نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكى الأسبق: مصر لعبت دورا إيجابيا لإنهاء صراعات المنطقة (حوار)

كتب: محمد عبدالعزيز

نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكى الأسبق: مصر لعبت دورا إيجابيا لإنهاء صراعات المنطقة (حوار)

نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكى الأسبق: مصر لعبت دورا إيجابيا لإنهاء صراعات المنطقة (حوار)

قال جيرالد فايرشتاين، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، إن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يريد رؤية نهاية سريعة للصراع فى الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن المشكلة الأكبر تظل فى مقترحات إسرائيل بشأن غزة والاحتلال العسكرى طويل الأمد وأيضاً بناء المستوطنات الإسرائيلية الجديدة.

وأضاف «فايرشتاين»، فى حوار لـ«الوطن»، أن طبيعة تعامل الإدارة الأمريكية الجديدة مع الأحداث فى الشرق الأوسط «معاملية»، أى قائمة على المصالح، مؤكداً أن الصراع فى قطاع غزة سيكون أصعب بكثير من الأوضاع جنوبى لبنان.

وإلى نص الحوار:

- من المسؤول عن تعثر مفاوضات غزة؟ وإلى أين ستذهب؟ 

لم يُظهر الإسرائيليون ولا حماس نية جادة لإيجاد حلول للصراع، يبدو أن كلا الطرفين يعتقد أنه يستفيد من إطالة أمد الصراع، كان بوسع الولايات المتحدة أن تمارس المزيد من الضغوط على «نتنياهو» فى وقت مبكر، فتأخرت بالفعل فى إيجاد الحلول.

علاقات ترامب قائمة على المصالح فقط

- كيف سيتعامل «ترامب» مع «نتنياهو»؟

كل العلاقات مع دونالد ترامب هى معاملية، أى قائمة على المصالح، وتعتمد على استعداد الطرف الآخر لقبول قرارات ترامب، والعلاقة مع نتنياهو ليست مختلفة، طالما أنه يفعل ما يريده ترامب فستكون علاقتهما جيدة، ولكن إذا اتخذ قرارات ضد رغباته، فإن العلاقة ستعانى وسيكون هناك مشكلات عديدة، وقد يقول «ترامب» إن الإسرائيليين على وجه الخصوص يعتقدون أن مصالحهم تكمن فى محاولة الاستمرار فى الصراع حتى يتولى منصبه معتقدين أنه من المرجح أن يعطى الضوء الأخضر لأى شىء قد يقترحونه، وبالتالى فإنهم سيستمرون فى المماطلة فيما يتعلق بالمضى قدماً، ومؤكد أن الإسرائيليين سيصدقون أنه بمجرد توليه منصبه، فإنه سيتراجع عن إيقاف صفقات الأسلحة وكل هذه الأمور.

الولايات المتحدة ستكون داعمة تماما لحكومة نتنياهو 

- ما السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية الجديدة فى حرب غزة ولبنان؟

يُقال إن «ترامب» أخبر «نتنياهو» بأنه يرغب فى رؤية نهاية للصراع بسرعة، ويفضل أن يكون ذلك قبل توليه منصبه فى 20 يناير الحالى، والسؤال هو ما إذا كان سيقبل مقترحات إسرائيل بشأن غزة، بما فى ذلك الاحتلال العسكرى الطويل الأمد، وربما المستوطنات الجديدة، وإن تحقيق الاستقرار فى الصراعات الحالية بين إسرائيل وحماس وحزب الله وتحديد الطريق إلى الأمام مع إيران سوف يكونان من بين القضايا الإقليمية الأكثر إلحاحاً التى تواجه الإدارة الأمريكية المقبلة، لكن الولايات المتحدة ستكون داعمة تماماً لحكومة «نتنياهو»، وداعمة لبعض العناصر الأكثر تطرفاً داخل الحكومة الإسرائيلية والمؤيدة للاستيطان وضد السلام وضد أى نوع من المفاوضات مع الفلسطينيين.

