حفرية تكشف عن أشباه البشر عمرها 1.5 مليون سنة.. كيف كان شكلهم؟

حفرية تكشف عن أشباه البشر عمرها 1.5 مليون سنة.. كيف كان شكلهم؟
زيارة المتاحف أحد أهم التنزهات التثقيفية والحضارية على الإطلاق، فمنها تتعرف على حضارات العالم، وأسلاف الشعوب، كيف عاشوا؟، وماذا تناولوا؟، وماذا ارتدوا؟ تساؤلات عديدة تكشفها البرديات والباحثون إثر عمليات التنقيب، قبل أن تزورها في المتاحف، ولكن هل سبق وزرت متحفا يضم حفريات أثرية لأسلاف وأشباه البشر؟.
وخلال أيام، تحديدًا في يناير الجاري 2025، سكان كينيا المتواجدون بالقرب من قرية تسمى إيليرت، على موعد مع افتتاح متحف يضم أثريات وحفريات أقدام أشباه البشر التي يعود تاريخها إلى 1.5 مليون عام على سطح واحد محفور، كمتحف من خلال مشروع من قبل المتاحف الوطنية في كينيا، فماذا عن هذه الحفريات؟
حفرية تكشف عن أشباه البشر عمرها 1.5 مليون سنة.. كيف كان شكله؟
وتوصل العديد من العلماء اليوم، لاكتشافات آثار أقدام أشباه البشر، فقد كشفت الأبحاث الأخيرة عن شيء غير عادي، وهو آثار لنوعين متميزين من أشباه البشر تم الحفاظ عليهما جنبًا إلى جنب على طول شاطئ بحيرة كينية منذ 1.5 مليون سنة.
وتُظهر الأبحاث التي أجريت على آثار الأقدام القديمة في كينيا التعايش منذ 1.5 مليون سنة بين الإنسان والبارانثروبوس بويزي (عاش في مناطق شرق القارة الإفريقية لمدة تزيد على 1.3 مليون سنة) ما يشير إلى تفاعلات مشتركة، وهو ما يمكن لزوار المتحف معرفته تفصيلًا، فما القصة؟
وفقًا للموقع العلمي العالمي «scitechdaily» كانت الاكتشاف الأول لآثار أشباه البشر الأوائل في منطقة بحيرة توركانا في كينيا، كان عن طريق الصدفة في عام 1978 بقيادة آنا كاثرين، عالمة أمريكية في مجال التاريخ الحفري والبيئة القديمة، وعالم الحفريات ليو لابورت اللذين استكشفا جيولوجيا وحفريات سجل الحفريات الغني في توركانا الشرقية، وحينها تم التركيز على توثيق الحيوانات والبيئات الممثلة في شريحة زمنية واحدة من الرواسب المنتشرة على نطاق واسع والتي ترسبت منذ حوالي 1.5 مليون سنة.
وجمع الفريق البحثي الحفريات من السطح وحفر خنادق جيولوجية لتوثيق الطبقات الرسوبية التي حافظت على الحفريات، إذ بدأ كيمولو مولوا، أحد المساعدين الميدانيين الكينيين الخبراء في المشروع، التنقيب بعناية بالجزء العلوي من طبقة الحجر الطيني، وأشار إلى طبعة ضحلة تشبه الإنسان الموجودة بين مسارات فرس النهر العميقة، ليس هذا فقط فحسب، فكان هناك المزيد من آثار أشباه البشر، تخرج من الطبقات الذين ساروا هنا قبل مليون ونصف المليون سنة.
واليوم، نقَّب باحثون في المزيد من السطح ليجدوا في النهاية سبع آثار أقدام في خط، ما يدل على أن أشباه البشر قد ساروا من هنا، استنادا إلى تأريخ الرواسب البركانية في طبقات توركانا الشرقية.
نوعان من أسلاف وأشباه البشر عاشا سويًا.. كيف كان شكلهم؟
تعتبر آثار الأقدام هذه مثيرة بشكل خاص لأن التحليل التشريحي والوظيفي الدقيق لأشكالها يُظهر أن نوعين مختلفين من أشباه البشر قد تركا آثارًا على نفس شاطئ البحيرة، فكانت هذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي يتمكن فيها العلماء من القول بأن الإنسان المنتصب والبارانثروبوس بويزي، تعايشا بالفعل في نفس الزمان والمكان، إلى جانب العديد من الأنواع المختلفة من الثدييات، فكان كلاهما عضوًا في المجتمع القديم الذي سكن حوض توركانا، وعاشا سويًا لمدة 200 ألف عام على الأقل، تاركين آثار أقدامهما بشكل متكرر في المنطقة.
هل كانوا يأكلون النباتات التي تنمو على شاطئ البحيرة؟
وحول نظامهم الغذائي، فوفقًا للحفريات المكتشفة، اقترح بعض علماء الحفريات هذا الاحتمال بالنسبة للبارانثروبوس بويزي القوي، لأن كيمياء أسنانه تشير إلى اتباع نظام غذائي عشبي محدد من النباتات العشبية، ولكن الاختبارات الكيميائية التي أجريت على أسنان الإنسان المنتصب (الأنواع السلفية للإنسان العاقل) إنه اتبع نظامًا غذائيًا مختلطًا من المحتمل أن يشمل البروتين الحيواني، بالإضافة إلى النباتات، وكانت القدمان يبلغ طولها 4 أو 5 أقدام (1.2 إلى 1.5 متر).
كيف تفاعل أسلاف وأشباه البشر سويًا؟
وفقًا للمصدر، فإنه في الوقت الحالي، من المستحيل معرفة كيفية تفاعل النوعين بالضبط معًا، لكن يمكن الكشف عن أدلة جديدة حول سلوكهما من خلال عمليات التنقيب المستقبلية لمزيد من أسطح المسارات.
افتتاح المتحف لرؤية الحفريات
الجدير بالذكر أنه من المقرر افتتاح المتحف قريبًا في كينيا، المبني فوق موقع المسار لهذه الحفريات، لمنع تآكل الموقع وحمايته من الأمطار الموسمية، ما يهدف لتعليم الآخرين حول هذا السجل الاستثنائي لعصور ما قبل التاريخ البشري، ومن المقرر أن تحتفظ هذه الطبقة بآثار ما لا يقل عن ثمانية أفراد من أشباه البشر، ونعتقد الآن أنهم يمثلون أعضاء في كل من «الإنسان المنتصب والبارانثروبوس بويزي».
وحفر الفريق الحالي، الذي يضم 10 باحثين ميدانيين كينيين خبراء بقيادة سيبريان نييتي، السطح وتوثيق المسارات باستخدام المسح التصويري، وهي طريقة للتصوير ثلاثي الأبعاد لجمع أسطح المسار لأن الرواسب ليست صلبة بدرجة كافية، وذلك لإزالتها من الأرض بأمان ونقلها إلى المتحف.