النائب علاء عابد يكتب: مصر والدور الإقليمي

النائب علاء عابد يكتب: مصر والدور الإقليمي
شهدت مصر، خلال عهد الرئيس القائد عبدالفتاح السيسى، تحقيق عديد من الإنجازات غير المسبوقة فى مسيرة نهضتها وانتقالها إلى «الجمهورية الجديدة»، وتأسيس دولة قوية محورية ذات ثقل سياسى فى المنطقة العربية والشرق الأوسط، لامتلاكها القرار السياسى المستقل والمؤسسات القوية والرؤية الصائبة والجيش القوى.
تتمتع مصر بموقع «جيواستراتيجى» مكّنها من لعب دور هام فى صياغة السياسات الإقليمية والدولية فى الحرب والسلم، فضلاً عن كونها لاعباً رئيسياً بمنطقة الشرق الأوسط بتاريخه المعقد والمأزوم منذ عقود طويلة.
وتستند الأهمية الجيواستراتيجية لمصر على أربعة محاور رئيسية، هى: الموقع الجغرافى والقوى البشرية والثروات الاقتصادية والتراث الحضارى التاريخى العريق الذى يعود لأكثر من سبعة آلاف سنة.
لقد أثبتت مصر، على مر السنين، أنها ركيزة أساسية للاستقرار السياسى والأمنى فى المنطقة كلها، وهو ما منحها مكانة استراتيجية تُمكنها من التأثير فى مجريات الأحداث والتعامل مع الأزمات بمرونة وفاعلية.
ومنذ تولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم، انتقلت مصر على المستوى السياسى والاقتصادى والعسكرى، لتصبح قوة مؤثرة فى محيطها الأفريقى أولاً ثم فى جوارها الآسيوى عبر شبه جزيرة سيناء، وأكدت الأحداث فى المنطقة هذه الأهمية الجيوسياسية، التى أفرزت بدورها عناصر من القوة الناعمة مكّنت مصر كدولة كبرى من خلق مساحة واسعة من التأثير المباشر خارج الحدود الإقليمية، وذلك بفضل «الدبلوماسية الرئاسية» التى يقودها الرئيس.
وعلى مدار 15 شهراً من الحرب على غزة، لم تدخر مصر جهداً أو طريقاً إلا وسلكته لوقف العدوان الإسرائيلى الذى أسفر عن سقوط أكثر من 45 ألف شهيد وأكثر من 107 آلاف من الضحايا والمصابين المدنيين الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، فى تحدٍّ واضح للمجتمع الدولى.
«إن أبناء الشعب الفلسطينى الأبرياء فى غزة، المحاطين بالقتل والتجويع والترويع، والواقعين تحت حصار معنوى ومادى مُخجل للضمير الإنسانى العالمى، ينظرون إلينا بعين الحزن والرجاء، متطلعين إلى أن يقدم اجتماعنا هذا لهم أملاً فى غد مختلف يعيد لهم كرامتهم الإنسانية المهدرة وحقهم المشروع فى العيش بسلام ويسترجع لهم بعض الثقة فى القانون الدولى، وفى عدالة ومصداقية ما يسمى بالنظام الدولى القائم على القواعد».. تلك كانت كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة فى غزة الذى عُقد فى يونيو الماضى بالأردن.
وقدمت مصر مؤخراً مقترحاً للهدنة فى غزة يتضمن وقفاً تدريجياً للحرب وانسحاباً تدريجياً وفتح معبر رفح وعودة للنازحين إلى شمال غزة، ووافقت حركتا فتح وحماس على مسودة إنشاء لجنة لإدارة قطاع غزة بموجب اقتراح مصرى.
وتُعتبر مشاركة مصر فى المبادرات الإقليمية والدولية مثالاً واضحاً على التزامها بترسيخ السلام والأمن، حيث تستضيف عدة منتديات تتعلق بالأمن الإقليمى من خلال التعاون مع الاتحاد الأفريقى ومنظمات دولية أخرى، فمصر دائماً مركز إقليمى يؤثر فى مجريات الأحداث فى أفريقيا عبر العصور، ولا توجد دولة واحدة لم تمتد إليها يد العون والسلام المصرية.
كما أن مصر شريك مهم لأوروبا، حتى إن الحكومة المصرية تمكّنت من الاستفادة من أزمة المهاجرين والمخاوف الأوروبية من الهجرة غير النظامية، ما دفع بعض العواصم الأوروبية لاستقبال الرئيس السيسى بصفته زعيماً نجح فى المحافظة على الاستقرار فى المنطقة، ويمنع وصول دفعات من المهاجرين غير الشرعيين إلى دول أوروبا.
ولعبت مصر دوراً كبيراً فى تشكيل الثقافة والفن العربى فترة طويلة، واستقبلت جامعاتها طلاباً من جميع الدول العربية، كما ساهمت فى تطوير النظام التعليمى العربى عبر بعثاتها التدريسية، فضلاً عن الدور الكبير الذى كان وما يزال يلعبه الأزهر الشريف فى العالم الإسلامى.
كل هذا يُظهر الدور المحورى لمصر فى حفظ توازن المنطقة، أو كما يُطلق عليه أن مصر هى «رمانة» ميزان المنطقة العربية والشرق الأوسط، وأن ما تم فى عهد الرئيس السيسى هو استعادة لمكانتها بين دول الإقليم، وما حدث هو نقلة قوية فى محيطها الخارجى فى وقت قياسى، لتعود وبقوة إلى الساحة الإقليمية والدولية.
* رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب