باحث بالأزهر: الإسلام يدعو إلى التوكل على الله والأخذ بالأسباب المشروعة

أكد محمود كامل، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن الإيمان بالغيب يمثل جزءًا أساسيًا من العقيدة الإسلامية، مشددًا على ضرورة فهم حدوده لتجنب الانحراف نحو التطرف أو الخرافات.

مفاتيح الغيب في الإسلام

وأوضح «كامل» خلال حلقة برنامج «فكر»، المذاع على فضائية الناس، أن الله استأثر بعلم خمس أمور غيبية تُعرف بـ«مفاتيح الغيب»، مستشهدًا بقوله تعالى في سورة لقمان: «إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ».

الإسلام يحرم التعامل مع الدجالين والمنجمين

وشدد الباحث على ضرورة الابتعاد عن الدجالين والمنجمين، مؤكدًا أن الإسلام يحرم الاعتماد على مزاعمهم، داعيًا إلى التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب المشروعة.

التفريق بين الغيب المطلق والعلم الحديث

وأضاف أنه علينا التمييز بين الغيب المطلق مثل يوم القيامة والأقدار المستقبلية، وبين العلم الحديث الذي يعتمد على التنبؤ المبني على دراسات علمية مثل حالات الطقس والزلازل.

أسباب تصديق الناس للمنجمين

وحول أسباب تصديق البعض للمنجمين، أوضح كامل أن ذلك يعود إلى تأثير الصدفة والاحتمالات؛ إذ يعتمد المنجمون على توقعات عامة تتحقق أحيانًا بالصدفة، بجانب التلاعب النفسي عبر عبارات غامضة قابلة للتأويل، مشيرًا إلى تأثير العادات والتقاليد الاجتماعية التي تجعل قراءة الكف أو الفنجان تبدو طبيعية للبعض.

الإيمان بالغيب دون إلغاء العقل

واختتم الباحث بالتأكيد على أن الإسلام يدعو للإيمان بالغيب دون تجاهل دور العقل والعلم، مشددًا على ضرورة بناء حياتنا على أسس علمية سليمة بعيدًا عن الأوهام، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ».