الفرق الشعبية في «الدلتا».. معقل المواويل والقصص الشعبية والابتهالات

كتب: إلهام الكردوسي

الفرق الشعبية في «الدلتا».. معقل المواويل والقصص الشعبية والابتهالات

الفرق الشعبية في «الدلتا».. معقل المواويل والقصص الشعبية والابتهالات

الفنون الشعبية ليست مجرد رقصة استعراضية أو فن إيقاعى، لكنها تجسيد لبيئة ومجتمع، وإحياء لتراث تتناساه الأجيال ويحظى الريف المصرى بتراث ثرى بعاداته وتقاليده ومخزونه الثقافى الشعبى، وتمتاز أغانى الدلتا بطابعها الهادئ البعيد عن الإيقاعات السريعة الصاخبة، والآلات الموسيقية المستخدمة تقتصر على الناى أو العود أو الكمان.

ووفقاً لدراسة للهيئة العامة للاستعلامات، تقوم أغانى الدلتا على القصص الشعبية، وهى حكايات منظومة فى شكل شعرى شعبى، تتضمن أحداثاً وشخصيات مستمدة من التاريخ، أو من التراث الدينى، مثل: قصص الأنبياء والكرامات والمعجزات، مثال قصة سارة وإبراهيم الخليل، التى يقال فيها «لما كملت أيامها/ ولدت ولد هو أملها/ زعلت وغارت ضرتها»، أو قد تكون مستمدة من التراث الاجتماعى، وتكشف عن علاقات الناس بعضهم مع بعض، فتدور حول علاقة الغنى بالفقير، والقوى بالضعيف، والعلاقات الأسرية، مثل: «اسمع وشوف فعل الدنيا/ فى قصة عن سامى وسامية/ قاسى عذاب وأسيه/ والدهر ما يرحمش الناس/ من صغر سامى الناس ظلموه/ حتى الأيام لم يرحموه».

وتمتاز الدلتا بفن المديح والابتهالات الدينية، ولا تخلو قرية من أتباع الطرق الصوفية الذين يحرصون على إقامة الحضرات بصفة دورية، وأشهر من قدم الابتهالات الدينية فى مصر من الدلتا الشيخ نصر الدين طوبار وسيد النقشبندى.

من أبرز فنانى الدلتا، عملاق الغناء الشعبى محمد طه، وهو فنان شعبى تلقائى صاحب الـ10 آلاف موال، منها «على الأصل دور» و«مسا الجمال والدلال» و«كلامنا بلدى اسمع يا ولدى»، وغيرها من المواويل الشهيرة وألَّف ولحن وغنَّى، وكان صاحب فرقة موسيقية وشركة أسطوانات، ومن أهم مواويله الوطنية: «خليك فاكر مصر جميلة، انتى الأصيلة يا مصر وكلنا عارفين، وكلنا شاهدين، بحق محمد نبينا وعيسى نبى الله، دى مصر أم العَلم، مصر جميلة وأصيلة فيها ولدى وفيها بلدى وسيدى كان فلاح وأصلى فلاح وحى على الفلاح، موصينى أبويا بكل فَـلاح وقالى مصر جميلة، مصر جميلة، خليك فاكر، مصر جميلة»


مواضيع متعلقة