زوجتي.. واكتئاب ما بعد الولادة

زوجتي.. واكتئاب ما بعد الولادة
كنت قبل الزواج أسمع عن اكتئاب ما بعد الولادة، لم أصدق أن ثمة اكتئابًا تخلفه الولادة إلى أن وقعت فيه لا إراديًا، حيث داهمتني مشاعر سلبية، وصفتها حماتي على أنها اكتئاب مابعد الولادة، لا أنكر تعاطف زوجي معي ومحاولته تخفيف العبء عني، لكني كنت استسلمت لكل مشاعر الإحباط.
بينما أقف عاجزة عن التغلب على تلك المشاعر، إلى أن وجدت طفلي الرضيع يصرخ بشدة، يعاني من مغص رهيب على ما يبدو، هرعت به للطبيب وتماسكت وعندما اطمأن قلبي عليه وأصبح هادئًا واستسلم للنوم، وجدت زوجي يناوشني قائلًا: "على هذه الأرض ما يستحق الحياة كما قال الشاعر الفلسطسنى محمود درويش".
ضحكت لأول مرة منذ ولادة ابني الصغير، بالفعل على هذه الأرض ما يستحق الحياة، وجود ابني بحياتي يستحق أن اتغلب على تلك المشاعر السلبية والمحبطة.
شجعني زوجي على الخروج من تلك البوتقة، وقد جلب لي عربة أطفال لأتمكن من الخروج برفقة صغيري الجميل.
في البداية كان الأمر صعبًا وخفت من السير بمفردي مع صغيري بدون رفقة زوجي، لكنه شجعني وطلب من حماتي مرافقتي، وقد استجابت بسرعة.
ثم تطور الأمر للتسوق وصغيري بعربته أمامي، أدفعها وأنا أتسوق للبيت، وأيضًا أشتري له الملابس الجديدة التي تناسبه.
وجدتها متعة أن يكون معي صغيري، تعودت على تحمل مسؤوليته وأصبحت مدربة على معرفة ما يريده، لم يعد يوترني كثرة بكاؤه، لم أعد أشعر بالحيرة.
أصبح زوجي يعتمد على في تربية طفلنا، وها هو الآن يكبر ويبدأ في الحبو، أسانده وأشجعه، أنتظر ضحكاته عندما يلهو ونلعب معًا.