جوائز «كاف» والحق في الشفافية
- أولياء الأمور
- إجازة عيد الفطر
- إلقاء القمامة
- النظافة العامة
- سلة المهملات
- كل حب
- محافظة الدقهلية
- محمد عبدالشافى
- محمد فريد
- أطفال
- أولياء الأمور
- إجازة عيد الفطر
- إلقاء القمامة
- النظافة العامة
- سلة المهملات
- كل حب
- محافظة الدقهلية
- محمد عبدالشافى
- محمد فريد
- أطفال
في يوم الاثنين الموافق السادس عشر من شهر ديسمبر 2024م، وفي قصر المؤتمرات بموفنبيك بمدينة مراكش المغربية، أقيم حفل جوائز الاتحاد الإفريقي لكرة القدم كاف 2024؛ لتكريم اللاعبين والمدربين والفرق على مستوى الأندية والمنتخبات، سواء للرجال أو النساء، فى مختلف الفئات، حيث تم منح 15 جائزة لأفضل المواهب والفرق على مستوى القارة.
ومن بين الجوائز الخمس عشرة التي تم الإعلان عنها أثارت جائزتان فقط الجدل، وهما جائزة أفضل لاعب إفريقي، التي ذهبت إلى لاعب المنتخب النيجيري ونادي أتلانتا الإيطالي، أديمولا لوكمان، وجائزة أفضل لاعب في المنافسات الإفريقية، التي فاز بها رونوين ويليامز، حارس مرمى فريق صن داونز الجنوب إفريقي.
ففي الوقت الذي كان فيه لاعب الزمالك أحمد مصطفى «زيزو» مرشحا لنيل اللقب عقب قيادته فريقه لتحقيق لقب كأس الكونفيدرالية وكأس السوبر الإفريقي الموسم الماضي، وسط منافسة قوية من لاعب النادي الأهلي حسين الشحات، جاءت النتيجة غير متوقعة بحصول حارس المرمى الجنوب إفريقي على الجائزة.
وتعليقا على خسارته لجائزة أفضل لاعب في المنافسات الإفريقية، وفي منشور عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «إنستجرام»، كتب اللاعب أحمد مصطفى «زيزو»: «ليست النهاية، بل مجرد بداية لتحدٍّ جديد. شكرا لدعمكم، جميعنا نعلم كيف تسير الأمور في الاتحاد الإفريقي، شكرا للعائلة والأصدقاء والمشجعين، أحبكم جميعا».
والواقع أنّ إحدى العبارات الواردة في المنشور، وهي «جميعنا نعلم كيف تسير الأمور في الاتحاد الإفريقي»، قد أثارت جدلا كبيرا في الوسط الإعلامي الرياضي المصري، وذهب البعض إلى حد تحويل أحمد مصطفى «زيزو» إلى لجنة الانضباط بالاتحاد الإفريقي.
كذلك، ومن خلال شاشة قناة beIN SPORTS، انتقد اللاعب الدولي التونسي المعتزل، حاتم الطرابلسي هذه العبارة، قائلا إنه ليس من حق «زيزو» التشكيك في الجائزة، حتى لا يشكك الآخرون في أحقيته بالجائزة إذا فاز بها مستقبلا.
وفى المقابل، وحسبما ذكرت صحيفة «الوطن» المصرية، فإنّ مصدرا مسؤولا داخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، قد حسم الجدل بشأن وجود عقوبة ضد أحمد مصطفى «زيزو»، بسبب تعليقه على خسارته جائزة الأفضل لصالح «ويليامز»، حارس مرمى فريق صنّ داونز الجنوب إفريقي.
فعلى حد قول المصدر: «لا يوجد نص لائحة واضح وصريح في هذه الحالات التي تخص التعليقات على خسارة الجوائز، ولكن لطالما هو لاعب فإنه يخضع لقواعد ولوائح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ومن ثمّ يستطيع كاف أن يبلغه بلفت نظر أو عقوبة، لكن حتى الآن لا يوجد أي شىء بالنسبة لـزيزو، والمسئولون فى كاف يقدرون جداً غضبه بسبب عدم تتويجه بالجائزة وهو الحال أيضاً لأشرف حكيمى».
