«هيسا» أقدم الجزر في أسوان.. «رحلة في حضن النيل»

مناخها دافئ وشمسها الذهبية مُشرقة، تُعتبر جزيرة «هيسا» واجهه سياحية تجتذب السياح طوال العام وخاصة في فصل الشتاء، تقع في شرق مدينة أسوان بين السد العالي وخزان أسوان، تُعد هيسا من أقدم الجزر التي توجد في أسوان؛ إذ استُخدمت أرضها مدافن للكهنة، وتُعتبر منجما لاستخراج الأخشاب والحجارة.

أين تُوجد جزيرة هيسا؟

وبحسب ما ذكره الدكتور أحمد عامر الخبير الأثري بوزارة السياحة والآثار أثناء حديثه لـ«الوطن»، فإن «جزيرة هيسا» تقع في شرق مدينة أسوان، وسُميت بهذا الاسم نسبةً إلى الملك «هيس»، أحد ملوك الأسرة السابعة الفرعونية، إذ تُعتبر أولى أسرات الفترة الانتقالية الأولى في أوائل القرن الثاني والعشرين قبل الميلاد في عهد المصريين القدماء، وتُعدّ الجزيرة من أجمل الأماكن الطبيعية بمحافظة أسوان، في البداية كانت الجزيرة عبارة عن مدافن للكهنة والكاهنات، الذين كانوا يعملون بالقرب من جزيرتي «هيسا» و«فيلة»، فكانتا منجما لاستخراج الحجارة والأخشاب، التي كان يجري نقلها من خلال النهر لبناء هرم سقارة.

جمال خلاب لا يوجد له مثيل

تطل الجزيرة على نهر النيل من كل الجوانب، ما يجعل زوارها يشعرون بأن النهر يحتضنهم، كما أن بيوتها ذات ألوان مبهجة، يحتويها جمال فريد من الصعب أن تجده في مكان آخر، كما أنّ تلك البيوت مُحاطةٌ بالماء والجبال الصحراوية من كلّ ناحية، بما جعل نسبة التلوث تقل ويزداد نقاء الهواء، فتجد جوا صحيا خال من الأمراض وخصوصا لمرضي الروماتيزم، ومن ضمن الأنشطة التي تستطيع القيام بها ركوب الفلوكة التقليدية في رحلة وسط النيل، فتتنقل من هيسا بين الجزر الأخري وفي هذه الرحلة تجد ألواناً مختلفة من الجمال الطبيعي، وتستمتع لحكايات «المراكبي» بلهجته النوبية وهو يحكي تاريخ بلاده وناسها والعادات والتقاليد.

أهم ما تشتهر به هيسا؟

تشتهر هيسا بصناعات مختلفة ومنها صناعة الفخار من طمي النيل، والإكسسوارات النوبية التي تتحلى بها النساء، بالإضافة إلى زراعة البازلاء واللوبيا والفول السوداني، ووفقاً لما ذكره الدكتور «أحمد عامر»، فإن أهالي الجزيرة يتمسكون بالإرث الفني والاجتماعي لأجدادهم، ويظهر ذلك في طقوس الزواج، إذ يحافظون على الرقصات والأغاني التقليدية والتراثية.