أصل حكاية المثل الشعبي «الشيبة هيبة».. قوة لصاحبه ووقار بين الناس

أصل حكاية المثل الشعبي «الشيبة هيبة».. قوة لصاحبه ووقار بين الناس
- الاقتصاد المصرى
- السجل العينى
- القيمة الضريبية
- اللجنة التشريعية
- خزينة الدولة
- عدم تسجيل
- غير مسجلة
- الاجراءات
- قروض بنكية
- خالد مشهور
- الاقتصاد المصرى
- السجل العينى
- القيمة الضريبية
- اللجنة التشريعية
- خزينة الدولة
- عدم تسجيل
- غير مسجلة
- الاجراءات
- قروض بنكية
- خالد مشهور
«الشيبة هيبة».. مثل شعبي قديم يجسد احترام المجتمعات العربية لكبار السن، ذوات الشعر الشائب باعتباره رمزًا للوقار والحكمة، وفي الماضي كان الشيب علامة على التجارب العميقة ومرور السنوات التي تمنح صاحبها هيبة خاصة ومكانة عريقة، وكان مصدر فخر يُميّز للكبار مما يكسبهم احترام الصغار، وراء هذا المثل قصة تراثية تظهر حكمة خليفة عربي رفض إخفاء شيبه بالسواد، مفضلًا النور الذي وضعه الله في وجهه، فما أصل هذا المثل؟ وما هي حكايته؟
أصل المثل الشعبي «الشيبة هيبة»
يحكى أنه في زمن الخليفة المنصور، أرسل ملك الهند هدية عظيمة، لم تكن مجرد تحف ثمينة، بل صاحبها فيلسوف طبيب اشتهر بحكمته وبراعته في العلاج، أكرم الخليفة الطبيب وأجلسه مجلس مهيب يليق بمكانته، دخل الفيلسوف على أمير المؤمنين وقال بثقة: «يا أمير المؤمنين، لقد جئتك بثلاث خصال يتنافس عليها الملوك ويتمنونها؛ فهذه أسرار القوة والشباب الدائم»؛ التفت المنصور إليه باهتمام وسأله «وما هي هذه الخصال الثلاث؟».
قصة الطبيب والملك المنصور
قال الطبيب بلهجة الواثق «أخضب لحيتك بسواد لا يزول أبدًا، فلا تشيب أبدًا أمام الناس»، «أعالجك بعلاج يجعلك تأكل ما شئت من الطعام دون أن تصاب بالتخمة أو أي أذى»، «أمنحك قوة لا مثيل لها في صلبك، ولا يضعف نظرك أو قوتك أبدًا»، صمت الخليفة برهة، وأطرق رأسه متفكرًا، ثم رفع بصره وقال للفيلسوف بحكمة تظهر فراسته «كنت أظنك أعقل مما أنت عليه».
الخصلة الأولى وهي خضاب اللحية بالسواد، فلا حاجة لي به، إن الشيب نور جعله الله في وجهي وهيبة وقار، فكيف لي أن أبدل هذا النور بظلمة السواد هذا غرور لا أقبله؛ ثم أكمل قائلًا: وأما الثانية وهي الأكل دون تخمة، فوالله ما أنا بشره فلا حاجة لي بالكثير من الطعام فهو يثقل البدن ويشغلني عن أداء واجباتي، كما يلزم كثرة دخول الخلاء، وما أكره أن أشغل نفسي بمثل هذا.
أسرار الصحة التي رفضها الخليفة
وأخيرًا قال بنبرة صارمة أما الخصلة الثالثة، وهي ما يتعلق بالنساء، فإنني أرى أن النكاح شعبة من الجنون وما أقبح بخليفة مثلي أن يرى جاثيًا بين يدي صبية، ارجع إلى صاحبك مذمومًا مدحورًا، فلا حاجة لي بما جئت به.
تكشف هذه القصة عن رؤية الخليفة المنصور للحياة، فهو كان زاهدًا في المبالغة بكل شيء، واعيًا لقيمة الهيبة الصحة المتوازنة، وقوة العقل، فقد فهم أن الإفراط في الطعام يثقل الجسد، والشباب الظاهري لا يغني عن وقار الروح.