وأضاف المصدر: «قد لا يكون هناك شىء ضد زيزو فهو لاعب كبير ونقدره جيداً وحضوره للحفل كان شيئاً رائعاً ونتمنى له التوفيق فى القادم».
وأكمل: «الإنجازات على المستوى الإفريقي والدولي معيار مهم في التصويت لجوائز الأفضل، وهو ما تسبب في فوز ويليامز، حارس صن داونز، بجائزتي أفضل حارس والأفضل داخل القارة».
ولعل من المفيد في هذا الشأن الإشارة إلى ما حدث في أعقاب الإعلان عن الفائز بجائزة الكرة الذهبية لعام 2024م، التي تقدمها مجلة فرانس فوتبول، حيث فاز بها «رودري»، لاعب خط وسط نادي مانشستر سيتى الإنجليزى والمنتخب الإسبانى لكرة القدم، وذلك على حساب المرشحين الآخرين، وأبرزهم فينيسيوس جونيور، جناح ريال مدريد الإسبانى والمنتخب البرازيلى لكرة القدم.
فبعد سلسلة من العروض القوية التي ساعدت ريال مدريد على الفوز بلقبي دوري أبطال أوروبا والدورى الإسباني في الموسم الماضي، بدا «فينيسيوس» المرشح الأوفر حظا للفوز للمرة الأولى بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، متقدما على «رودري»، لاعب وسط إسبانيا ومانشستر سيتي، وجود بلينجهام، لاعب ريال مدريد.
وعلى أثر حصوله على المركز الثاني في التصويت على الجائزة، وعبر حسابه على منصة «إكس»، كتب «فينيسيوس»: سأفعل ذلك 10 مرات إذا اضطررت لذلك. إنهم غير مستعدين.
وعندما سُئل عما يعنيه «فينيسيوس» بما كتبه، قال فريقه المعاون لـ«رويترز» إنه كان يشير إلى معركته ضد العنصرية، وأنهم يعتقدون أنها كانت السبب في عدم فوزه بالجائزة، قائلين إن «عالم كرة القدم ليس مستعدا لقبول لاعب يقاتل ضد النظام».
وذكرت مصادر مقربة من فينيسيوس جونيور، مهاجم منتخب البرازيل وريال مدريد، أنّه سيواصل محاربة العنصرية، حتى إذا كان هذا النشاط تسبب في عدم فوزه بجائزة الكرة الذهبية، ولم يختلف رد فعل زملاءه في ريال مدريد كثيرا.
إذ نشر إدواردو كامافينجا، على حسابه على «إكس»، قائلا: «أخي، أنت أفضل لاعب في العالم، ولا يمكن لأي جائزة أن تقول غير ذلك. أحبك يا أخي»، فيما شارك العديد من زملائه في الفريق برسائل مع صور لـ«فينيسيوس» قائلين: «أنت الأفضل».
وبدوره، جاء رد فعل نادي مدريد رافضا ومستنكرا عدم فوز مهاجم الفريق بالجائزة، حيث ألغى النادي الإسباني خططه لحضور الحفل المقام في العاصمة الفرنسية باريس، وقاطعه بعد توقع عدم فوز المهاجم البرازيلي بالجائزة، متهما الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يويفا بلعب دور كبير في عدم فوز مهاجم الفريق الملكي، الدولي البرازيلي فينيسيوس جونيور، بالكرة الذهبية.
وذكرت إذاعة «كادينا كوبي» الإسبانية، أن ريال مدريد متأكد أن «يويفا» يقف خلف حرمان لاعبه «فينيسيوس» من التتويج بالكرة الذهبية هذا العام.
ويعتقد مسؤولو النادي الملكي أن تدخل «يويفا» جاء «لأسباب لا علاقة لها بكرة القدم».
وقال مدير المركز الإعلامي لريال مدريد، خوان كاميلو: «إذا كانت معايير منح الجائزة لم تقم باختيار فينيسيوس كفائز، فإنّ المعايير ذاتها يجب أن تختار الظهير الأيمن لريال مدريد داني كارفاخال كفائز.. بما أن الأمر لم يكن كذلك، من الواضح أن الكرة الذهبية لم تحترم ريال مدريد، وريال مدريد لن يكون موجودا حيث لا يتم احترامه».
