مذكرات "الملك فاروق" تكشف تفاصيل توقيعه على وثيقة التنازل عن عرش مصر

مذكرات "الملك فاروق" تكشف تفاصيل توقيعه على وثيقة التنازل عن عرش مصر
رحل الملك فاروق الأول عن مصر ناهيًا العهد الملكي لتقبل مصر على عهد جديد، وفي الذكرى الـ63 لثورة 23 يوليو 1952 والتي قام بها الضباط الأحرار يتزعمهم اللواء محمد نجيب، مطالبين بتنحية الملك فاروق الأول عن عرش مصر، رصدت "الوطن" اللحظات الأخيرة قبل توقيع الملك فاروق الأول على وثيقة التنازل عن العرش، واقتبست هذا الجزء من حواره مع الصحفي نورمان برايس، بحسب ما نشر موقع الملك فاروق الأول عن مذكراته.
وإلى نص الحوار...
"جاءت والدة ناريمان وأختاي فوزية وفائزة وزوجاهما لوداعي بينما كانت أختي فائقة في هلسنكي مع زوجها الذي كان يمثل مصر في الألعاب الأوليمبية.. وعلمت من علي ماهر أنه سيصل في تمام الساعة الخامسة بصحبة السفير الأمريكي ومحمد نجيب للوداع الأخير، ولكنني لاحظت أن نجيب منذ تلك اللحظة يحاول جاهدًا أن ينكر أنه طلب وداعي بل إنه يظهر الأمر كما لو كنت أنا الذي صممت على هذا الوداع كشرط من شروط توقيع تنازلى عن العرش".
وعن يوم الرحيل، قال الملك بحسب ذات المصدر: "في ذلك اليوم العصيب وفي تلك اللحظات الحرجة خاطبت السفير الأمريكي بقولي (آمل ألا أكون قد تسببت لك في بعض المتاعب مع حكومتك بسبب هذه الأحداث التي فرضت نفسها صباح اليوم؟)، فأجاب: (صدقني يا مولاي إن حكومتي معنية جدًا بسلامتك وتبارك كل خطواتي المتعلقة بهذا الأمر)".
وأضاف الملك: "في قرابة الواحدة بعد الظهر، جاءني سليمان حافظ حزينًا متأثرًا معه أوراق التنازل عن العرش وبتهدج شديد قال لي: (فلتلتمس لي العذر يا مولاي وليسامحني الله كنت أتمنى أن أطلق النار على نفسي ولا أحضر هذه الأوراق إليك.. إنه سليمان حافظ ذلك التمساح الذي توسل إلى أن أخبره بأي طلبات أو إذا كان بمقدوره أن يفعل شيئًا من أجلي في ذلك الوقت الحرج كالاتصال بأحد الأصدقاء فشكرته وطلبت منه رجاءً آخر يتعلق بتأمين الحكومة الجديدة لوضع ابني، ووقعت التنازل وأعدته إليه ودموعه الحارة تغالبه، وفيما بعد علمت أنه عين نائبًا لرئيس الوزراء، أما الهدف من تعاطفه ودموع التماسيح التي شاهدتها فكانت من أجل معرفة أسماء أصدقائي الذين قد يشكلون نواة لمقاومة المتمردين".