إدارة ترامب ستواجه تحديا كبيرا مع إيران 

- هل ستعانى الإدارة الأمريكية الجديدة فى تسوية سياسية للصراع بالشرق الأوسط؟

ستحتاج القيادة الأمريكية الجديدة إلى إيجاد وسيلة لتوجيه المشاركة الدولية نحو غايات تساعد سكان غزة على إعادة بناء حياتهم ومنازلهم ومجتمعاتهم، وإنشاء مؤسسات أمنية جديدة فى غزة، وتمهيد الطريق لدفع جديد نحو التوصل إلى حل سياسى للصراع الأساسى، كما يتعين على الإدارة الأمريكية البحث عن زعامة سياسية فى القدس ورام الله، بالتنسيق مع الشركاء العرب والأوروبيين، كما ستواجه الإدارة الجديدة أيضاً تحدياً كبيراً مع إيران.

- هل تختلف سياسة «ترامب» تجاه حرب غزة عن لبنان؟

غزة مشكلة أصعب من لبنان، والموقف الإسرائيلى فى غزة أكثر إثارة للجدل، سيكون السؤال الأبرز والمطروح ما إذا كان «ترامب» سيقبل الموقف الإسرائيلى أم لا؟

- كيف سيتعامل «ترامب» مع إيران؟

أعربت القيادة الإيرانية الجديدة عن بعض الاهتمام بتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة والغرب، ومن ثم فإن أى جهد للتعامل مع إيران قد يؤتى ثماره، ومن المؤكد أنه سيلقى ترحيباً من جانب العديد من الدول، على الرغم من أنه قد يترك إسرائيل أكثر عزلة على هذا الصعيد.

التحدي الأكبر الذي سيواجه إدارة ترامب هو واشنطن نفسها 

- ما التحدى الأكبر الذى يواجه الإدارة الأمريكية الجديدة؟

هناك تحدٍّ أكبر قد يكمن فى واشنطن وليس الشرق الأوسط، فغياب أى إجماع حول كيفية التعامل مع القضايا الإقليمية من شأنه أن يجعل سياسات الإدارة عُرضة للهجوم، فى حين أن الدعم الانفعالى للسياسات الإسرائيلية، بغض النظر عن مدى تطرفها أو بعدها عن التفضيلات الأمريكية الراسخة، يجعل البحث عن نتائج مقبولة على نطاق واسع أمراً صعباً فى أحسن الأحوال، والتحدى الذى ستواجهه الإدارة الجديدة فى المقام الأول والأخير سيتلخص فى ضرورة إعادة بناء الإجماع الداخلى فى الولايات المتحدة وإيجاد مسار إلى الأمام قادر على كسب القبول.

- هل كنت تتوقع فوز «ترامب» فى الانتخابات؟ وهل لعبت حرب غزة دوراً فى ذلك؟

لم تكن الانتخابات قريبة كما توقع الكثير، لكن أغلب استطلاعات الرأى أظهرت أن «ترامب» لديه فرصة جيدة جداً للفوز على كامالا هاريس، وربما كانت هناك عوامل عديدة فى تحديد سبب عدم فوزها فى الانتخابات، ومن المحتمل أن تكون غزة أحد العوامل، خاصة فى ميشيجان مع مجتمعها العربى الأمريكى الكبير.

- هل يسلك «ترامب» مسار السياسة والدبلوماسية مع إسرائيل وغزة؟

من الممكن أن يحدث ذلك، لقد عيَّن مسئولاً يهودياً مبعوثاً للشرق الأوسط ليس لديه خبرة سابقة فى المنطقة أو الدبلوماسية.

- كيف تعلق على استهداف إسرائيل المتكرر لمنظمات الإغاثة الدولية والأمم المتحدة؟

يجب إجراء تحقيق بعد الصراع لتحديد ما إذا كانت هذه الهجمات متعمدة، وما إذا كان من الممكن اعتبارها جرائم حرب، وبالنسبة إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، فقدمت خدمات أساسية للاجئين الفلسطينيين لعقود من الزمن، ولهذا السبب، كانت لفترة طويلة هدفاً للحكومة الإسرائيلية، وحاول «نتنياهو» إقناع «ترامب» بحظر «الأونروا» فى إدارته الأولى، ومن المرجح أن ينجح هذه المرة.

دور مصر محوري وهام في مفاوضات غزة  

- كيف تعلق على الدور المصرى فى مفاوضات غزة؟

لقد لعبت مصر دوراً إيجابياً فى محاولة التوسط فى الصراع جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة وقطر.

- هل تنفذ إسرائيل بعض العمليات العسكرية دون إبلاغ الولايات المتحدة؟

نعم، فهى تنفذ العمليات عندما تعلم أن الولايات المتحدة ستعارض خططها.


مواضيع متعلقة