رئيساً لرؤية وزارة الأوقاف وأهدافها لبناء الإنسان.