نهاية عهد الغاز الروسي.. أوروبا تستعد لشتاء قاس وسط تراجع الإمدادات

نهاية عهد الغاز الروسي.. أوروبا تستعد لشتاء قاس وسط تراجع الإمدادات
في الساعات الأولى من العام الجديد، تشهد أوروبا نهاية إمدادات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب الأوكرانية، وهو تحول تاريخي يثير تساؤلات حول مستقبل إمدادات الطاقة في القارة، وذلك مع انتهاء صفقة نقل الغاز التي أبرمت بين روسيا وأوكرانيا قبل 5 سنوات، ما يعد نقطة تحول في العلاقات الاقتصادية والجيوسياسية بين الطرفين، بحسب تقرير لصحيفة «الجارديان» البريطانية.
التحول في إمدادات الغاز إلى أوروبا
وكانت روسيا سابقًا أكبر مصدر للغاز إلى أوروبا، لكن منذ بداية الحرب مع أوكرانيا، تسبب ذلك في فقدان موسكو لمعظم عملائها بالاتحاد الأوروبي، إذ بدأت الدول الأوروبية في البحث عن بدائل وتوجهت العديد من الدول إلى الولايات المتحدة والنرويج لتلبية احتياجاتها من الغاز الطبيعي.
ضغوطات على الاتحاد الأوروبي
يأتي ذلك مع اشتداد فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة في أوروبا، ما قد يسرع في استنزاف احتياطيات الغاز، فمن المتوقع أن تشهد العديد من المدن الأوروبية مثل لندن وباريس وبرلين انخفاضًا في درجات الحرارة إلى أكثر من الصفر، وهو ما يزيد من الطلب على الغاز لأغراض التدفئة.
وتعتبر زيادة الطلب على الغاز أحد أكبر الاختبارات للأسواق الأوروبية، خاصةً بعد الاستخدام المتزايد للاحتياطيات خلال الأشهر الماضية، وتسببت هذه الضغوط في ارتفاع أسعار الغاز بنسبة 5% منذ بداية الأسبوع، ليقترب سعر الغاز من أعلى مستوياته السنوية.
وفي الوقت نفسه، تستمر روسيا في توفير الغاز لدول مثل المجر وصربيا عبر خط أنابيب يمر تحت البحر الأسود، كما تعتزم زيادة صادرات الغاز عبر ناقلات الغاز الطبيعي المسال، ما يشير إلى أن موسكو تظل قادرة على تلبية احتياجات بعض الدول الأوروبية.
الضغط الدولي على أوكرانيا
وتواجه أوكرانيا تحديات مزدوجة؛ إذ تقع تحت ضغط متزايد من دول مثل سلوفاكيا التي تواصل شراء الغاز الروسي، وذلك لإعادة فتح المحادثات بشأن اتفاقية جديدة لمرور الغاز عبر أراضيها.
ومن جهته، أصر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على عدم التفاوض على صفقة تضر بمصالح بلاده، خاصةً في ظل الوضع الراهن الذي يشهد تصاعدًا في التوترات مع روسيا.