استقرار أسعار الذهب العالمي مع ترقب قرار الفيدرالي الأمريكي حول سياسة الفائدة

كتب: مارينا رؤوف

استقرار أسعار الذهب العالمي مع ترقب قرار الفيدرالي الأمريكي حول سياسة الفائدة

استقرار أسعار الذهب العالمي مع ترقب قرار الفيدرالي الأمريكي حول سياسة الفائدة

سجلت أسعار الذهب العالمي اليوم، استقرارا نسبيا، بعد تراجع أمس، إذ تركز الأسواق بشكل أساسي على قرار السياسة النقدية من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والذي من المقرر أن يصدر اليوم، في محاولة لمعرفة مستقبل سياسة البنك خلال العام المقبل، وأثر ذلك على أداء الذهب.

سعر الذهب العالمي

يتداول سعر أونصة الذهب العالمي حاليا عند المستوى 2645 دولارا للأونصة، بعد أن افتتح تداولات اليوم عند 2646 دولارا للأونصة، وقد سجل أعلى مستوى عند 2651 دولارا للأونصة، وأدنى مستوى عند 2642 دولارا للأونصة، وفق تقرير «جولد بيليون».

ويعلن البنك الاحتياطي الفيدرالي عن نتائج اجتماعه اليوم، إذ من المتوقع أن يخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، بنسبة احتمال تقترب من 100%، بينما تضع الأسواق نسبة 16% أن يخفض أسعار الفائدة في اجتماع البنك في يناير القادم.

ويظل ضمن نطاق تداول ضيق قبل إعلان السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق اليوم، في حين أنه من المتوقع على نطاق واسع أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.

ويركز المتداولون على أدلة حول توقعات أسعار الفائدة في العام المقبل، وسط حالة من عدم اليقين بشأن كيفية تأثير سياسات إدارة ترامب القادمة على مسار سعر الفائدة.

زيادة مبيعات التجزئة الأمريكية

وفي الوقت نفسه، أظهرت بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية التي جاءت أقوى من المتوقع زيادة بنسبة 0.7% في نوفمبر، ما أثار التكهنات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يبطئ تخفيف سياسته.

ومع ذلك، ارتفع المعدن النفيس بأكثر من 28% هذا العام، ما يجعله يحقق أكبر مكسب سنوي له منذ عام 2010، مدفوعًا بالتيسير النقدي الأمريكي، والطلب على الملاذ الآمن، ومشتريات البنوك المركزية المستمرة.

ويعتبر الذهب على عكس الأصول المالية التي تقدم عائد مثل السندات أو حسابات التوفير، لا يقدم دخلاً لممتلكيه، وبالتالي عندما تكون أسعار الفائدة مرتفعة تزداد التكلفة البديلة للاحتفاظ بالذهب، مما يجعله أقل جاذبية للمستثمرين.

تصاعد التوترات الجيوسياسية

وظل مؤشر الدولار الأمريكي قويًا حيث يتداول مؤشر الدولار الأمريكي بالقرب من أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع، وعادة ما تعمل أسعار الفائدة المرتفعة على تعزيز الدولار، مما يزيد من الضغط السلبي على الذهب، إذ يجرى تسعيره بالدولار، ويصبح أكثر تكلفة للمشترين من أصحاب العملات الأخرى.

ويعكس التقرير عودة المستثمرين إلى الإقبال على الذهب عالميا من جديد بعد فترة من التوقف، وذلك بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية وعودة التوقعات أن البنك الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة هذا العام للمرة الثالثة في اجتماعه اليوم.

ويعكس التقرير أنه في حالة اتجاه الفيدرالي لخفض الفائدة قد يزيد الطلب على الذهب، ولفت إلى أن البيانات الأمريكية الأخيرة كشفت عن قوة الاقتصاد، وقوة الاستهلاك، وارتفاع في معدلات التضخم، وعلاوة على ذلك، من المتوقع أن تؤدي سياسات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى زيادة الضغوط على الأسعار.

تقليص توقعات سياسة التيسير النقدي

ودفعت هذه التوقعات المستثمرين لتقليص توقعات سياسة التيسير النقدي، وعودة الفيدرالي الأمريكي لتطبيق سياسة نقدية أكثر تشددًا، وهو ما يغذي انتعاشًا حادًا في عائدات سندات الخزانة الأمريكية ويضعف قوة الذهب.


مواضيع متعلقة