فنان بـ«الإبرة».. «محسن» غزل كسوة الكعبة والخيامية: رسوماتى طبيعية

فنان بـ«الإبرة».. «محسن» غزل كسوة الكعبة والخيامية: رسوماتى طبيعية
على أثاثه البسيط يجلس مرتديا نظارته، يرسم بالخيط أشكالاً بديعة يستدعيها من الموروث الشعبي لتصبح خيامية ساحرة، كل خيط يخرج من إبرته يعكس حبه للمهنة، ذلك الشغف الذي لم ينطفئ مع تقدم «عم محسن» في العمر، تنقل بين شغل الخيامية المختلف وشارك في حياكة كسوة الكعبة المشرفة، وكما يُقال «إيديه تتلف في حرير»، يروى صاحب الـ75 عاما مسيرته مع حياكة الخيامية وكسوة الكعبة لـ«الوطن».
عم محسن فنان بالأبرة يبدع في الخيامية
يحكى الفنان السبعيني أنه بدأ في حياكة كسوة الكعبة عندما كان عمره 18 عاما، مشيرا إلى الاختلاف بين الخيامية والكسوة: «الخيامية كله هاند ميد يدوى، أما كسوة الكعبة فعملناها بالقماش الدهبى الأصفر، حاليا بيعملوها بالنسيج، وحاليا الخيامية بالإبرة، في الكسوة كان أعداد كتير، أربع جهات، كل واحد معاه جهة أو قطعة والسقف».
يغزل «محسن» ما يخرج من يديه، سواء خيامية أو «مخدات» صغيرة بأشكال مميزة من الطيور والطبيعة، سواء عصافير أو أزهار لوتس أو حيوانات، ويحيك أيضا الأغطية لأبواب الأضرحة مثل «سيدى الرفاعى»، يذهب هناك ويأخذ المقاسات ويقوم بتلوينها، وهذه التفاصيل تستغرق قرابة شهرين من الشغل.
مهارة ودقة رغم كبر سنة
بجانب الأشياء السابقة يصنع «عم محسن» ستائر من الخيامية، ويعمل على خياطة غرزة وراء الثانية بشكل دقيق حتى لا يظهر في العمل: «كل قماشة بجيب اللون بتاعها، القماشة بيتعمل منها خيم وبعدين ببطّنها، الرسومات الطبيعية على الشغل من الكتب أو من دماغي، فيه طيور زي الجعران وبعمل لها إسطمبة أو تترسم على ورق، وبعدين تتطبع على الشغل، فيه حاجات ممكن تترسم بالإيد بالأقلام وأعدّى عليها».
يزيد حب الرسم من جمال ما يصنعه «محسن»، إلا أنه يشير إلى إمكانية صنعها دون تلك المهارة: «الصانع القديم له خبرة وفي الآخر هي موهبة، فيه ناس بيكون عندها موهبة، وفيه ناس تعرف تشتغل، بتنفذ شغل بس متعرفش ترسم، زُرت أماكن كتير قديمة وفرعونية وبستلهم منها الأشكال».