علماء الدين: الكتاتيب «صمام أمان» ضد الفكر المتطرف.. وتحافظ على الأخلاق الكريمة

كتب: إسراء سليمان

علماء الدين: الكتاتيب «صمام أمان» ضد الفكر المتطرف.. وتحافظ على الأخلاق الكريمة

علماء الدين: الكتاتيب «صمام أمان» ضد الفكر المتطرف.. وتحافظ على الأخلاق الكريمة

أشاد المؤسسات الدينية وعلماء الدين بمبادرة الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، بعودة الكتاتيب، مؤكدين أن الكُتَّاب سيكون منبراً للعلم والمعرفة، يبنى شخصية الإنسان على الخُلق القويم، ويرسخ معانى الصلة والود والتقدير بين الصغير والكبير، وبين أبناء الوطن.

وشدد الدكتور نظير عيّاد، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، على أهمية تعزيز التعاون بين دار الإفتاء ووزارة الأوقاف، مشيراً إلى أن التكامل بين المؤسسات الدينية يُعزِّز من نشر الفكر الأزهرى الوسطى، ويُسهم فى التصدى للأفكار المتطرفة والمغلوطة.

وقال المفتى: «نحن نؤمن أن التعاون بين المؤسسات الدينية واجب وطنى ودينى، وهو السبيل الأمثل لتحقيق رسالة الإسلام السامية التى تدعو إلى السلام والتنمية والعمران».

وأشاد السيد الشريف، نقيب الأشراف، بجهود «الأزهرى» فى نشر الوسطية وتجديد الخطاب الدينى، ودوره فى خدمة الدين والوطن، ومن ذلك مبادرة عودة الكتاتيب.

وأوضح «الشريف» أن عودة الكتاتيب ستكون خلال وقت زمنى معين، فيكون فى كل من القرى الأم كُتاب من الكتاتيب، ثم فى بقية القرى، بالتنسيق مع مؤسسات الدولة.

من جانبه، قال الدكتور عبدالهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن «الأزهرى» عالم وسطى المنهج، مشيداً باستراتيجية عودة الكتاتيب، والتنسيق مع المؤسسات الدينية، سواء دار الإفتاء المصرية ومشيخة الطرق الصوفية ونقابة الأشراف، لتكون هذه المؤسسات يداً واحدة للاصطفاف خلف الأزهر الشريف.

وأكد أن روحاً طيبة هلت نفحاتها ونسائمها المباركة مع وجود «الأزهرى» على رأس وزارة الأوقاف، موضحاً أن هناك تنسيقاً على أعلى مستوى بين وزارة الأوقاف والطرق الصوفية لنشر المنهج الإسلامى الوسطى فى مصر، قائلاً: «الطرق الصوفية تعمل دائماً جنباً إلى جنب مع وزارة الأوقاف لتحقيق الأهداف المشتركة للمؤسستين».

من جانبه، قدم الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى لرعايته أهل القرآن الكريم، مؤكداً أن مبادرة «الأزهرى» تعمل على الحفاظ على القرآن وعلى اللغة العربية وعلى الأخلاق الكريمة وعلى النشأة الصالحة للشباب، ويجب أن تكون عودة الكتاتيب فى شكل متطور، متابعاً: «ممكن تكون فى المدارس بعد انتهاء العمل وفى أندية الشباب، ويكون الكُتاب متطوراً إلى حد كبير ليستوعب أكبر عدد ممكن».

وأوضح «هاشم» أن حفظ القرآن الكريم صمام أمان للأمة، وفيه جمع لكلمتها وتوحيد لصفوفها ضد جماعات التطرف، مشيراً إلى أن الذين يتسابقون على حفظ القرآن الكريم، والذين يجيدون حفظه هم أولئك الذين اصطفاهم الله، وكان لهم شرف إرث القرآن الذى يعنيه قول الحق تبارك وتعالى: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ»، وتابع: «ندعو الله تعالى أن يوفق قائدنا ووزير الأوقاف وجمهور مصر جميعاً إلى ما فيه خير العباد والبلاد، وأن تكون هذه المسابقة مبادرة خير وسلام وأمان للأمة الإسلامية».

وقال الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن وزارة الأوقاف، بقيادة الدكتور أسامة الأزهرى، تبذل جهداً كبيراً فى عمارة بيوت الله تبارك وتعالى، مؤكداً أنه يجب أن يدرك الجميع أن فى مصر صحوة دينية نحمد الله عليها ليلاً ونهاراً. وأوضح «الجندى» أن جهود وزارة الأوقاف فى إعمار بيوت الرحمن شملت إجمالى إحلال وتجديد وصيانة وفرش المساجد، مضيفاً: «نسأل الله عز وجل أن يبارك فيه وفى الوزارة ورجالها الذين يقومون بهذا العمل البناء، كما قال الله تعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ)».

فى سياق متصل، وجَّه القارئ الدكتور أحمد نعينع الشكر لوزير الأوقاف وكل من أسهم فى مبادرة عودة الكتاتيب، التى انطلقت عبر مبادرة قوية من محافظة المنوفية، قائلاً: «أنا من ضمن الناس الذين تعلموا فى الكُتاب وأنا فى سن 3 سنوات، حتى 5 سنوات حفظت ربع القرآن بالتلقى، وأتمنى أن تعمم الكتاتيب مرة ثانية، فهى موضوع فى غاية الأهمية، وقريباً تنتشر فى كل أرجاء مصر»، وتابع: «إن شاء الله فى المسابقة العالمية للقرآن الكريم المقبلة تكون الكتاتيب عمَّت مصر بنجوعها وقراها وكفورها».

وقال القارئ عبدالفتاح الطاروطى إن وزير الأوقاف له نظرة بعيدة المدى، بإطلاق مبادرة عودة الكتاتيب من جديد، مشدداً على أن الكُتاب يشجع على الالتزام، وأن يحفظ التلميذ من الشيخ مشافهة، وأن يجلس بين يدى أستاذه حتى يبقى أثر القرآن فى نفسه، وأوضح أن هذه المبادرة تستهدف تحفيظ القرآن الكريم ومعرفة معانيه والتعرف على أصول الدين الإسلامى من خلال المنهج الوسطى الأزهرى على أيدى نخبة مختارة من المحفظين، واستقطاب النشء وتحصينهم، ضمن المبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الإنسان.

وأكمل: «أوجه رسالة إلى أولياء الأمور، احرصوا على أن يكون من أولادكم حفظة للقرآن، ليس من أجل الاكتساب المادى فقط، ولكن أنت بذلك تضمن لنفسك مكاناً فى الجنة، وتضمن لبيتك نزول الرحمات والبركات وهبوط الملائكة على هذا المكان».


مواضيع متعلقة