اكتشاف أمراض خطيرة في مومياوات مصرية.. تساعد على تطور الطب الحديث

كتب: آية أشرف

اكتشاف أمراض خطيرة في مومياوات مصرية.. تساعد على تطور الطب الحديث

اكتشاف أمراض خطيرة في مومياوات مصرية.. تساعد على تطور الطب الحديث

توصل العلماء في الوقت الحالي إلى العديد من الأسرار حول المومياوات المصرية القديمة التي مر عليها آلاف السنين، خاصة كل ما يتعلق بالأمراض الخبيثة والقاتلة.

فخلال الأشهر الماضية، أصابت المومياوات المصرية القديمة، العلماء والباحثين حول العالم بالذهول بسبب ما وجدوه بها بعد فحص الأحماض النووية، التي كشفت عن قدرة المصري القديم على التعامل مع الأمراض الخبيثة والقاتلة.

مفاجأة في فحص مومياوات مصرية قديمة 

وتوصل تحليل لمومياء مصرية عمرها 3290 عاما، محفوظة في متحف إيجيزيو في تورينو بإيطاليا، خلال الشهر الماضي، أنها توفيت بسبب إصابتها بالطاعون «الموت الأسود»، وذلك بعد فحص الحمض النووي للمومياء

ليس ذلك فحسب، ففي بداية العام الماضي، توصلت البعثة الأثرية الإيطالية البولندية المشتركة، تحديدًا في يناير 2024 إلى الكشف عن بقايا هيكل عظمي لسيدة شابة تعاني من التهاب المفاصل الروماتويدي، وذلك بأحد المدافن في موقع الشيخ محمد بأسوان، ضمن مشروع أسوان - كوم أمبو الأثري.

ومنذ عدة أعوام، أجريت في مدينة ميلانو الإيطالية عملية تصوير مقطعي دقيق لمومياء فرعونية، ليؤكد علماء الآثار أنه يجرى الكشف عن أمراض قاتلة من عمل أشعة مقطعية لمومياء مصرية تعود للكاهن القديم عنخ إيف إن خونسو.

ووفقًا لما ذكرته «رويترز»، فإن هذه الطريقة التي تمت في إيطاليا، أكدت أن مصر القديمة على دراية بالتقنيات الطبية الحديثة، إذ استطاعوا تحديد الحياة والعادات في مصر القديمة قبل 3000 عام.

ومن جانبها، قالت رئيسة مشروع البحث سابينا مالغورا، إن المعرفة بأمراض الماضي لها قيمة كبيرة مهمة للبحوث الطبية الحديثة فيمكن دراسة السرطان أو تصلب الشرايين في الزمن الماضي الذي ظهر من خلال تحليل المومياوات، وفقًا لما وجده الباحثون. 

ما علاقة فحص المومياوات باكتشاف أمراض قاتلة؟

وأكد الدكتور حسين عبدالبصير، المؤرخ وعالم المصريات، إن هناك دراسات علمية تشير إلى أن فحص المومياوات المصرية القديمة يمكن أن يساعد في فهم بعض الأمراض التي انتشرت بالعصور القديمة، كما يوفر رؤى قيمة حول أمراض العصر الحالي.

وأوضح المؤرخ لـ«الوطن»، أنه من خلال تحليل المومياوات باستخدام تقنيات حديثة مثل الأشعة المقطعية، وتحليل الحمض النووي DNA، والفحوصات البيولوجية الأخرى، يمكن للعلماء اكتشاف آثار لأمراض كانت موجودة في الماضي، ومن بينها أمراض مثل الطاعون، والروماتويد، وبعض أنواع السرطان.

ولفت إلى أنه على سبيل المثال، مرض الروماتويد «التهاب المفاصل الروماتويدي» جرى تحديده في بعض المومياوات المصرية القديمة، وهو مرض التهاب مزمن يصيب المفاصل.

وأشار إلى أنه في عام 2017، استخدم العلماء الأشعة المقطعية لفحص مومياوات مصرية قديمة ووجدوا أدلة على وجود التهاب المفاصل الروماتويدي بالعصور المصرية القديمة.

أما الطاعون، جرى اكتشافه في مومياوات تعود إلى فترة العصور القديمة باستخدام التحليل الجيني، وأظهرت دراسة نشرت في 2011، أن الطاعون الذي كان يسبب أوبئة مدمرة في العصور القديمة، كان موجودًا بالفعل في مصر الفرعونية، وكان العلماء قادرين على استخلاص الحمض النووي للبكتيريا المسؤولة عن الطاعون من مومياوات جرى العثور عليها في مقابر قديمة بمصر.

وأوضح أن هذه الاكتشافات تقدم مؤشرات حول كيفية انتشار الأمراض في العصور القديمة، وتساعد في فهم كيف أثرت هذه الأمراض على حياة الأفراد والمجتمعات في تلك الفترات، علاوة على ذلك، يمكن أن تساعد هذه الدراسات في الكشف عن تأثير الأمراض المعدية على تطور الإنسان وكيفية مقاومة الأوبئة عبر العصور، ما يعزز الفهم الطبي في العصر الحديث.

واختتم بأنه يمكن أن تكون المومياوات المصرية القديمة مصدرًا مهمًا للكشف عن معلومات تساهم في تحسين الأبحاث الطبية الحديثة، وفهم أعمق للطبيعة المرضية للأوبئة التي قد تكون موجودة منذ آلاف السنين.


مواضيع متعلقة