رسائل سرية بالنار والحمض.. حل لغز فيزيائي من القرن الـ18 يكشف أسرارا تاريخية

كتب: نرمين عزت

رسائل سرية بالنار والحمض.. حل لغز فيزيائي من القرن الـ18 يكشف أسرارا تاريخية

رسائل سرية بالنار والحمض.. حل لغز فيزيائي من القرن الـ18 يكشف أسرارا تاريخية

قبل التطور الهائل الذي نعيشه، كانت الرسائل النصية هي لغة العصر، ووسيلة تحمل أكثر من معنى، سواء كان للحب أو الحرب أو الرسائل العلمية، وفي القرن الثامن عشر، ظهرت أغرب الرسائل التي تحمل معاني متعددة، مثل تلك التي كتبها الفيزيائي الأمريكي بنيامين طومسون عام 1775 في بداية الحرب الثورية الأمريكية، وهي الحرب التي عمل خلالها طومسون لصالح الجيش البريطاني.

وتحتوي الرسائل على رسالتين مختلفتين؛ الأولى الأطول، وتمتد على ثلاث صفحات ويمكن للجميع قراءتها، وتتميز بمظهر خافت في الصور، بينما كُتبت الثانية السرية بين سطور الرسالة الأولى باستخدام حبر غير مرئي، وفقًا لموقع «lettersofnote».

رسائل النار والحمض

في السنوات الأخيرة، جرى حل لغز رسائل طومسون ومعرفة الجزء غير المرئي باستخدام الحرارة أو محلول كيميائي على الورق، إذ كان منشئ الرسالة يضع علامة على المراسلات في مكان ما بحرف «F» للنار أو «A» للحامض، اعتمادًا على المعالجة اللازمة للكشف عن الرسالة الحقيقية التي كانت تحتوي على جزئين، وسميت «رسائل النار أو الحمض».

وبعد حل اللغز ظهرت الكلمات الأصلية من خطاب طومسون:

«6 مايو 1775.. سيدي، امتثالاً لرغباتك، أغتنم هذه الفرصة الأولى التي أتيحت لي منذ أن غادرت بوسطن لأرسل لك بعض التقارير عن الوضع في هذا الجزء من البلاد. لا أحتاج إلى إزعاجك بروايات عن الحوادث التي لا شك أن لديك معلومات أفضل عنها.. أما المعلومات الوحيدة التي أستطيع أن أقدمها والتي قد تكون ذات أهمية، فقد تلقيتها مؤخرًا من ضابط ميداني في جيش المتمردين، إذا كان من الممكن أن نطلق على هذه الكتلة من الفوضى اسم جيش، ومن عضو في الكونغرس الإقليمي الذي يتخذ من واترتاون مقرًا له، وعلمت من خلالهما أن جيشًا يتألف من 30 ألف رجل سيتم تجميعهم بسرعة في حكومات نيو إنجلاند الأربع، وأن حصة هذه المقاطعة هي 13600، وبمجرد تجميع هذا الجيش وتنظيمه، يُفترض عمومًا أن تكون أول حركة هي شن هجوم وهمي على بلدة بوسطن وفي نفس الوقت محاولة الاستيلاء على القلعة بالجسم الرئيسي للجيش».

ماذا دار بين أمريكا وبريطانيا قبل 250 سنة؟

أما عن الأوضاع والمعلومات التي تلقاها طومسون، فقد ذكر: «لا أستطيع أن أحدد ما إذا كانت هذه ستكون الخطة الدقيقة للعملية أم لا، ولكنني أعتقد حقًا أن الكونغرس ومسؤوليه عازمون، ويتخيلون أنهم سيصبحون سادة القلعة ومدينة بوسطن في وقت قريب جدًا. لقد تم إبلاغي بشكل موثوق أنه يتم تنفيذ خطة للاستقلال، ومن أجل ذلك سيتم تقديم طلب سريع إلى إحدى القوى الأوروبية للحصول على المساعدة ضد بريطانيا العظمى، وأنا أكثر استعدادًا للاعتقاد بذلك لأنني تلقيته من أحد أعضاء المؤتمر، وهو شخص مطلع بشكل وثيق على أسرار الحزب، وهو رجل لا أستطيع أن أشك في أنه لا ينوي خداعي أو تسليتي».

وأضاف: «أما بالنسبة لوضعي الخاص، فقد كان سيئًا للغاية منذ أن غادرت بوسطن، حيث كنت موضع شك أكثر من أي وقت مضى من قبل الناس في هذا الجزء من البلاد عندما رفضت حمل السلاح ضد الملك، وكان الأمر صعبًا للغاية، فقد منعني عدد قليل من الأصدقاء هنا من الاغتيال أكثر من مرة، وأنا حزين لأن احتجازي في هذه المدينة من قبل هؤلاء الأشخاص المضللين قد يحرموني من القدرة على فعل أي شيء لصالح الخدمة، ولكن قريبًا سأحظى بفرصة لإقناعهم بولائي للملك، وفي الوقت نفسه سأؤكد لك بأشد الطرق جدية أن التهديدات أو الوعود من هذا الفصيل الشرير لن تدفعني أبدًا إلى القيام بأي شيء يتعارض مع ولائي المعلن لجلالته، وعلى العكس من ذلك، فإنني بكل سرور وسرعة أكرس حياتي وثروتي لخدمة ملكي الشرعي، الملك جورج الثالث».

الرسالة المرئية:

الرسالة المرئية: «سيدي، إذا كنت لطيفًا بما يكفي لتسليم السيد بوسطن الأوراق التي تركتها في عهدتك، وأخذت منه إيصالًا بها، فسوف أكون ممتنًا جدًا».


مواضيع متعلقة