قيادة المراكب النيلية «رزق السريحة والعاطلين»

كتب: الوطن

قيادة المراكب النيلية «رزق السريحة والعاطلين»

قيادة المراكب النيلية «رزق السريحة والعاطلين»

«عربجى».. العمل الأصلى لسائق مركب الوراق المتسبب فى كارثة غرق 40 مواطناً، كشفت عنه التحقيقات، لتؤكد أن القيادة النهرية أصبحت كغيرها فى مصر «مهنة من لا مهنة له». لم يكن العربجى وحيداً فيما لجأ إليه، حين ترك مهنته الأصلية، واحترف قيادة المراكب، باعتبارها عملاً مضموناً بعائد ثابت، يقيه ملاحقة البلدية من جانب واختفاء مهنته الأصلية من جانب آخر، مجتمع النهر الذى صار يجمعهم سمح لهم بتبادل القصص والروايات حول بداياتهم ومهنهم الأصلية، وهو ما يرويه أحمد إسماعيل، أحد أصحاب الفرش والاستراحات على جانبى النهر: «ما حدش هنا فاهم فى الشغلانة أو وارثها أباً عن جد، كل اللى بتضيق الدنيا فى وشه وييجى يقعد ع الكورنيش ساعتين، يخرج بشغلانة».. «أحمد» نفسه واحد من هؤلاء، بدأ حياته فى محاولات العمل على مشروعات شباب الخريجين التابعة لوزارة التموين، لكن تعثره فى سداد الأقساط وعدم وجود أرباح أدى إلى هجره للمهنة ولجوئه إلى بيع المشروبات الساخنة على شاطئ النيل، يؤكد: «ناس معدودة على الصوابع اللى وارثة المهنة دى أباً عن جد زى المراكب الشراعية، وأقدمهم عم دقدق فى المنيل». المأساة واحدة بتفاصيل مختلفة، فالفشل الذى لاحق حسن محمد صالح فى بيع الملابس بوسط البلد، دفعه للعودة إلى أسرته، والعمل مع أبناء عمومته على المراكب النيلية، حتى دون الخبرة الكافية اللازمة لهذا العمل، يبرر لنفسه ولمن هم فى مثل ظروفه الأمر: «مش شغال فى وظيفة وما عنديش حاجة تضمن مستقبلى، والنيل بالنسبة لى تلقيط رزق مش أكتر»، ينعى «صالح» الرزق الذى شح بسبب حادث الوراق، والملاحقة القانونية للسائق والعاملين على المراكب «الحكومة هتحطنا فى دماغها وتطاردنا فى أكل عيشنا، مش الأولى توفر لنا جهة عمل ورزق، إحنا كده كده غرقانين فى النيل غرقانين وفى الديون برضه».