قصة شهر عسل انتهى بين تركيا و"داعش" باندلاع الحرب

كتب: ميسر ياسين وعبير محسن صادق

قصة شهر عسل انتهى بين تركيا و"داعش" باندلاع الحرب

قصة شهر عسل انتهى بين تركيا و"داعش" باندلاع الحرب

كانت الحرب في مدينة عين العرب كوباني الواقعة على الحدود السورية التركية، بلغت ذروتها، يتقدم مقاتلو تنظيم "داعش"، يسيطرون على الأحياء، فيما تبطئ طائرات التحالف التي تدعم المقاومة الكردية في المدينة من تحركات عناصر التنظيم المتطرف، وفي هذه الأثناء ظهر أمام العيان في شريط مصور، يقدمه الرهينة البريطاني المختطف جيمس فولي، في منتصف أكتوبر من العام الماضي، يظهر فيه عناصر التنظيم الإرهابي على الحدود التركية، وبالجوار القريب يقف عناصر من الجيش التركي في مأمن تام. دلالة هذا المشهد كانت واضحة للجميع، وهي أن هناك علاقة بين تركيا والتنظيم المتطرف جعلت الحكومة التركية تتمكن في سبتمبر من العام نفسه، من إطلاق سراح 49 من الدبلوماسيين الأتراك الذين كان يحتجزهم التنظيم، بعد سيطرته على مدينة الموصل، وفي تصريحات لداوود أوغلو أوضح أن الرهائن الأتراك دخلوا الأراضي التركية فجر اليوم، وهم في طريقهم إلى ولاية أورفا جنوبي البلاد، دون أي تفاصيل عن المفاوضات التي حدثت. وفي نوفمبر من العام الماضي كانت الأمم المتحدة انتهت من مشروع القانون الذي يهدف إلى مصادرة نفط تنظيم "داعش" الإرهابي، وبحسب تقرير الأمم المتحدة، فإن تركيا هي بلد العبور الرئيسي لصادرات التنظيم من النفط الخام، قبل أن تعود صهاريج أخرى عبر الحدود محملة بمشتقات نفطية مكررة، حيث إن دخل تنظيم "داعش" من النفط بحسب التقرير بلغ ما بين 850 ألفًا و1.65 مليون دولار يوميا، وذلك بفضل تركيا التي تستفيد من شراء النفط بدراهم بخسة، عبر حدودها. واقعة أخرى تدل على وجود علاقة قوية تربط بين تنظيم "داعش" والحكومة التركية، وذلك عندما نفذت القوات التركية عملية توغل عسكري واسعة داخل الأراضي السورية لنقل رفات سليمان شاه جد مؤسس الإمبراطورية العثمانية عثمان الأول، في منتصف فبراير من العام الحالي، كما أعادت 40 جنديًا تركيًا كانوا يحرسون ضريح سليمان شاه الواقع في منطقة يسيطر عليها تنظيم "داعش" في سوريا، حيث تحركت 40 دبابة، إلى جوار 572 جنديًا، تدعمهم طائرات بدون طيار وطائرات استطلاع دون أن يطلق عليهم تنظيم داعش طلقة واحدة. انتهى شهر العسل بين تنظيم داعش وتركيا أمس الخميس عندما قتل 5 من عناصر مسلحي التنظيم الإرهابي، على يد جنود أتراك في اشتباكات على الحدود التركية السورية، وذلك بعد مقتل جندي تركي في تبادل لإطلاق النار مع عناصر التنظيم على الحدود، كما قصفت المقاتلات التركية أهدافًا للتنظيم المتشدد داخل سوريا في أول ضربات جوية تشنها تركيا ضد التنظيم. الدكتور سامح الجارحي، الخبير في الشؤون التركية، اعتبر أن ما يحدث من اشتباكات بين تركيا وتنظيم داعش الإرهابي، هو ثمن تدفعه تركيا لدعمها للتنظيم الإرهابي سابقًا، وأن شهر العسل بين تركيا و"داعش" قد انقضى، موضحًا أن هناك ضغطًا من أمريكا والسعودية على أردوغان لمحاربة التنظيم الإرهابي، ما جعله مضطرًا لذلك خوفًا من قطع العلاقات الدولية، حيث بدأ العاهل السعودي أن يستقطب أردوغان ليحارب تنظيم "داعش". وأضاف الجارحي، في تصريحاته لـ"الوطن"، أن هناك احتجاجات في تركيا لكي يحارب أردوغان التنظيم الإرهابي بعد تفجيرات مدينة الأكراد، ويقع عليه ضغط من الأكراد ليفتح باب التطوع لمساندة أكراد العراق وسوريا وتركيا ولم يتخذ أي قرار إلى الآن، كما أن هناك دعوات من الأكراد بأن يحملوا السلاح لمساعدة الأكراد في كردستان بالعراق وفي سوريا، وأن تحل القضية داخل البرلمان ويتم التحالف بينهم وبين الحزب، ولم يعد أمام أردوغان سوى أن يختار إما دعمه للأكراد أو التنظيم الإرهابي لـ"داعش"، مشيرًا إلى أن أردوغان تخلى عن "داعش" وسيدعم الأكراد.