وجدير بالذكر أن ريال مدريد قرر في اللحظة الأخيرة عدم حضور وفده لحفل جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، بعدما علم أن مهاجمه فينيسيوس جونيور لن يفوز بها.
وربما يستغرب البعض رد فعل ريال مدريد وقراره بمقاطعة حفل تسليم الجوائز، على الرغم من فوز ريال مدريد بجائزة أفضل نادٍ للرجال، واختيار مدربه كارلو أنشيلوتي كأفضل مدرب للرجال بعد فوزه بثنائية دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني في موسم شبه مثالي.
ويأتي ذلك في ظل أجواء توتر العلاقة بين نادي ريال مدريد والاتحاد الأوروبى لكرة القدم «يويفا» في السنوات الماضية، وتحديدا بعدما تزعم النادي الملكي ورئيسه فلورنتينو بيريز مشروع «دوري السوبر الأوروبي»، وهي مسابقة تجمع كبار الأندية الأوروبية خارج مظلة الاتحاد القاري.
ودخل ريال مدريد في نزاع قضائي مع «يويفا» بسبب مشروع دوري السوبر، الذي فشل في الظهور للنور حتى الآن بسبب الانسحابات المتتالية لكبار أندية القارة العجوز، باستثناء الريال وغريمه برشلونة.
في المقابل، أكد منظمو جائزة الكرة الذهبية أن أي لاعب أو نادٍ لا يعرف من هو الفائز بالجائزة حتى لحظة إعلانها، مضيفين أن: «جميع الأندية واللاعبين في القارب ذاته»، مشيرين إلى أن «هناك قواعد سرية صارمة للغاية مقررة لنسخة 2024».
ولإبداء رأينا في هذا الصدد، نرى من الملائم أن نشير ابتداءً إلى أنّ الحصول على جوائز «فرانس فوتبول» يعتمد على تصويت مجموعة من الصحفيين من أفضل 100 دولة في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».
وفيما يتعلق بجوائز «كاف»، فإنّ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لم يعلن خلال حفل تسليم الجوائز عن معايير اختيار اللاعبين للجوائز، ولكنه سبق وأشار، في وقت سابق، عبر موقعه الرسمي بعد إعلان قوائم المرشحين الأولية للجوائز، عن معايير تتضمن 6 فئات مختلفة كشف عنها باقتضاب على هامش تقرير مطول عبر الموقع الرسمي.
وقال «كاف» في بيانه عن معايير الاختيار: «سيتم تحديد الفائزين في كل فئة من خلال تصويت من لجنة متنوعة، تضم اللجنة الفنية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، والإعلاميين، والمدربين، وقادة منتخبات الاتحادات الوطنية، بالإضافة إلى الأندية المشاركة في مراحل المجموعات من مسابقات الأندية».
وبخلاف الفئات الخمس السابقة، وهي لجنة «كاف» الفنية والإعلاميين والمدربين وقادة المنتخبات وقادة الأندية، تشارك الجماهير في نسبة 70% من عملية اختيار أجمل هدف في العام، ليصبح إجمالي المشاركين في الاختيارات 6 فئات مختلفة.
وإذا كنا نتفهم الإبقاء على الاختيارات سرية حتى لحظة تسليم الجوائز، حفاظا على الإثارة المطلوبة لنجاح الحفل، وزيادة مساحة الاهتمام الإعلامي والجماهيري بها، فإنّ الشفافية مطلوبة في إعلان نتائج التصويت في كل فئة، مع بيان حجم الأصوات التي حصل عليها كل مرشح ومن قام بالتصويت له من قادة المنتخبات وقادة الأندية والإعلاميين والمدربين ولجنة «كاف» الفنية.
وبدون هذه الشفافية، لا يجوز لأحد أن يدافع عن نزاهة الجائزة، إذا لم يكن «كاف» نفسه حريصا على وأد الشائعات وتهيئة الجو المناسب للإحساس بمصداقية ونزاهة الجائزة. وكما يقولون: لا يكفي أن تكون مستقلا أو نزيها، وإنما ينبغي أن تبتعد عن الشبهات ومواطن الظن، من خلال الحرص على الشفافية وإظهار دلائل المصداقية في تصرفاتك.