كيف تؤثر الضغوطات النفسية على صحة الجلد؟.. 3 أمراض تهاجم «مرآة الجسم»

كيف تؤثر الضغوطات النفسية على صحة الجلد؟.. 3 أمراض تهاجم «مرآة الجسم»
- الثانوية العامة
- طارق شوقي
- رضا حجازي
- امتحان اللغة الانجليزية
- الثانوية العامة
- طارق شوقي
- رضا حجازي
- امتحان اللغة الانجليزية
لا تخلو حياة الأشخاص من الضغوطات النفسية والحياتية اليومية، وذلك باختلاف الأسباب التي تولد هذا الضغط، إلاّ أنّ ما يجهله الكثيرون هو علاقة ما يواجهونه من مسؤوليات وهموم ببعض الأمراض الجلدية التي تظهر آثارها على أجسادهم، فكما يقول الأطباء إن الجلد هو مرآة الجسم، إذ أنّ بعض البقع أو الطفح الجلدي أو الحكة البسيطة قد تكون مؤشرا مهما ونقطة بداية وسبب لاكتشاف أمراض أكثر تعقيدا تسكن الأعضاء والأجهزة الداخلية دون أن يشعر المريض بها إلا بعد تفاقمها ووصولها إلى مراحل صحية متأخرة، فما هي الأمراض التي يمكن أن تصيب الأفراد نتيجة سوء حالتهم النفسية والعصبية؟
الحالة النفسية وانعكاسها على صحة الجلد
وحول علاقة الحالة النفسية وانعاكسها على الحالة الصحية للجلد، قال الدكتور محمد سليمان، استشاري الأمراض الجلدية، إن هناك علاقة وثيقة بين الأمراض النفسية ونظيرتها الجلدية، لافتاً إلى أنّ أشهر ثلاث أمراض جلدية يصاب بها الأشخاص نتيجة الضغوط النفسية هي الصدفية والبهاق والثعلبة، قائلا: «المشاكل والاضطرابات النفسية بتكون هي العامل الأساسي لظهور مثل هذه الأمراض، وبمجرد تدهور الحالة النفسية تبدأ الأمراض الجلدية بالظهور».
وأشار إلى أنّ تلك الأمراض الثلاثة غير معدية إطلاقا: «الأنواع دي مش معدية ولا خوف من التعامل مع المصاب بها، وبنكشف على المرضى بأيدينا من غير قفازات طبية»، لافتا إلى أنّ أصعب أنواع الثعلبة هي التي تصيب الحواجب والرموش وتتسبب في سقوط الشعر منها: «ده بالنسبة للمريض لأنه كتير مابيبقاش متقبل شكله فحالته النفسية بتزداد سوء وده بينعكس بشكل سلبي على المرض الجلدي».
وأكد استشاري الأمراض الجلدية لـ«الوطن»، أنّ هذه الأمراض الثلاثة هي أمراض مناعية ومزمنة: «تأتي فترات على المريض يتحسن جلده وشعره وكأنه غير مريض، فمثلاً مريض الصدفية خلال فصل الصيف تقل حدة مرضه أما الثعلبة والبهاق فهي متعلقة بالحالة النفسية بشكل أكبر».
فميا لفت «سليمان» إلى أنّ بعض المشاكل الجلدية والبقع والطفح الجلدي الذي يظهر على جسد المريض يكون مؤشر لمرض آخر مختلف تماما: «بيجيلي أشخاص عندهم مثلاً بقع أو احمرار أو قرح بشكل معين بقوله فورا روح أعمل تحاليل معينة كده سواء سكر بقى أو كبد وغيره، لأن دي ممكن تكون نتيجة مرض تاني أصلا، ولأن زي ما دايما بنقول الجلد هو مرآة الجسد».
تفاصيل الدراسات الطبية والعلمية
وكانت عدد من الدراسات الطبية والعلمية، أكدت العلاقة بين الحالة النفسية والأمراض الجلدية، ووفق دراسة نشرتها مجلة الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية ، في مايو 2023، فإن التوتر النفسي المعادل لبصيلات الشعر يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون إفراز «الكورتيكوتروبين»، الذي يحفز إنتاج الخلايا البدينة وتفريغها. يؤدي ذلك إلى التهاب عصبي ينهار امتياز بصيلات الشعر المناعي ويتسبب في تدمير بصيلة الشعر المبكر.
كما تشير العديد من الدراسات العصبية المناعية إلى فكرة أن الاكتئاب والصدفية مرتبطان ببعضهما البعض. كما جرى العثور على أن الميلاتونين مرتبط بكلتا الحالتين، ولفتت إلى أنّ هناك احتمال أن كلا الحالتين قد يسبب كل منهما الآخر بسبب العلاقة الثنائية الاتجاه بين الصدفية والاكتئاب الشديد.
بسنت شوقي، 35 عاما، مصابة بمرض الصدفية، كانت واحدة من الأشخاص الذي أثرت حالتها النفسية على صحة جلدها، إذ لاحظت ظهور طبقات خشنة من الجلد الذي كان مصبوغا باللون الأحمر، من فرط التهابه، في يديها وذراعيها فيما صاحبها رغبة شديدة في الحكة قبل نحو 15 عام، وتابعت: «تعرضت عندما كنت في بداية العشرين من عمري لصدمة كبيرة ومعاملة قاسية جدا من أقرب الناس لي وبعد فترة صغيرة بدأت هذه البقع الخشنة في الظهور»، لافتة إلى أنها عندما تتحسن حالتها النفسية تهدأ البقع إلى حد كبير: «بحاول طول الوقت أبعد نفسي عن الضغوط واهتم بالعلاج ولما ده بيحصل بتحسن جدا وبنسى ولو لفترة مؤقتة إني مريضة صدفية».
اضطراب القلق ومرضى البهاق
ووفق دراسة نشرتها جامعة كامبرديج البريطانية فإن الإصابة بالأمراض النفسية كانت أعلى بشكل ملحوظ في مجموعة مرضى البهاق (62% مقابل 25%)، لافتة إلى أنّ 37% و18% و7% من مرضى البهاق عانوا من اضطراب القلق والاكتئاب المختلط، واضطراب الاكتئاب، واضطراب القلق العام على التوالي، فيما كانت نسبة الأمراض النفسية أعلى في المرضى الذين كانت الإصابات الجلدية لديهم على مناطق مكشوفة من الجسم، كما أشارت الدراسة إلى أنّ أثر البهاق على الحياة الزوجية، والحياة الجنسية، والعلاقة الحميمة يولد ضغوطًا نفسية ويعطل العلاقات الاجتماعية ويخلق دورة مفرغة من التوتر والبهاق.