أنطونيو فيفاليدي.. الكاهن الأحمر صاحب الـ400 حفلة موسيقية

عازف كمان إيطالي، ولد عام 1678 بمدينة البندقية، كاهن وملحن باروكى ذاع صيته، وخلد ذكراه بكتابة 400 حفلة موسيقية عرفت بمركز للموسيقى في جميع أنحاء أوروبا.. إنه أنطونيو فيفاليدي. ارتبط أنطونيو بالموسيقى منذ طفولته فوالده كان عازف كمان بكاتدرائية القديس مرقص، ما سهل عليه تعلم قواعد الموسيقى منذ الصغر، وبعد إتمامه عامه الـ15 انضم لنطاق الرهبنة، في الوقت الذي كان يعاني فيه من نوبات صرع من حين للآخر، وكان حينها يبرر سبب اختفائه بأن لديه صعوبة بالتنفس. تنقل أنطونيو بين عدة مناصب ومهمات مختلفة عن بعضها، فكان كاهنًا ومعلمًا للموسيقى بمستشفى "الرحمة"، وهي عبارة عن مركز ينظم حلقات موسيقية للأطفال اليتامى، ثم تولى مهمتين بمسرح سانت أنجيلو فكان مؤلفًا ومكلفًا بشؤون الفنانين، وبعد أن أدى مؤلفاته الموسيقية في إيطاليا والنمسا وألمانيا وهولندا ذاع صيته ليصبح أستاذًا على الجوقة الموسيقية في عدة أماكن. "الفصول الأربعة" العمل الأكثر شهرة لفيفاليدي، بجانب 456 مؤلفة موسيقية مختلفة أنواعها من حيث التقنية في الأداء بين كمان منفرد وأوركسترا وعدة أعمال كورالية، كما أنه أول من استخدم تقنية الريتورنيللو بشكل تلقائي في مقطوعاته، حيث إنه مقطع يتم عزفه بطريقة تكرارية من كامل أعضاء الأوركسترا عند بلوغ مفاتيح معينة في المقطوعة، وهو بالتناوب فالحلقات الموسيقية وبعض المقاطع يغلب عليها أداء العازف المنفرد. اهتم أنطونيو بالتقنيات الجديدة وتطويرها، فأدخل مبدأ التعارض بين العازف المنفرد والأوركسترا في عمله لاسترافاغانزا 1715م، وتميزت أعماله بالبساطة والجمال في اللحن، فتفوق على معاصريه في أعماله، كانت موسيقاه عبارة عن فسيفساء تتوافق أشكالها عن طريق تقارب نغماتها وثبات نبضها الايقاعي. "الكاهن الأحمر"، اللقب الذي حصل عليه من حمرة شعره، هو من مؤسسي نقابة الموسيقيين في إيطاليا، كان قد تتلمذ على يد المؤلف الشهير جيوفاني ليجرينزي، أثرت مقطوعاته على عازفي الكمان في جميع أنحاء العالم وكانت مقطوعاته على أوشك الفقدان حتى قاتم "يوهان سباستبان باخ" مؤلف موسيقى ألماني، بإعادة صياغتها من جديد في بداية مسيرته الفنية.