مجمع إعلام بنها يدعو للاصطفاف الوطني في مواجهة حروب الشائعات الممنهجة

كتب: حسن صالح

مجمع إعلام بنها يدعو للاصطفاف الوطني في مواجهة حروب الشائعات الممنهجة

مجمع إعلام بنها يدعو للاصطفاف الوطني في مواجهة حروب الشائعات الممنهجة

نفذ اليوم مجمع إعلام بنها بالتعاون مع مجلس مدينة طوخ برئاسة المهندس وائل جمعة السنوري ندوة تثقيفية تحت عنوان «الحروب اللانمطية وأثرها على أمن المجتمعات»، وذلك في إطار الحملة الإعلامية «اتحقق .. قبل ما تصدق» التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات من خلال مراكز الإعلام الداخلي المنتشره بجميع محافظات الجمهورية تحت إشراف الدكتور  أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلام الداخلي للتوعية بمخاطر الشائعات وضروره مواجهتها 

 

حاضر في الندوة المهندس وائل جمعة السنوري  رئيس مجلس مركز ومدينة طوخ  والدكتور أحمد عبد الفتاح عيسى  استشاري العلاقات العامة والرأي العام وتحسين الصورة الذهنية بالبرنامج الرئاسي بداية حلم والشيخ  أحمد إبراهيم  واعظ بمنطقة الأزهر بالقليوبية  

بدأ اللقاء بكلمة ريم حسين عبد الخالق ، مدير مجمع إعلام بنها مؤكدة على أن الحروب الجديدة أو ما يعرف بالحروب اللانمطية هدفها الرئيسي هدم الدول من الداخل دون إطلاق رصاصة واحدة مستغلة كافة أشكال الحروب النفسية التي تهدف إلى قلب المواطن على الدولة واستخدامه للوقوف أمام المصلحة العامة لها ونشر الدعاية السوداء وتحريف التصريحات والتقليل من قيمة المشروعات والإنجازات وتحويل الإيجابيات إلى سلبيات من أجل تحطيم المعنويات وهدم الثقة بمؤسسات الدولة الوطنية والقضاء على الأمن والسلم المجتمعي ونشر الفوضى .

أضافت أن  هذه النوعية من الحروب تجد بيئتها الخصبة في المجتمعات التي تفتقد إلى الوعي وينتشر فيها الجهل والسلبية. حيث نعيش اليوم في زمن السرعة والانترنت وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي وقوة وتعاظم تأثيرها حيث نتلقى يومياً كم هائل من المعلومات والأخبار وللأسف أغلبنا لا يتفقد صحة هذه المعلومات أو صحة مصدرها كما نقوم بنشرها دون وعي فنتجرع السم في العسل .

الدولة المصرية تتعرض لحملة شرسة وممنهجة

وأضافت أن الدولة المصرية تتعرض لحملة شرسة وممنهجة من حروب الشائعات ودعوات التشكيك وتزييف الحقائق تطلقها الأبواق المعادية وأصحاب الأجندات الخارجية التي تستهدف هدم وإسقاط الدولة المصرية بإعتبارها الجائزة الكبرى بعد كل ماتم من تخريب وتشويه في منطقة الشرق الأوسط .

كما أكدت أن مصر بوحدة وتماسك شعبها ووعيه وثقته في قيادته السياسية ومؤسساته الوطنية سيظل عصياً على كل محاولات الهدم ونشر الفوضى ليظل وطناً قوياً أمناً ومستقراً وسط منطقة تموج بالصراعات والأزمات اللامتناهية.

الوعي أهم معركة 

فيما أكد رئيس مركز ومدينة طوخ على أن معركة الوعي هي أهم معركة في مواجهة حروب العصر فالتاريخ أثبت أن الحروب العسكرية بشكلها التقليدي لم تعد مجدية حيث أن هذه النوعية من الحروب ليس فيها فائز أو خسائر حتى الفائز أو المنتصر يتكبد خسائر مادية وبشرية فادحة . فالحروب الجديدة هي حروب نفسية في المقام الأول، والسلاح في هذه المعارك هو الكلمة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي فمن خلالها يبدا العبث بمنظومة الاخلاق والعادات والتقاليد وهدم الثقة بالدولة ومؤسساتها وزعزعة الايمان بتاريخنا و هويتنا المصرية .

كما دعا إلى ضرورة التحقق من صحة الأخبار والمعلومات وصحة مصادرها والاعتماد على المصادر الرسمية الموثوقة وعدم المساهمة في ترويج الشائعات من خلال إعادة نشر هذه الأخبار والإدعاءات والأكاذيب دون التحقق من صحتها .

