«الوطن» في أول مصنع يعمل بتقنية «نانو تكنولوجي» بمصر: «مادة سحرية» لحماية ونظافة المطابخ والأثاث والملابس والسيارات لفترة تصل إلى 5 سنوات

أجرت «الوطن» أول جولة صحفية فى مصنع «نانو مان إيجيبت»، وهو أول مصنع فى مصر يعمل بالكامل بتقنية «النانو تكنولوجى»، وأسسته الهيئة العربية للتصنيع داخل مصنع صقر للصناعات المتطورة، بالتعاون مع شركتين أسترالية وسعودية، المصنع سيُنتج 14 نوعاً من المنتجات التى توفر الحماية لمختلف المبانى والأشياء ضد الفيروسات والميكروبات وحتى التأثر بالمياه والأتربة، بفضل تكنولوجيا «النانو» التى تعزل الشىء عن محيطه لمدة تتراوح بين 6 أشهر و5 أعوام، دون التأثير على مظهره أو ملمسه.

وقال المهندس وائل سليمان، رئيس مجلس إدارة مصنع صقر للصناعات المتطورة، التابع للهيئة العربية للتصنيع، إن منتجات النانو تكنولوجى تم اختبارها فى عدد من المنشآت مثل معهد الكبد القومى بالمنوفية وعدد من الفنادق والمصانع، وأثبتت جودة وكفاءة عالية فى الحماية من الفيروسات والميكروبات والجراثيم، فضلاً عن عدم تشرُّب السوائل أو أى مادة، وقدرتها على التنظيف بمجرد مرور قطعة قماش «ميكروفايبر» عليها، بفضل عدم التصاق ذرات الأتربة بالأسطح أو تشرُّب السوائل بداخلها.

رئيس «صقر»: إطلاق موقع إلكتروني لإتاحة شراء 14 نوعاً من منتجات «النانو» للمواطنين خلال شهرين مع خدمة التوصيل إلى المنازل

وأضاف رئيس مجلس إدارة مصنع صقر للصناعات المتطورة، لـ«الوطن»، على هامش الجولة داخل مصنع «نانو مان إيجيبت»، أن مصنع صقر بصدد إطلاق بوابة إلكترونية خلال شهرين لإتاحة منتجات «النانو تكنولوجى» للمواطنين، وتضم 14 نوعاً مختلفاً، لحماية الزجاج، والجسم، وإطارات السيارات، والأقمشة، والمستشفيات والمنشآت الطبية، والأخشاب، والمنتجات المعدنية، والبوتاجازات والأجهزة الكهربائية، وألواح الطاقة الشمسية.

وأوضح «سليمان» أن منتجات «النانوتكنولوجى» ستصل للمواطن حتى منزله بالاتفاق مع شركات شحن، وستُطرح بسعر مناسب يقل كثيراً عن مثيلاتها عالمياً، وبأحجام تتراوح بين 50 مللى لتر و25 لتراً.

وشدد رئيس مجلس إدارة مصنع صقر، المتخصص فى الصناعات الصاروخية والدفاعية، على أن الصناعات الدفاعية التى يعمل عليها «المصنع» هى المهمة الأساسية له، لكن المصنع مهتم بالصناعات المدنية فى ضوء توجيهات القيادة السياسية بتعميق التصنيع المحلى، وتوجيهات اللواء أركان حرب مهندس مختار عبداللطيف، رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع، بإنتاج منتجات غير نمطية تخدم السوق المحلية، والتصدير للخارج.

ويُعتبر مصنع «نانو مان إيجيبت» نقلة نوعية فى مجال توطين تكنولوجيا النانو فى البلاد، ما سيدعم «الابتكار الصناعى»، ويخفض نفقات المواطنين والمؤسسات، فيما يُعد «النانو» وحدة قياس ذرية، تتيح قياس حجم الذرات والجزئيات الدقيقة، مع استخدام التكنولوجيا المتطورة لتعديلها حسب الحاجة.

 الرئيس التنفيذي للمصنع: الملليمتر يستوعب مليون نانو تعزل الأجسام عن الفيروسات والميكروبات 365 يوماً وتمنع التصاق المياه والأتربة على الأسطح

وقال الدكتور محمد حسين، العضو المنتدب والرئيس التنفيذى لمصنع «نانو مان إيجيبت»، إن تكنولوجيا «النانو» بدأت فى الدخول لصناعات وقطاعات عديدة، مثل بطاريات الهواتف المحمولة، التى أسهمت تكنولوجيا «النانو» فى تصغير حجمها، وإعطاء نتائج أفضل بنسبة وصلت إلى 10 أضعاف قدرات البطاريات التقليدية.

وأوضح الرئيس التنفيذى للمصنع، لـ«الوطن»، أن شركة «نانو مان» بدأت نشاطها فى أستراليا عام 2011 وافتتحت مصانع فى العديد من الدول حول العالم بما فى ذلك الهند وبلجيكا وكوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية، لتصل أخيراً إلى مصر فى 2023 بعد التوصل إلى اتفاق مع مصنع صقر للصناعات المتطورة لإنشاء المصنع، الذى تم افتتاحه أواخر شهر ديسمبر الماضى، ليبدأ عمله رسمياً اعتباراً من مطلع عام 2025.

