«آثار الإسكندرية»: مقابر مصطفى كامل تكشف تأثير الحضارة المصرية في فنون اليونان

«آثار الإسكندرية»: مقابر مصطفى كامل تكشف تأثير الحضارة المصرية في فنون اليونان
قال الدكتور محمد رأفت عباس، مدير منطقة آثار الإسكندرية، إن مقابر مصطفى كامل في الإسكندرية تقع في شارع المعسكر الروماني في الجزء الشمالي الشرقي من منطقة مصطفى كامل والتي تم اكتشافها بواسطة العالم الإيطالي أشيل إدريانى والذي كان يعمل مديراً للمتحف اليوناني الروماني عام 1933/1934 وتعود إلى القرنين الثاني والثالث قبل الميلاد وربما استمر استخدامها في العصور الرومانية أيضا.
تماثيل أبو الهول تحرس المداخل
وتابع أن مقابر مصطفى كامل كانت تتكون قديمًا من ستة أو سبعة مقابر يختلف تصميم كل منها عن الآخر ولكنها كانت اندثرت عند اكتشافها ولم يتبق سوى أربعة مقابر«المقبرة الأولى» تتكون من عشرة حجرات للدفن يؤدي إليهم فناء مكشوف يتوسطة مذبح للقرابين يحيط بالفناء عدد من الأعمدة المحفورة في الصخور على الطراز الدوري ويحدها من أعلى كورنيش كما يوجد بالفناء عدد من تماثيل أبو الهول تحرس ثلاث مداخل للصالة الرئيسية أعلى المدخل الأوسط يوجد رسم ملون يصور سيدتان تقفان وسط ثلاث فرسان وتقدما قربان إلى الغرب بداخل الحجرة يوجد بئر لتوصيل المياه عبر أنابيب فخارية إلى حوضين أمام الفناء.
وتظهر في المقابر ما يسمى لوكالى وتعني باليونانية الفتحة الصغيرة وهي فتحات للدفن مخصصة للطبقة العامة ويأخذ مدخلها شكل جمالون وهو شكل المعابد اليونانية إلى الغرب يوجد لوحة حجرية نقش عليها أسماء المدفونين في المقبرة وربما بعض الزوار باللغة اليونانية كما يوجد مشكوات وهي فتحات لحفظ رماد المتوفى والحائط الداخلى للمقبرة مغطاة بطبقة من الألباستر.
المقبرة الثانية
ويتحدث عن المقبرة الثانية أشرف عبد المطلب، مدير منطقة آثار مصطفى كامل بأنها ترجع أهميتها إلى كونها بنيت على طراز المنزل اليوناني ونصل إليها عن طريق درج يؤدي إلى فناء مكشوف يتوسطة مذبح للقرابين وبالجدران حفرت أعمدة على الطراز الدوري يغطيها كورنيش ويوجد ممر يؤدي إلى حجرة كانت بمثابة صالة للصلوات الجنائزية وتحتوي المقبرة على أكثر من فتحة دفن على طراز لوكالى في الحائط الواحد.
المقبرة الثالثة
ويشير «عبد المطلب» إلى أن المقبرة الثالثة منحوتة جزئيا في الصخور واختفى الجزء العلوي منها ويوجد بها سلم منحوت في الصخور يؤدي إلى فناء مكشوف مربع الشكل كان مخصصاً لزراعة الزهور وكانت مغطاة بطبقة من الجص الأبيض لكنه اختفى وتتكون من حجرتين الأولى يصل إليها ممر مرتفع ولها واجهة معمارية على شكل أعمدة من الطراز الدوري وعدد من الأبواب الوهمية ويوجد بها بقايا تابوت على شكل سرير جنائزي منحوت بشكل بارز وملون بأشكال نجوم وحلزونات صفراء على أرضية حمراء.
واتخذت المقبرة شكل المنزل بسبب دفن المتوفى في السرير الجنزي وهو عبارة عن أريكة توضع على الجدار ويوضع عليها وسائد لرأس المتوفى، الحجرة الثانية تقع في جنوب الفناء المفتوح حجرة نصف دائرية بها مقعد نصف دائرى، أما «المقبرة الرابعة» فهى عبارة عن فناء كبير نصل إليه من خلال درج ويوجد بها فتحات للدفن لوكالى وعدد من الأعمدة الدائرية والمستطيلة على الطراز الدوري.
المتحف المفتوح
ويضيف محمد السيد، مسئول الوعي الأثري بإدارة آثار الإسكندرية أنه يوجد في حديقة المنطقة المتحف المفتوح والذي يحتوي على عدد من القطع الأثرية والتي تعود إلى أماكن وعصور أخرى مثل لوحة حجرية تعود للملك رمسيس الثاني وعدد من تيجان الأعمدة بالطرز المعمارية الأيونى والكورنثى والدوريسى بالإضافة إلى عدد من تماثيل أبو الهول من مواد مختلفة تؤكد على تأثير الحضارة المصرية القديمة في المعتقدات والفنون اليونانية والرومانية.