آثار منطقة عمود السواري مجمع العصور القديمة بالإسكندرية.. اعرف حكايتها

تضم منطقة آثار عامود السواري بمحافظة الإسكندرية، العديد من الآثار التي تحكي تاريخ العصور القديمة، مثل معبد السيرابيوم، وممر الإله سيرابيس «العجل أبيس»، ومكتبة الإسكندرية الصغرى، ومقياس النيل، وحوض التطهير، والصهاريج، مما جعلها إحدى أهم مناطق جذب السياحة العالمية والداخلية للتعرف على تاريخ عصر البطالسة.

حكاية معبد السرابيوم

يقول محمد عبد السميع مدير منطقة آثار عامود السواري في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إنّ معبد السيرابيوم بناه بطليموس الأول لعبادة الإله سيرابيس، وهي الديانة الجديدة التي قرر بطليموس إيجادها لتوحيد الديانات المصرية والإغريقية بهدف تحقيق تقارب بين الشعبين، من خلال اختيار لجنة لوضعها على رأسها مانيتون المؤرخ المصري القديم، لتقرر أنّ المعبود الجديد سيكون مزيجًا من الآلهة المصرية والإغريقية.

ممر الإله سيرابيس 

ويضيف محمد شحاتة، مدير بمنطقة آثار عامود السواري، أنّ المنطقة تحتوي أيضًا على ممر سري كان مخصصا لعبادة الإله سيرابيس وهو على شكل عجل، وجرى نقل تمثال الإله إلى المتحف اليوناني الروماني حفاظا عليه ووضع نسخة منه في المكان الأصلي، مشيرا إلى أن المنطقة تحتضن أيضًا مكتبة الإسكندرية الصغرى «مكتبة السيرابيوم»، وموجودة في مواجهة الممر الخاص بسيرابيس، وتحتوي على فجوات في جدرانها الداخلية للحفاظ على لفائف البردي.

سر مقياس النيل بالإسكندرية

ويشير محمد السيد مسؤول الوعي الأثري بإدارة آثار الإسكندرية، إلى أنه من ضمن آثار منطقة عامود السواري، مقياس النيل، وهو مقياس لمعرفة مدى ارتفاع مياه النيل لتحديد الضرائب، في الوقت الذي كان يتفرع فيه النيل إلى سبعة فروع كان أحدها يصل إلى الإسكندرية ويعرف باسم فرع شيديا.

ولفت أيضًا إلى وجود «حوض التطهير» بجوار عامود السواري مباشرة، وهو عبارة عن نحت صخري لحوض مربع يمتلىء بالمياه عن طريق فجوات تتصل بفرع النيل، وكان يستخدم لتطهير القربان قبل تقديمه للآلهة، بينما جرى استخدامه في العصور القبطية في عملية التعميد.

يشار إلى أنّ المنطقة الأثرية تضم شبكة ضخمة من صهاريج المياه المحفورة في الصخور، لجمع مياه الأمطار وإعادة استخدامها، بالإضافة إلى عدد من الآبار المكشوفة لتسهيل امتلاء الصهاريج وكذلك استخراج المياه لإعادة استخدامها.