«الإفتاء» عن «صلاة الرغائب» في أول ليلة جمعة من رجب: بدعة منكرة

«الإفتاء» عن «صلاة الرغائب» في أول ليلة جمعة من رجب: بدعة منكرة
يلجأ البعض لأداء صلاة الرغائب، بمعتقد أنها فرصة للتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى مع دخول شهر رجب، وذلك في ليلة أول جمعة من الشهر ويسبقها صيام الخميس، ويعتبرها البعض فرصة للحصول على نفحات إيمانية مع بدء الشهر الهجري، مستندين إلى ما ورد عن فضلها في التراث الإسلامي، فضلًا عن اعتقادهم بأن تخصيص هذه الليلة قد يكون اجتهادًا في الطاعة، مسترشدين بعموم فضل العبادات في الأشهر الحرم، على الرغم من اختلاف الآراء الفقهية بشأن مشروعيتها.
السند الشرعي حول إقامة صلاة الرغائب
وحول سند مشروعيتها، أكدت دار الإفتاء المصرية أن صلاة الرغائب بدعة عند جمهور العلماء، واستشهدت الإفتاء بما جاء في الموسوعة الفقهية - 22/262: «نص الحنفية والشافعية على أن صلاة الرغائب في أول جمعة من رجب، أو في ليلة النصف من شعبان بعدد مخصوص من الركعات، بدعة منكرة».
وحول آراء العلماء بشأن ليلة الرغائب، وهي الصلاة التي تتكون من اثنتي عشرة ركعة تُصلّى بين المغرب والعشاء في ليلة أول جمعة من شهر رجب، فهم يرون أن تخصيص ليلة معينة بعبادة مخصوصة دون دليل شرعي فهو الأمر الذي يعتبر بدعة، استنادًا إلى القاعدة الفقهية التي تقول: «الأصل في العبادات التوقيف».
وفي كتاب «المجموع» للإمام النووي، أوضح أن صلاة الرغائب بدعة منكرة قبيحة، مشددًا على أن الحديث الوارد عنها باطل، ولا يصح الاعتماد عليه.
كما أشار إلى جهود الإمام أبو محمد عبد الرحمن المقدسي الذي كتب كتابًا مهمًا في إبطال هذه الصلاة.
أما الشيخ الرملي الكبير فذكر في فتاويه أنه لم يصح في شهر رجب أي صلاة مخصوصة تُعرف بـ«صلاة الرغائب»، مؤكدًا أن الأحاديث المتعلقة بها كذب باطل، وأن هذه الصلاة لم تكن معروفة بين العلماء المتقدمين لأنها ظهرت بعد القرن الرابع الهجري.
الموسوعة الفقهية وصلاة الرغائب
ونصت الموسوعة الفقهية على أن صلاة الرغائب، سواء في أول جمعة من رجب أو ليلة النصف من شعبان، هي بدعة لا دليل عليها من الشريعة، وقد اتفق الحنفية والشافعية على إنكارها. ومع كل هذه الأسانيد اكدت دار الإفتاء المصرية أن هذه الصلاة لا أصل لها في الشريعة، وهي من البدع التي استحدثت بعد القرون الأولى للإسلام. لذا، ينبغي للمسلم أن يبتعد عنها ويكتفي بالعبادات الصحيحة التي ثبتت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فضل شهر رجب
وفي فيديو للدكتور شوقي علام مفتي الديار السابق، تحدث خلاله عن فضل شهر رجب على بقية الشهور، مؤكدًا أنه شهر من الأشهر الحُرم، وعلى العبد الحرص على القيام بالأفعال الخيرة في الشهور الحُرم، حيث إن كل فعل خير خلالهم هو فعل مستحب، مشيرًا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل».
وقال المفتي السابق، إن الصيام من الأكثر الأفعال المستحبة في شهر رجب، وإن أكثر الأيام المستحب الحرص على صيامها خلال شهر رجب، هي الاثنين والخميس من الشهر والأيام الثلاثة البيض.