أنقذتهم ولم يتركوها تموت وحدها.. النيران تنهي قصة نهير السباعي مع كلاب الشوارع

كتب: آية أشرف

أنقذتهم ولم يتركوها تموت وحدها.. النيران تنهي قصة نهير السباعي مع كلاب الشوارع

أنقذتهم ولم يتركوها تموت وحدها.. النيران تنهي قصة نهير السباعي مع كلاب الشوارع

قضت نهير السباعي، حياتها في رعاية الكلاب الضالة، ولم تبخل بجهد في سبيل إنقاذها ورعايتها، مهما تكلفت من طاقة ومال ومجهود، ومهما حاصرتها المشكلات من الجيران.. المعلمة والأم الحنون التي لم يرزقها الله سوى نجلها «أحمد»، وسخرها لرعاية والدتها المريضة وزوجها، لتتقاسم جُهدها ويومها في سبيل تعليم الفتيات بالمدرسة وبر أسرتها، وإنقاذ ما استطاعت إليه سبيلا من الكلاب، قبل أن تلتهمها النيران في شقتها خلال الساعات الماضية، وتأكل معها كل ما رعت من حيوانات ضالة في حياتها، وينجو فقط من الحريق ابنها الوحيد بأعجوبة.

نهاية مأساوية لنهير السباعي

داخل شقتها في الطابق الـ11 من العقار الكائن بحي المنيل، أُسدل الستار على حياة نهير السباعي، صاحبة الـ53 عامًا، المعلمة بإحدى المدارس الثانوية، التي تمتعت بإنسانية ورحمة شهد عليها الإنسان والحيوان معًا، لترحل رفقة زوجها ووالدتها المريضة، وعدد من الكلاب التي كانت ترعاها وتربيها بالشقة، ولم ينج من الحريق الهائل سوى نجلها الوحيد، الذي كتب له القدر أن يكون يتيم الأب والأم في لحظة. 

آن عياد، صديقة السيدة الراحلة، التي جمعها بها حب الخير والسعي لإنقاذ كلاب الشوارع وحمايتهما، تحكي لـ«الوطن» لحظات صعبة ومأساوية عاشتها نهير السباعي، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة وسط كلابها، رفقة زوجها ووالدتها، كاشفة مصير نجلها الوحيد.

 تعالت صرخات «نهير» وحاولت إنقاذ من حولها من الحريق، ولم تفكر في نفسها بقدر ما فكرت في ذويها، فخرج ابنها «أحمد»، باحثا عن طفاية حريق، لتنقذه العناية الإلهية من الموت المحقق، ففي ثوانِ معدودة التهمت النيران السيدة الحنون وزوجها ووالدتها القعيدة، وحتى الكلاب التي كانت ترعاها، لتتوقف الصرخات والاستغاثات، بعدما لفظوا أنفاسهم الأخيرة جميعًا. 

وتؤكد صديقة الراحلة، إن «نهير» عاشت حياتها تنقذ الكلاب من الشارع، وتقدم الإسعافات الأولية والطعام لإنقاذ حياتهما: «كانت رحيمة جدًا، مش بس بارة بوالدتها، وعطوفة على طلابها، كمان كانت ناشطة في حقوق الحيوان، وواحدة من أعضاء جمعيات الرفق بالحيوان، اتعرفت عليها في مأوى لإنقاذ الكلاب، ولاقيتها بتقدم المساعدات للجميع، وحريصة على رعاية الكلاب بكل ما تملك، وممكن تدخل في مشاكل كبيرة في سبيل أنها ترعى الكلاب، عاشت وماتت معاهم». 

«تايه وسط الزحمة».. ما مصير نجلها الوحيد؟

في طرفة عين رحلت الأم والأب والجدة، وظل «أحمد» النجل الوحيد، التي تصفه «آن» بأنه أصبح «تائهًا»، بعدما رحل أبويه أمام عينيه: «للأسف حالته صعبة جدًا، خصوصًا خلال الساعات اللي فاتت في العزاء، وحاليًا هيعيش مع خاله».


مواضيع متعلقة