وأظهرت الجولة الميدانية داخل مصنع «نانو مان إيجيبت» امتلاك المصنع 3 خطوط إنتاج رئيسية، تغطى احتياجات متنوعة من المنتجات صغيرة وكبيرة الحجم، فى السوق المحلية والإقليمية، وتم الاتفاق على اعتبار مصنع مصر هو المقر الإقليمى لشركة «نانو مان» فى منطقة الشرق الأوسط، ليغطى نشاطه كافة الدول العربية، وتركيا.

وأضاف «حسين» أن أول خطى إنتاج فى المصنع هما لمنتجات التجزئة، ويعملان بسعات تتراوح بين 50 و500 مللى لتر، أما الخط الثالث فيُنتج بكميات للمشروعات الكبرى، بسعات من لتر حتى 25 لتراً من منتجات «النانوتكنولوجى».

وقال الرئيس التنفيذى لـ«نانو مان إيجيبت» إن نسبة المكون المحلى فى «مصنع مصر» تقترب من 75%، والمادة الخام للمنتجات الـ14 الخاصة بالمصنع يتم إنتاجها فى أستراليا، وهى خطوة من 4 خطوات تصنيعية للمنتجات، مشيراً لوجود خطة مستقبلية لاستيراد هذه الماكينة للعمل فى مصر بعد توسع المشروع، نظراً لتكلفتها الكبيرة، التى تقترب من 1.5 مليار جنيه.

وأوضح «حسين» أن مكونات «النانوتكنولوجى» المنتجة فى مصر أصغر من أصغر فيروس مكتشف فى العالم بـ«100 مرة»، ومن ثم لا يتم اختراقه من الفيروسات أو الميكروبات، فضلاً عن عدم التصاق أى مواد به، وهو غير محسوس أو ملموس، ويحتاج إلى ميكروسكوب دقيق للغاية لرؤيته وهو غير متوفر لدى الجهات العادية لقياسه، مضيفاً: «الملليمتر الواحد يستوعب حتى مليون نانو».

وأشار إلى أنهم ينتجون منتجات النانو سهلة التنظيف، وهى منتجات تُرش على الأسطح المسامية أو غير المسامية، مثل النسيج والزجاج والحجر والدهانات وغيرها، وتحمى من الاتساخ والعوامل الجوية، وتُطيل العمر الافتراضى للمنتجات، مع توفير 90% من المياه المستخدمة فى نظافتها، وهى آمنة جداً على الأجهزة الإلكترونية، ولا تسبب مشكلات فيها حال تعرضها للمياه على سبيل المثال.

وقال «حسين» إن منتجات النانو توجد لمدة تتراوح بين 6 أشهر وحتى أكثر من 5 سنوات، حسب نوع «النانو» المستخدم، ومنتجهم مضاد للميكروبات والفيروسات وآمن وفعال لمنع الفيروسات والميكروبات لمدة 365 يوماً، مشيراً إلى أنه نجح فى اختباره على فيروس كورونا وفيروسات أكثر شراسة وأصغر حجماً، وقضى عليها فى ساعتين فقط، ومنع التصاقها بالأسطح المرشوش عليها من منتجات «النانو تكنولوجى».

وأكد أن النوع الثالث من منتجات النانو هو «يونيفرسال»، وهى مادة تُرش على الأجزاء الإلكترونية لحمايتها دون التضرر من العوامل الجوية، مع استمرار التيار الكهربائى بداخلها دون مشكلات، مثل الهواتف المحمولة، وأجهزة «اللابتوب»، والنوع الرابع هو المستخدم على ألواح الطاقة الشمسية، والذى يرفع كفاءة اللوح بنسبة تزيد عن 20%، ويسهل تنظيفه، ولا يحتاج لتنظيفه إلا لقطعة قماش ونقطة مياه كل فترة، موضحاً أنه تم اختبار هذا المنتج على لوحات الشركة العربية للطاقة المتجددة، التابعة للهيئة العربية للتصنيع، وأثبتت كفاءاته العالية.

وتابع: «يتم استخدام المواد النانوية فى مكافحة الميكروبات والفيروسات، ما يساهم فى تقليل الحاجة إلى التعقيم المستمر ويحسن مستويات الأمان فى المنشآت الحيوية مثل المستشفيات، والأسعار ستكون فى متناول المواطنين، والعبوة تبدأ من حدود 195 جنيهاً».

من جانبها، أكدت المهندسة ولاء صلاح، مدير مصنع «نانو مان إيجيبت»، إن المصنع أُنشئ فى إطار حرص الهيئة العربية للتصنيع على الريادة فى تطبيق هذه التقنيات المتقدمة فى السوق المصرية، والتصدير للخارج، مضيفة: «المشروع وُلِد كبيراً، ونحن الآن فى مرحلة التوسع التدريجى للمشروع».

وأضافت: «المصنع يسعى إلى زيادة الإنتاج تدريجياً مع زيادة الطلب، وتوسيع نطاق التسويق للمشاريع الكبرى ويطمح المصنع إلى التوسع فى أسواق منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مع التركيز على تطوير علاقات تعاون مع شركات عالمية لشرح فوائد تكنولوجيا النانو وتقديمها فى مختلف القطاعات».

وأكدت أن العاملين فى المصنع هم مهندسون وفنيون مصريون تم تدريبهم وفقاً لأحدث المعايير العالمية، ما يسهم فى رفع كفاءات الصناعة المحلية بشكل كبير.