ثم تحدث الدكتور أحمد عيسى مؤكداً على أن الحروب التى تنتهجها القوى العظمى كاستراتيجية لإسقاط الحكومات والدول والنظم في العالم لم تعد حروبا تقليدية كما كانت في السابق والتي كانت تعرف بحروب الجيل الأول وهي الحروب التي كانت تمارس باستخدام السيوف والسهام والعجلات الحربية وبعد ذلك ظهرت حروب الجيل الثاني مع اكتشاف البارود واختراع البندقية والمدافع وتحولت بعد ذلك وتطور الأمر والفكر لحروب الجيل الثالث مع بداية الحرب العالمية الأولى والثانية ولكن مع الخسائر العسكرية التي تكبدتها مختلف دول العالم ظهر أسلوب جديد يعرف بإسم حروب الجيل الرابع والخامس أو ما يعرف بالحروب اللانمطية والتى تعتبر الشائعات هي إحدى أهم أدواتها وهي حرب معقده طويلة الأمد ، لا مركزية التخطيط ، تعتمد على الهجوم المباشر على ثقافة الخصم وأساسها الحرب النفسية من خلال وسائل الإعلام الحديثة والإنترنت بإستخدام كل الضغوط المتاحه سياسياً واقتصادياً وعسكرياً فهي تعتمد في استراتيجياتها على إحتلال العقول لا الأرض وبعد إحتلال العقول سيتكفل المحتل بالباقي، فهو يستخدم العنف غير المسلح مستغلا جماعات عقائدية مسلحة وعصابات التهريب المنظمة والتنظيمات الصغيرة المدربة من أجل صنع حروب داخلية تتنوع ما بين إقتصادية وسياسية وإجتماعية للدولة المستهدفة وذلك لإستنزافها عن طريق مواجهتها لصراعات داخليه بالتوازي مع مواجهة التهديدات الخارجية العنيفة .

وطالب عيسى فئات الشعب بتوخي الحذر من التعامل مع الشائعات وأضاف أن وعي الشعب وتماسكه هو حائط الصد الذي سيعبر بمصر إلى بر الأمان وأن كل هذه المخاطر تتطلب منا جميعاً الاصطفاف الوطني خلف القيادة السياسية ومع مؤسسات الدولة الوطنية للحفاظ على مقدرات الوطن وإنجازات الدولة المصرية في مسيرة البناء والتنمية فالمعركة متواصلة والحرب ضدنا والشائعات لن تتوقف ومحاولات التشكيك وإثارة الريبة وتحطيم المعنويات لن تنال من عزيمة المصريين ولن تثني من إرادته ودعا إلى عدم الإنسياق وراء هذه الشائعات خاصة أننا في حرب مع عدو يجيد التعامل مع وسائل التواصل الإجتماعي وبث الشائعات واختلاق الوقائع وتزييف الحقائق من خلالها .

كما أكد فضيلة الشيخ أحمد إبراهيم على أن المجتمعات العالمية عامةً والمجتمعات الإسلامية خاصةً تواجه حرباً تعد من أشد الحروب وأقساها التي يشنها الأعداء ضد خصومهم، وتتمثل في بث الشائعات الهادفة إلى النيل من تماسكهم وتشتيت صفوفهم، وبث الفتنة والفرقة بينهم، وذلك عبر وسائل التواصل الإجتماعي ، وصار يقال ما يقال ولا رقيب

وشدد على أن الإسلام حرم نشر الشائعات وترويجها، وتوعَّد فاعل ذلك بالعقاب الأليم في الدنيا والآخرة ؛ فقال تعالى: ﴿إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النور: 19]، وهذا الوعيد الشديد فيمن أَحَبَّ وأراد أن تشيع الفاحشة بين المسلمين ، فكيف الحال بمن يعمل على نشر الشائعات بالفعل! كما أشارت النصوص الشرعية إلى أن نشر الشائعات من شأن المنافقين وضعاف النفوس ، وداخلٌ في نطاق الكذب، وهو محرَّم شرعًا.

وأكد أن المساس بسلامة الوطن يعد من الإفساد في الأرض ويستوجب أشد العقوبة وأغلظها كما جعل الإسلام حفظ الأوطان مقصد شرعي يأثم من يخل به كما أنه أمر فطري وواجب شرعي دلت عليه النصوص الشرعية ، فلذلك يجب على المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية والإعلامية والفنية أن تتضافر جهودها لتهذيب النفوس وغرس القيم والمبادئ الأخلاقية السوية ، وتهيئة المجتمع وتوعيته بألا يصدق أو يردد ما يتلقفه من أخبار دون التأكد من مصداقيتها ، وبث روح الثقة بين الحاكم والمحكوم والقضاء على كل ما من شأنه أن يضيع هذه الثقة ، إلى جانب ضرورة تكذيب الإشاعات إعلاميًّا وتفنيدها وبيان خطورة الانجراف وراءها .

أعد وأدار اللقاء  أميرة محروس وليلى محمد مسعد - أخصائيين إعلاميين بمجمع إعلام بنها.


مواضيع متعلقة