الكابوس اللوجستي.. «الناتو» يواجه صعوبة في القتال بالقطب الشمالي

الكابوس اللوجستي.. «الناتو» يواجه صعوبة في القتال بالقطب الشمالي
في ظل التوترات المستمرة بين حلف شمال الأطلسي «الناتو» وروسيا، يواجه الحلف تحديات استراتيجية في منطقة القطب الشمالي، إذ أشارت التقارير إلى أن الناتو ليس مجهزًا بشكل كاف للتعامل مع الظروف المناخية المتجمدة التي يمكن أن تكون عاملا حاسما في فشل أي مواجهة عسكرية، وفقًا لصحيفة «ذا صن» البريطانية.
التحديات اللوجستية في بيئة القطب الشمالي
وأشار الخبراء إلى أن دول الناتو ليست مستعدة بشكل كاف للقتال في منطقة القطب الشمالي، وذلك بسبب أن القوات التابعة للحلف تفتقر إلى الخبرة اللازمة للبقاء والقتال في بيئة تتسم بالبرودة القارسة والظروف الجوية القاسية.
كما وصفت «ذا صن» القتال في القطب الشمالي بـ«الكابوس اللوجستي» حيث يكون الجيش محاطًا بالثلوج، وذلك بسبب درجات الحرارة المتجمدة التي تتطلب تجهيزات ومعدات خاصة لا تتوفر في الجيوش التقليدية، بالإضافة إلى أن أي إهمال في التدريب والجاهزية قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، وهو ما يستدعي اتخاذ تدابير خاصة لضمان قدرة الجنود على التكيف مع هذه البيئة الصعبة.
وأشارت الصحيفة إلى أن التحديات التي يواجهها التحالف في هذه المنطقة قد تكون أكبر بكثير من مجرد مسألة معدات وتدريبات، حيث أن التواجد في بيئة قاسية يحتاج إلى تنسيق محكم بين دول الحلف وتخطيط استراتيجي دقيق يتماشى مع خصوصيات المنطقة، وذلك في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.
تدريبات الناتو في القطب الشمالي
على الرغم من ذلك، يبذل الحلف جهود لتطوير مهارات قواته في التعامل مع ثلوج القطب الشمالي، حيث أجرت المملكة المتحدة العديد من التدريبات منها مشاة البحرية الملكية التي تختص بالتعامل مع ظروف الطقس تحت الصفر والعواصف الثلجية والظلام لفترات طويلة.
ونشر الناتو مؤخرًا قواته في فنلندا في إطار تمرين «الجبهة الديناميكية 25»، الذي يهدف إلى تعزيز الاستعدادات لمواجهة أي تهديدات محتملة من روسيا، كما ينوي نشر أكثر من 2600 فرد و730 مركبة في أوروبا الشرقية خلال شهر يناير وفبراير القادم، وذلك في تمرين «ستيدفاست دارت»، الذي يعكس التزام الحلف بتعزيز دفاعاته الجماعية في مواجهة التهديدات المتزايدة.
إضافة استراتيجية للناتو
من جهة أخري، انضمت فنلندا والسويد إلى الناتو وذلك يعد نقطة استراتيجية هامة، حيث أن فنلندا تشترك الحدود مع روسيا، ما يمثل نقطة محورية في الدفاع عن أوروبا الشمالية، أما السويد فهي تشكل رابط استراتيجي بين فنلندا والنرويج، مما يعزز من قدرة الناتو على الدفاع من بحر البلطيق إلى شمال الأطلسي، ويمثل أفق جديدة من التعاون العسكري بين دول شمال أوروبا.