قصة حياة ميمي شكيب: تزوجت وعمرها 13 عاما.. ونجيب الريحاني سبب شهرتها

قصة حياة ميمي شكيب: تزوجت وعمرها 13 عاما.. ونجيب الريحاني سبب شهرتها
في مقال منشور لها في العدد 86 الصادر من مجلة الكواكب في مارس 1953، وتحت عنوان «قصة حياتي»، كشفت أمينة شكيب، التي عرفها الجمهور باسمها الفني «ميمي شكيب»، تفاصيل مهمة عن حياتها.
قصة حياة ميمي شكيب
بدأت أمينة شكيب حكايتها بقولها: «والدي شركسي من كبار الضباط، وجدي باشا من الأتراك وأمي تركية وجدتي تركية، وأنا بنت حلوان، نعم ولدت في حلوان، يوم 25 أكتوبر من عام لا أذكره، ولا أحب أن أذكره، وكنت أختا لاثني عشر أخا وأختا لم يبق منهم إلا أنا وشقيقتاي، وعندما بلغت الرابعة من عمري أرسلوا بي إلى مدرسة الميردديه وأغلقوا ورائي الأبواب، فكنت لا أخرج منها إلا يوما واحدا من كل أسبوع، لم أكن أعرف حرفا واحدا في اللغة العربية، لأن والدتي كانت تتكلم سبع لغات ليس من بينها اللغة العربية للأسف الشديد، وظللت لا أعرف العربية حتى تزوجت».
وعن فترة الدارسة واصلت ميمي قولها: «لا زلت أذكر كيف كانت الراهبات يقلن عني إنني بنت (صمامة)، لأنني كنت أصم المحفوظات والدروس وأكرها كرا، ولا زلت أذكر كيف كنت ماهرة في الأشغال اليدوية، وكم من مرة رقصت في الحفلات السنوية التي كانت تقيمها المدرسة، وكم من مرة غنيت».
تجربة زواج مؤلمة
ميمي شكيب خاضت تجربة الزواج في عمر 13 عاما، وكانت تجربة مؤثرة ومريرة، خاصة بعد أن استيقظت ذات يوم لتجد زوجها وقد هرب: «حين بلغت الثالثة عشرة من عمري، رأت أمي أنني في سن تسمح لي بالزواج فعجلت به وكانت مفاجأة، فقد عدت من المدرسة لأجد أناسا كثيرين وأجد شربات وحلوى وزغاريد، وإذا بي أجد أفنديا مهيبا محترما وفقيها من المشايخ، وتزوجت هذا الأفندي المهيب المحترم، كان عمره لا يقل عن الخامسة والثلاثين وكنت في الثالثة عشرة من عمري، ومضت شهور ثلاثة كنت خلالها سجينة جدران المنزل، وفجأة تركني زوجي واختفى، ويبدو أنه لمس الفارق الكبير بين سنه وسني، وأحس بالهوة السحيقة التي تفصل بين تفكيرنا وطباعنا فآثر تركي، وبعد 3 شهور من زواجي الموفق هذا، كان الزوج قد تزوج بأخرى وولى الأدبار، وتركني وحدي أنتظر مجيء ابني وابنه».
حالة الفراغ التي عاشت فيها ميمي بعد فشل تجربة الزواج دفعتها إلى قراءة الكتب لقتل الوقت، ومن خلال الكتب التي قرأتها عرفت، كما قالت، إن هناك مسرحا وأن هناك سينما وهناك فن التمثيل.
تضيف: «ذات يوم من عام 1922 قررت أن أشتغل بالتمثيل، وساعدني على اتخاذ هذا القرار تعرفي بالمرحوم الأستاذ عمر وصفي، فقد لمس في نواحي خاصة قال إنها تصلح للتمثيل، وقد كونت فرقة تمثيلية خاصة بي وعمل معي فيها زكي رستم وأحمد علام من أساطين التمثيل، وكانت الروايات التي أقدمها من نوع الدراما وكنت موفقة في أداء هذه الأدوار، بل ولا زلت أحس بالحنين إلى أداء الأدوار الحزينة لأن النفس لا ينضب منها معين الحزن أبدا، ولا زلت أذكر أول رواية لي، لقد كان اسمها (الممثلة فيوليت)، وكانت باللغة العربية الفصحى، وقلت لنفسي إذا لم أنجح في أداء الدور كممثلة فخير لي أن أنتحر من أن يشمت في أهلي».
كلمة السر.. نجيب الريحاني
ميمي تحدثت أيضا عن تجربتها مع نجيب الريحاني، وهي التجربة التي أسهمت في بزوغ نجمها بشكل غير متوقع، حيث قالت: «كان نجيب الريحاني صديقا للأسرة وموضع تقدير الرجال من أهلي، فلما جاء إلي وبصوته التمثيلي ولهجته الحبيبة وعرض عليّ الانضمام إلى فرقته قبلت على الفور، وألف من أجلي رواية (حكم قراقوش) ونجحت، وكان الريحاني رحمه الله يقول لي إن قماشك واسع وأنت عجينة طرية في يدي أستطيع أن أعمل منك ما أريده في رواياتي، وكنت فعلا عجينة طرية في يد الأستاذ الخباز الماهر نجيب الريحاني، لقد أخرجني من ظلمات نفسي، وأنقذني من وساوس قلبي، ودفع بي إلى أضواء المسرح الضاحك».