مخاوف كبيرة في بريطانيا.. ما علاقة الأمير أندرو بجاسوس صيني؟

كتب: نور عبدالغني صلاح

مخاوف كبيرة في بريطانيا.. ما علاقة الأمير أندرو بجاسوس صيني؟

مخاوف كبيرة في بريطانيا.. ما علاقة الأمير أندرو بجاسوس صيني؟

في الأيام الأخيرة، جرى الكشف عن جاسوس صيني على علاقة بالأمير أندرو، دوق يورك، الابن الثاني للملكة إليزابيث الثانية، ولم يُذكر اسم الجاسوس لكن يطلقون عليه «H6»، وهو رجل أعمال تم منعه من دخول المملكة المتحدة، بسبب ارتباطاته الأمنية مع الصين، وقد أثارت هذه العلاقة تساؤلات ومخاوف كبيرة حول مدى تأثيرها على المملكة المتحدة.

التحقيقات والمخاوف الأمنية

كشفت صحيفة «تلجراف» البريطانية أن قصر باكنجهام بدأ تحقيقات حول زيارات قام بها الجاسوس الصيني المزعوم إلى مقرات ملكية بدعوة من الأمير أندرو، وظهرت تفاصيل هذه الزيارات بعد أن علمت المحكمة بأن الجاسوس، الذي وصفته بأنه «مقرب من الأمير»، قد مُنع من دخول المملكة المتحدة لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

وتم استبعاد «H6» من المملكة المتحدة لأول مرة في عام 2023 من قبل وزيرة الداخلية بعد اتهامه بالانخراط في «نشاط سري ومخادع» لصالح الحزب الشيوعي الصيني.

ومن أبرز مَن أبدوا قلقهم حول هذه القضية هو النائب ووزير الأمن السابق، توم توجندهات، الذي أكد أن محاولات الصين للتأثير على السياسة البريطانية تُعد تهديدًا كبيرًا، مؤكدًا أن الحزب الشيوعي الصيني يسعى إلى التأثير على الأوساط السياسية وحتى الصحافة في المملكة المتحدة. 

كما حذَّر الزعيم السابق لحزب المحافظين، إيان سميث، من أن «هناك الكثير والكثير من الأشخاص المتورطين في هذا النوع من التجسس قد يكونون نشطين في المملكة المتحدة»، ما يشير إلى وجود شبكة أكبر من التجسس الصيني المزعوم.

العلاقة بين الأمير والجاسوس المزعوم

كانت هذه العلاقة موضع تساؤل بعد أن تبين أن الأمير أندرو قد دعاه إلى حفل عيد ميلاده في عام 2020، وكان الجاسوس الصيني قد تصرف نيابة عن الأمير في بعض القضايا التجارية مع شركاء ومستثمرين صينيين، ما يشير إلى مستوى غير عادي من الثقة التي كان يتمتع بها مع العائلة المالكة. 

وفي وقت لاحق، صرح الأمير بأنه «أوقف كل الاتصالات» مع الجاسوس المزعوم بعد أن أثارت العلاقة بينهما شكوكًا كبيرة.

معلومات إضافية حول الجاسوس «H6»

على الرغم من أن هوية الجاسوس المزعوم لا تزال محجوبة، فقد أثارت علاقاته مع شخصيات بارزة في المملكة المتحدة تساؤلات واسعة، ومن بين هؤلاء رئيسا الوزراء السابقان ديفيد كاميرون وتيريزا ماي، ما يثير مخاوف من محاولات الصين للتسلل إلى دوائر السلطة في المملكة المتحدة. 

وفي حين يعتقد أن الجاسوس المزعوم كان يعمل لصالح «إدارة عمل الجبهة المتحدة» التابعة للحزب الشيوعي الصيني، حذر العديد من النواب من أن ذلك مجرد محاولات بكين لزيادة نفوذها في المملكة المتحدة، ووفقًا لصحيفة «تليجراف»، تعمل تلك الإدارة  لديها شبكة واسعة من العملاء يصل عددهم إلى حوالي 40 ألف عميل على مستوى العالم، لإقامة علاقات مع أشخاص مؤثرين.

التداعيات على العلاقات بين المملكة المتحدة والصين

تأتي هذه القضية في وقت حساس، حيث إن المملكة المتحدة تسعى لإعادة بناء علاقاتها مع الصين في إطار التوازن بين التعاون الاقتصادي والأمن القومي.

وبرز ذلك في تصريحات رئيس الوزراء كير ستارمر، الذي التقى الرئيس الصيني، شي جين بينج، في قمة مجموعة العشرين، ما أثار بعض الانتقادات في البرلمان البريطاني حول ما اعتبره البعض «الضعف» في السياسة البريطانية تجاه الصين، إذ أبدى بعض النواب قلقهم من أن الحكومة البريطانية قد تكون متساهلة جدًا مع الصين، وفقًا لصحيفة «الجارديان» البريطانية. 

الرد الصيني

من جانبها، نفت السفارة الصينية في لندن الاتهامات الموجهة ضد «H6»، واصفةً إياها بأنها اختلاق من قبل بعض الأشخاص في المملكة المتحدة الذين يسعون لتشويه سمعة الصين. 

كما أكدت أن الصين لا تسعى إلى التدخل في شؤون المملكة المتحدة الداخلية، وأن علاقاتها مع بريطانيا يجب أن تكون قائمة على التعاون المتبادل وليس على الاتهامات المزعومة.


مواضيع متعلقة