واحد فارق الحياة والثاني ينتظر الإنقاذ.. صاحب فيديو «ابني مات من البرد» يروي لـ «الوطن» ماسأة طفليه التوأم

واحد فارق الحياة والثاني ينتظر الإنقاذ.. صاحب فيديو «ابني مات من البرد» يروي لـ «الوطن» ماسأة طفليه التوأم
على حافة اليأس، وفي مواجهة أقسى الظروف، يقف صامدا، ممسكا بـ«شماعة الأمل» في سعيه لإنقاذ رضيعه الثاني من نفس مصير شقيقه الأول، فقد أخذت مصائب الشتاء حياة طفله الأول، الذي تجمد جسده من شدة البرد القارس.
30 يوما كانت بمثابة الفاصل بين الفرح والألم، حين أنعم الله عليه بتوأم وسط الدمار والقصف العنيف، ودرجات الحرارة المنخفضة، إذ يعيش الفلسطينيون في معركة يومية من أجل البقاء، محاصرين بين فتك الحرب وقسوة الظروف، دون أن يمتلكوا ما يواجهون به هذه المأساة المستمرة.
في خيمة ضيقة، تأوي 10 أفراد، يعيش يحيى محمد البطران، من سكان شمال غزة، الذين نزوحوا إلى المحافظة الوسطى، مع عائلته، في قلب مأساة لا تنتهي، إذ يقف على حافة الموت، بعدما فقد أحد توأميه، جمعة، بسبب تجمده من شدة البرد، قائلا في تصريحات خاصة لـ«الوطن»: «فقدت ابني، واتنين من ولاد أخويا، و3 من نسايبي، قبل شهر و10 أيام».
«إحنا معدومين الحياة».. عبارة وصفها البطران عن الواقع الذي يعيش فيه سكان غزة الآن، إذ كان يأمل في أن يفرح بقدوم طفليه، لكن لم يكن يعلم أن مصيرا قاسيا في انتظارهم، فقد رحل جمعة، في حين ظل الأمل يتشبث بقلب الأب لإنقاذ علي من نفس المصير.
ولكن ما باليد حيلة.. ابني بحاجة إلى تدفئة، من أين أستطيع أن أجدها في هذا الجو القارس؟ تساؤلات خرجت من قلب البطران، قبل أن يروي تفاصيل ما حدث لابنه الأول جمعة، قائلا «جمعة وعلي كانوا رافضين الرضاعة، وطول الوقت نايمين، ولما ذهبت بهم إلى المستشفى، ملقتش غير جهاز واحد للتدفئة لمدة 6 ساعات، قسمتها على كل طفل، لكن الجهاز غير كامل الشحن، وفي الفترة اللي كان جمعة منتظر فيه الدفاية، تجمد ومات».
تجمد رضيع البطران بسبب البرد القارس
ساعة كاملة في الطريق قضاها البطران وهو محتضن الرضيع، للوصول إلى المستشفى، إذ انعدام المواصلات من منطقة البصا إلى مستشفى «شهداء الأقصى»، وعند وصوله للمستشفى، أخبره الأطباء باستشهاد رضيعه بسبب تجمد الدم وتوقف القلب من شدة الصقيع.
وأكمل البطران معاناته لإنقاذ ابنه الثاني، قائلا إنه حمل رضيعه الثاني نصف المسافة بنفسه، بينما كانت زوجته المريضة بارتفاع ضغط الدم، البالغة من العمر 38 عامًا، تلاحقه خلفه، وأضاف: «الحمد لله، تمكنا من اللحاق به في اللحظة الأخيرة، وعاد التنفس إليه، ثم تم وضعه في الحضانة، وأصبح حاله أفضل».
وأوضح البطران أنه عندما سأل الأطباء عن حالة الرضيع البالغ من العمر 35 يومًا، أخبروه أنه يعاني من بكتيريا في الدم والتهاب شديد في الصدر، ما استدعى وضعه على جهاز التنفس الاصطناعي
الرضيع الثاني في طريقه إلى الموت متجمدا
وعن فرص نجاة رضيعه الثاني، بحسب ما قاله الطبيب للبطران: «الوضع حرج للغاية، ورغم أننا نبذل قصارى جهدنا، إلا أن الأطباء يعترفون بصعوبة الحالة»، مؤكدا أنه إذا كان هناك أمل في إنقاذه، فقد يتطلب الأمر السفر للخارج لتلقي العلاج.
وأضاف: «ابني يزن 300 جرام فقط، وهو بحاجة إلى رعاية مركزة لمدة ثلاثة أشهر لكي يصل إلى وزن يتراوح بين كيلو ونصف أو 2 ونصف، حتى يستطيع العودة إلى الحياة والرضاعة من أمه، وساعات قليلة فقط تفصلني عن فقدان ابني الثاني».