وزير الدفاع الأمريكي يصل بغداد في زيارة غير معلنة

كتب: أب

وزير الدفاع الأمريكي يصل بغداد في زيارة غير معلنة

وزير الدفاع الأمريكي يصل بغداد في زيارة غير معلنة

وصل وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، إلى بغداد اليوم، في زيارة غير معلنة لتقييم التقدم الذي أحرزته الحكومة العراقية لرأب الانقسامات الطائفية في البلاد والإطلاع على أحدث جهود دعم محاولة الجيش العراقي استعادة السيطرة على مدينة الرمادي من تنظيم "داعش" الإرهابي. وهذه هي أول زيارة يقوم بها كارتر إلى العراق، منذ توليه منصبه في فبراير. ولا يتوقع أن يعلن كارتر، أي تغيير كبير في استراتيجية الولايات المتحدة في العراق أو زيادة عدد قواته هناك. ويشارك نحو 3360 جنديًا أمريكيا إلى حد كبير في تدريب القوات العراقية وتقديم المشورة للقادة العراقييين في خطط المعارك، وكذلك توفير الأمن للأفراد والمنشآت الأمريكية. وتنفذ واشنطن - مدعومة بحلفاء عديدين - غارات جوية بشكل يومي للقضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي الذي يسيطر على مساحات شاسعة من العراق. وتأتي الزيارة في لحظة مهمة للحكومة العراقية، التي أعلنت عملية عسكرية مضادة لاستعادة السيطرة على مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار ذات الأغلبية السنية. لم يبدأ الهجوم فعليًا على المدينة، لكن الكولونيل ستيف وارن، وهو متحدث باسم البنتاغون، قال إن الهجوم سيبدأ في غضون أسابيع عديدة. حملة الرمادي ستكون اختبارًا حاسمًا ليس فقط بالنسبة للحكومة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء حيدر العبادي، وإنما لاستراتيجية الولايات المتحدة التي تعتمد على قوات الأمن العراقية وتنسيق الغارات الجوية التي تقودها واشنطن لدحر مقاتلي "داعش" الإرهابي. واختار الرئيس باراك أوباما، عدم التدخل البري الأمريكي في العراق، بقوله إن الحل الوحيد الدائم في العراق هو أن يقاتل هذا البلد بنفسه. وقال قادة عسكريون أمريكيون، إنهم سيوصون أوباما بأن يوافق على نقل المستشارين العسكريين وربما قوات العمليات الخاصة بالقرب من خطوط المواجهة إذا كان ذلك سيحدث فارقًا حاسمًا في مراحل محددة من الحملة العراقية. وقال وارن، إن هذه التوصية لم تصدر بعد. ويشكو منتقدو أوباما في الكونجرس من أن الرئيس يفقد فرصة الهزيمة السريعة لتنظيم "داعش" الإرهابي بعدم إرسال قوات برية أمريكية أو على الأقل وضع مستشارين عسكريين مع الوحدات العراقية لجعلها أكثر فعالية. ويدعم الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الذي زار العراق مطلع الأسبوع الماضي، نهج أوباما. وأبلغ جلسة للكونجرس في السابع من يوليو، أنه يدرك أن تهديد تنظيم "داعش" للأراضي الأمريكية "قد يزيد" نتيجة لما وصفه بالنهج الأمريكي المتروي في العراق وسوريا. وقال ملمحًا إلى خطر تعزيز قدرة الجماعة على تجنيد مقاتلين "لكنني أود أن أشير لكم أيضًا إلى أننا كنا سنساهم بقوة في رسالة تنظيم (داعش) كحركة إذا كان لنا أن نجابهها مباشرة على الأرض في العراق وسوريا". وبعدما انسحب القوات العراقية من الرمادي في مطلع مايو، محققة لتنظيم "داعش" أكبر نصر ميداني له في 2015، أحدث كارتر زوبعة في العراق عندما قال إن جيشه "لم يظهر تماما إرادة للقتال"، وكشف هذا التقييم الصريح ضعفًا أساسيًا لدي العراق ولد من رحم الانقسام الطائفي في البلاد. وأشار كارتر، إلى أن تنظيم "داعش"، لم يفق القوات العراقية عددًا في الرمادي، ومع ذلك سحبت الأخيرة أسلحتها وعتادها، ومنها عشرات الدبابات الأمريكية والمركبات المدرعة وقطع المدفعية. وأصبحت جزءًا من ترسانة الدولة الإسلامية ثم استهدفت في الغارات الجوية الأمريكية. وستفوق القوات العراقية تنظيم الدولة عددا مرة أخرى عندما يستأنف الجيش العراقي، حسبما هو متوقع، الهجوم على الرمادي. وقال وارين المتحدث باسم البنتاجون، الذي رافق كارتر في الزيارة، إن هناك ما بين ألف وألفين من مقاتلي الدولة الإسلامية في الرمادي. ولم يذكر عدد القوات العراقية التي من المرجح أن تشارك في الهجوم المضاد لاستعادة الرمادي، لكنه قال إن هناك "بضعة الاف" موجودة في المنطقة الآن. ووسعت الولايات المتحدة، من نطاق جهود التدريب في محافظة الأنبار مطلع الصيف الجاري، إلا أن وارن قال إن القوات العراقية المتوفرة حاليًا للقيام بهجوم مضاد على الرمادي، ليس من بين أفرادها الجنود العراقيين الذين قامت الولايات المتحدة بتدريبهم وعددهم يقرب من سبعة آلاف. وأضاف ان الحكومة قامت بنشر المتدربين في أماكن أخرى من البلاد، مع انه لم يستبعد ضمهم فيما بعد الى قوات الرمادي. وأوضح وارن، أن قوات الأمن العراقية تقوم حاليًا بتنفيذ "عمليات منعزلة" حول الرمادي، ما يعني انها تقوم بقطع طرق إمداد تنظيم "داعش" الإرهابي. ومع أن القوات العراقية خاضعة لقيادة عراقية بحتة، إلا أن الخطط القتالية وضعها إلى حد ما مستشارون أمريكيون.