مسجد «زين العابدين» في القاهرة.. مقصد الدراويش ومزار العاشقين

مسجد «زين العابدين» في القاهرة.. مقصد الدراويش ومزار العاشقين
يقع مسجد الإمام علي زين العابدين بن الحسين، في حي السيدة زينب بمصر القديمة، وهو واحد من أهم الآثار التاريخية في تلك المنطقة، كما أن المسجد من أهم المزارات لمحبي آل البيت في مصر.
والمساجد الأثرية في القاهرة من أبرز الشواهد على التراث الإسلامي؛ لأن هذه المعالم الدينية لا تتميز فقط بأهميتها الدينية والثقافية بل بتصميمها المعماري الفريد الذي يعكس العصور التاريخية القديمة، ومن أبرزها مسجد زين العابدين.
مسجد زين العابدين بحي السيدة زينب
يقع مسجد زين العابدين في شارع يحمل نفس اسم الإمام «علي زين العابدين» بمنطقة زينهم بحي السيدة زينب بمحافظة القاهرة، وتبلغ مساحته نحو 4600 متر مربع، ويتسع لـ5200 مصل تقريبا، وبني في عهد الوالي العثماني حسن باشا طاهر السلحدار 1707/ 1709 ميلاديا، وقام بعمارة المسجد الأمير عثمان أغا مستحفظان في عام 1863 ميلاديا، ومر المسجد بأكثر من عملية تجديد آخرها ما قام به الملك فاروق الأول حيث جدد واجهته كاملة.
محتويات مسجد زين العابدين
وبحسب ما ذكره الدكتور أحمد عامر الخبير الأثري بوزارة السياحة والآثار في حديثه لـ«الوطن»، فالمسجد له واجهة رئيسية من الناحية الشمالية مُطلة على شارع سيدي على زين العابدين، ويحتوي المسجد على عتب رخامي توجد عليه كتابات مُستحدثة، ومن محتويات المسجد باب سري؛ فهو عبارة عن حجر من البازلت الأسود دهن باللون الأخضر ويقع بجوار المقام.
وارتبط هذا الحجر بالعديد من الروايات واعتبره البعض بابا سريا، استخدمه الإمام زين العابدين واختفي خلفه، وبصمات أصابعه لا تزال موجودة على الحجر، ورواية أخرى قالت إن جزءا من الكعبة وذهب إلى مصر أثناء الحكم العثماني، تكريما لدور العمال المصريين في إعادة بناء الكعبة، بعد ما هدمتها السيول، وفي رواية أخرى فالحجر جزء متبق من بناء قديم وهو باب بمقبض حديدي وبه حلقة من الجرانيت.
ضريح لرأس بلا جسد
لم يُدفن الإمام علي ابن الحسين في الضريح، على الرغم من احتواء المسجد على قبتين لمقامي الإمام علي زين وابنه زيد، ولكن المدفون في الضريح رأس «زيد» بن علي زين العابدين، الذي قتل على يد هشام بن عبد الملك بن مروان، وأُرسلت رأسه لكي تُعلق على جامع عمرو بن العاص، ولكن المصريين أخذوا الرأس ودفنوه في موقعه الحالي، لذلك تم دفن الرأس بلا جسد، ورغم أن القبر في البقيع فضريح القاهرة مقصد المتبركين، كما أن أبناء الحي يحتفلون بمولد زين العابدين من كل عام من شهر شعبان عام 38 هجريا.