ماذا فعلت في 2024؟!
- أعمال الرصف
- اعمال الرصف
- الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه
- محافظ دمياط
- مديرية الطرق
- فارسكور
- السرايا
- أعمال الرصف
- اعمال الرصف
- الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه
- محافظ دمياط
- مديرية الطرق
- فارسكور
- السرايا
ما إنجازاتك في هذا العام الذي يوشك على الانتهاء؟ سؤال صعب، دفعني لالتقاط ورقة وقلم في محاولة لتدوين ما استطعت إحرازه على مدار 365 يوما، قارنت قائمة أحلامي وأهدافي للعام بقائمة ما استطعت تنفيذه بالفعل، كدت أشعر بتلك الغصة المعتادة التي تلازم نهايات الأعوام، مع كل تلك البنود التي لا تحمل شارة «تم»، لكننى الآن صرت أكثر خبرة بالأمر لذا لم أجزع، بل أخبرتني أنه لا بأس، ما زلنا على قيد الحياة!
تعلمت كلمة سر خلال السنوات الماضية بشأن قوائم المهام، والأحلام، أو بالأحرى سؤالا يقي المرء شر تساؤلات نهاية العام، كلمة السر هي: «ما كان جوهر هذا العام؟ وما جوهر العام المنتظر؟» أتحدث عن عنوان عريض، كلمة واحدة تصف المنتظر من كل الخطط والقوائم المكتوبة؟
في العام الماضي كان جوهر العام هو «أن أكون بخير» ربما يبدو عنوانا فضفاضا، لكنه مع مجموعة من الأهداف والقوانين الخاصة لم يكن كذلك، هكذا تخليت عن أمور كثيرة -لم أكن لأتخلى عنها في الماضي- بسهولة شديدة، وظائف، وعلاقات، وأفكار، وحتى أهداف، ربما تلك هي القصة، هدف رئيسي يقودك للتخلي عن أهداف فرعية لأنها لا تتسق مع السياق العام.
لدىّ خبرة طويلة في وضع الأهداف للأعوام الجديدة، فأنا أخطط لها سنويا منذ كنت في المرحلة الابتدائية، أستطيع أن أقول بأريحية شديدة، لن تتحقق قوائمك كاملة إلا بمعجزة ما، فالأعوام عامرة بالأحداث المفاجئة، والتغييرات المفصلية، لا تتعلق بك وحسب، ولكن بمن حولك، وبالعالم من حولكم، كل شيء يتغير بسرعة مذهلة، والأحداث جسام، لا بأس ببعض المرونة، وبعض من التقبل، والعمل على الطريقة المصرية الشهيرة: «قل من الندر وأوفِ».
تتطلب منك المرونة أيضا الاستجابة بسرعة مناسبة للفرص غير المتوقعة، فكما تمطرك الحياة بأحداث صعبة، تمنحك فرصا جديدة، ربما لا يكون لها مكان وسط خطتك الثرية العامرة بالخطوات والأفكار، يكون من الحكمة في هذه الحالة المفاضلة بين ما آتاك وما لديك، مع ترجيح الكفة لصالح ما يخدم هدفك الرئيسي، «جوهر العام».
هدايا الأعوام السابقة ليست ما جنيناه وما حققناه، وما نجحنا في إحرازه وحسب، ولكن أيضا فيما انتكسنا فيه، وما أخفقنا في تحقيقه، تلك هدايا من نوع خاص، تم دفع ثمنها غاليا، وصارت فرصا حقيقية قابلة بقوة لعدم التكرار؛ فالمؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين.
عقب كل تلك السنوات في كتابة الخطط السنوية صارت الأحلام تتقلص، فمن 20 و30 هدفا صارت تدريجيا 15 أو 10 والآن ربما ثلاثة أو أربعة فقط!
ما هو جوهر عامي الجديد؟ «التحرر من الأثقال»، كل تلك الأمور التي تشعرني بالتوتر والضيق، والاضطرار، ربما لهذا قررت عدم الانخراط في أي دورات تدريبية جديدة، على الأقل خلال الربع الأول من العام، ربما يتوجب علىّ أن أرتب أوراق 35 عاما مضت من عمري، ربما تلك الأولوية هذا العام أن يكون عاما لحسم كل الأمور العالقة، عاما يمكنني خلاله أن أضع نقطة لأبدأ سطرا جديدا أو ربما صفحة كاملة جديدة لاحقا إن أمكن، حتى لو كتبت فيها كلمة واحدة فقط، ذلك حلم ولا بأس أن يحلم المرء.
يطاردني السؤال من جديد، ماذا أنجزتِ في 2024؟ أتذكر ذلك البرنامج التدريبي الثري الذي حصلت على شهادته، وتلك الوظائف التي تركتها طواعية، روايتي الأولى التي أمسكتها بين يديّ، ثم أتذكر أمرا واحدا يتسق مع جوهر عامي الجديد، ويمنحنى شعورا غامرا بالرضا والراحة: «لقد أنقذت قطا من الموت» فابتسم بعمق وأقول لي: «أحيانا أمر واحد جيد جداً يمكنه أن يفي بالغرض، أمر إن ذكرته كملخص للعام شعرت بالرضا والتحقق وقد كان هذا هو أمر هذا العام.. أنقذت روحا من الموت وهذا يكفيني ويرضيني».