مشوار فني امتد 4 عقود من العطاء والإبداع.. وداعا السيناريست بشير الديك

كتب: ضحى محمد

مشوار فني امتد 4 عقود من العطاء والإبداع.. وداعا السيناريست بشير الديك

مشوار فني امتد 4 عقود من العطاء والإبداع.. وداعا السيناريست بشير الديك

كان من أبرز أعمال بشير الديك السينمائية وأولها فيلم «مع سبق الإصرار» مع النجمين نور الشريف ومحمود ياسين، وهو مستوحى من قصة بعنوان «الزوج الأبدي» للروائي الروسي العالمي «دوستويفسكى»، ولكن القصة نفسها كانت الدافع الأول للكتابة، وبعدها بسنوات قليلة كرر الأمر مع قصة أخرى للعملاق «تولستوى»، فبعد أن قرأها «الديك» قرر تقديمها فى فيلم «أشياء ضد القانون»، وبشكل عام كل تجربة هى حالة منفصلة بذاتها، وكل مشروع له ظروف مختلفة عن المشروعات السابقة أو التالية له.

يعد «بشير» واحداً من أهم كتّاب السينما المصرية فى ثمانينات وتسعينات القرن الماضى، قدم أعمالاً لامعة تعاون خلالها مع كبار النجوم، وكان محمود ياسين هو «الجوكر» فى حياة «الديك»، فقد آمن بموهبته منذ الوهلة الأولى؛ لأنه لمس فى كتاباته تجارب حقيقية من صنع البشر، وقدم معه أول 3 أعمال كتبها، وهى: «ولا يزال التحقيق مستمراً»، و«وتمضى الأحزان»، و«مع سبق الإصرار»، وتكرر تعاون «ياسين» و«الديك» فى أفلام عدة، من بينها «المحاكمة»، و«الأقوياء» و«أشياء ضد القانون».

كان الكاتب الراحل صاحب الفضل على الفنان أحمد زكى، حيث تحول الأخير، بسبب صداقته لـ«بشير»، إلى أحد نجوم الصف الأول فى السينما بعد نجاح فيلم «النمر الأسود»، الذى كان تعاونهما الأول عام 1984، وعادا للتعاون مجدداً بعد 8 سنوات، وكررا نجاحهما فى فيلم «ضد الحكومة»، ثم قدم الثنائى فيلمى «نزوة» و«حسن اللول» عامى 1996 و1997.

ومن الأفلام المميزة والخاصة لـ«الديك» فيلم «موعد على العشاء» بطولة الفنانة سعاد حسنى، الذى سبق وتحدث عنه فى حوار صحفى سابق لـ«الوطن»، حيث إن فكرة الفيلم استوحاها من حادث كان منشوراً فى إحدى المجلات اللبنانية، يتناول أسطورة امرأة تبحث عن حريتها حتى دفعت حياتها ثمناً لمرادها، واستطاع «الديك»، من خلال الفيلم، صناعة عمل يعيش لسنوات طويلة، وجسد خلاله معاناة المرأة على أرض الواقع، ورغبتها المدهشة فى التحرر، دون الدخول فى التأويلات السياسية والفلسفية التى صاحبت الفيلم.. فقط سيدة ترغب فى الحرية.

ولكن نقطة التميز الحقيقية كـ«سيناريست كبير»، بدأت فى حياة «بشير» مع شراكته للمخرج عاطف الطيب فى عدد من أهم أفلامه، حيث كتب له أول أفلامه «سواق الأوتوبيس»، ثم «ضربة معلم»، و«ضد الحكومة»، و«ناجى العلى»، وانتهاءً بـ«ليلة ساخنة».

كما كتب «الديك» عدداً من أنجح أفلام نور الشريف، مثل «سواق الأوتوبيس»، و«ناجى العلى» و«ليلة ساخنة»، إذ تميز الكاتب الراحل بالتجديد والتعاون مع نجوم مختلفين لصناعة النجاح، حيث كان يواصل التجارب مع كل نجوم السينما المصرية، وقدم سلسلة أفلام مع نادية الجندي أبرزها «الضائعة»، و«الإرهاب»، و«عصر القوة»، و«مهمة فى تل أبيب» و«الجاسوسة حكمت فهمى».

وتعاون «الديك» فى تجربة فريدة من نوعها مع الفنان عادل إمام ليقدم واحداً من الأفلام المصنفة ضمن أفضل أعمال السينما المصرية، وهو «الحريف»، الذى حصل على إشادات من الجمهور والنقاد، خاصة أن الفيلم تميز طوال الوقت بكسر التوقعات، وهى آلية معروفة فى أعماله، فكان يحاول دائماً الهروب مما يتوقعه المشاهد.

وبالتالى يتولد عنصر الجذب، إضافة إلى كسر النمطية بتقديم نموذج مختلف لشخصيات مبتكرة، وسيناريو «الحريف» لا يعتمد على قصة بقدر اعتماده على تفاصيل الحياة اليومية فى مدينة ضخمة كالقاهرة، وكان من المقرر أن يؤدى بطولة الفيلم النجم أحمد زكى قبل عادل إمام، قبل أن يتدخل محمد خان ويقترح اسم «الزعيم».

ومن التجارب المتميزة لـ«الديك» فيلم «سواق الأوتوبيس» عام 1982 بطولة نور الشريف، الذى اعتبره النقاد أنضج الأفلام فى السينما المصرية؛ لأنه قدم قراءة عميقة للواقع فى تلك الفترة، فكان بمثابة مرثية لذلك العالم العظيم الذى كان موجوداً فى الستينات، حيث كان الزهو القومى، والصناعات، وكانت الأحلام مفتوحة بلا حدود، وسط وجود مجموعة هائلة من المبدعين؛ كصلاح جاهين، ويوسف إدريس، وعبدالرحمن الأبنودى.

ابتعد «الديك» عن السينما خلال سنوات الألفية، باستثناء تقديمه فيلم «الكبار» عام 2010 من إخراج محمد جمال العدل، وفى المقابل، قدم عدداً من المسلسلات التليفزيونية الناجحة مثل «الناس فى كفر عسكر» و«حرب الجواسيس» و«الطوفان» وغيرها.


مواضيع متعلقة