ليلى مراد تروي تفاصيل «رحلة الموت» في لبنان

كتب: إلهامي سمير

ليلى مراد تروي تفاصيل «رحلة الموت» في لبنان

ليلى مراد تروي تفاصيل «رحلة الموت» في لبنان

عاشت الفنانة الراحلة ليلى مراد، أوقاتا عصيبة في لبنان، خلال توجهها لتلبية دعوة بعض أصدقائها بمنطقة بحمدون، وكشفت عن ذلك في عدد مجلة الكواكب الصادر بتاريخ 15 يونيو من عام 1951، حتى أنها أطلقت على هذه الساعات «رحلة الموت».

وقالت ليلى: «قمت برحلة إلى لبنان وكانت أول مرة أزور فيها البلد، فلم أكن أعرف شيئا من الطرق العجيبة التي تدور حول الجبال كالثعابين هناك، وكنت مدعوة لتناول الغداء عند بعض الأصدقاء في بحمدون، فركبت سيارة تاكسي لتصعد بي خلال الطريق الجبلي الضيق إلى المكان الذى أقصده، ورأيت سائق التاكسي يقوده وكأنما يظن أنه يقود طائرة نفاثة، فقد كان يطوي الطريق بسرعة 80 كيلومترا في الساعة، مع أن الطريق لا يكاد يسع سيارتين إلا إذا التصقنا».

في ظل الخوف الشديد الذي سيطر عليها، حاولت ليلى إقناع السائق بإن يهدئ من سرعته، لكنها وجدت رد فعل غير متوقع.

صرخة فزع ورعب

تضيف القيثارة: «ظللت أحاول إقناع السائق بأنني أملك من الوقت ما يكفي لأن يبطئ السير، خاصة أن الطريق كان يلتوي وينحني حول نفسه كثيرًا بصورة تجعل الراكب جاهلا بما سوف يقابله من سيارات على بعد عشرة أمتار، بيد أن السائق كان من جانبه يهدئ من روعي تارة ويتصنع الصمم تارة أخرى، إلى أن تضايق أخيرًا فأوقف السيارة وصاح في قائلا "شو بدك يا مدام.. بتريدي توصلي ولا بتعلميني كيف بسوق السيارة؟"، وعندما وقف السائق ليلقي علي هذا الاعتراض أطللت برأسي من النافذة لأرى إلى أي حد صعدت بي السيارة في طريق الجبل، فإذا بي أصرخ من الفزع».

رحلة الموت 

وتصف ليلى مراد المشهد وتقول: كنا نقف في مكان ضيق جدا لا يكاد يتسع للسيارة وقد وقفت عجلتاها من جهة اليمين على حافة الطريق بالضبط، وكنا في مكاننا على ارتفاع كبير جدا يشرف على هوة سحيقة لم أستطع أن أتبين فيها معالم الأرض، ولو أن السيارة اهتزت أو انحرفت إلى اليمين سنتيمترا واحدا لسقطت بنا في ذلك الوادي السحيق، وظللت أصرخ وحاولت النزول من السيارة ولكن السائق أخذ ينظر إلي وكأنه لم يحدث شيئ يقلق البال، ثم قال "كيفك يا مدام إذا بتحبي تتركي الأوتومبيل أنا تحت أمرك".

واستكملت النجمة: «أيقظت عبارته انتباهي، فنزولي من السيارة في تلك البقعة هو أصعب من البقاء فيها، لذلك عدت إلى مكاني، وتوسلت إليه أن يبتعد قليلا عن حافة الطريق المخيف، وبدأ السائق يقود السيارة بنفس السرعة، ونظرت فإذا بالهوة السحيقة تبدو لي وكأنها وحش هائل يفتح فاه ليبتلعنا، فأغمى علي ولم أفق إلا في بحمدون».


مواضيع متعلقة