في ذكرى ناجي العلي.. أشهر حوادث اغتيالات مشاهير العرب في الخارج

في ذكرى ناجي العلي.. أشهر حوادث اغتيالات مشاهير العرب في الخارج
كثيرة هي حوادث القتل والاغتيال التي تحدث بين الحين والآخر، بعضها يمر مرور الكرام والبعض الآخر يثير الجدل حوله ويظل حديث الناس لوقت طويل ربما لعقود، وذلك إذا كانت تلك الحوادث خاصة بالمشاهير من الفنانين ورجال السياسة والأعمال، ووقع عدد من المشاهير العرب ضحايا للقتل والاغتيال سواء داخل بلدانهم أو خارجها.
وفي ذكرى إطلاق النار على رسام الكاريكاتير الفلسطيني "ناجي العلي"، ترصد "الوطن" أشهر حوادث اغتيال المشاهير العرب في الخارج:
- رسام الكاريكاتير الفلسطيني "ناجي العلي".. بسبب اغتياله أغلقت "مارجريت تاتشر" مكتب الموساد في لندن:
أحد المشاهير العرب الذين تم اغتيالهم في العاصمة البريطانية لندن هو رسام الكاريكاتير الفلسطيني "ناجي العلي"، من خلال إطلاق النار عليه بمسدس كاتم للصوت في 22 يوليو عام 1987، ليمكث بعدها في غيبوبة لأكثر من شهرين حتى وفاته في 29 أغسطس من نفس العام.
تميز "ناجي العلي" بالنقد اللاذع في رسومه ويعتبر أحد أهم الفنانين الفلسطينيين، وله 40 ألف رسم كاريكاتيري، ولقب بـ "ضمير فلسطين وقلبها النابض"، وإن كان الغموض يكتنف اغتياله إلا أن هناك جهات مسؤولة مسؤولية مباشرة عن اغتياله، مثل الموساد الإسرائيلي ومنظمة التحرير الفلسطينية، كونه رسم بعض الرسومات التي تمس القيادات آنذاك.
وبحسب ما أسفرت عنه التحقيقات البريطانية، فإن شابا مجهولا أطلق النار بمسدس كاتم للصوت على "ناجي العلي" ويدعى "بشار سمارة"، وهو على ما يبدو الاسم الحركي لبشار الذي كان منتسبًا إلى منظمة التحرير الفلسطينية ولكنه كان موظفًا لدى جهاز الموساد الإسرائيلي، وتمت العملية في لندن بتاريخ 22 يوليو عام 1987 فأصابه تحت عينه اليمنى ومكث في غيبوبة حتى وفاته في 29 أغسطس 1987، ودفن في لندن رغم طلبه أن يدفن في مخيم عين الحلوة بجانب والده، وذلك لصعوبة تحقيق طلبه.
قامت الشرطة البريطانية التي حققت في جريمة قتله باعتقال طالب فلسطيني يدعى إسماعيل حسن صوان ووجدت أسلحة في شقته لكن كل ما تم اتهامه به كان حيازة الأسلحة، وتحت التحقيق قال إسماعيل إن رؤساءه في تل أبيب كانوا على علم مسبق بعملية الاغتيال.
ورفض الموساد نقل المعلومات التي بحوزتهم إلى السلطات البريطانية مما أثار غضبها وقامت "مارجريت تاتشر" رئيسة الوزراء آنذاك بإغلاق مكتب الموساد في لندن.
أشرف مروان:
أشرف مروان رجل أعمال وسياسي مصري بارز وزوج "منى" ابنة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والذي قتل في ظروف غامضة إثر إسقاطه من شرفة منزله بحي "كارلتون هاوس" بوسط لندن في 27 يونيو 2007، ومازال الغموض يحيط بمقتله الذي وصف بأنه عملية اغتيال، حيث رجح البعض وقوف جهاز الموساد الإسرائيلي وراء قتله، وأيضًا حسبما اتهمت زوجته منى عبدالناصر "الموساد" بقتل زوجها أشرف مروان، فيما ترددت أقاويل أخرى بوقوف جهاز المخابرات الليبية وراء اغتياله بعد شهادة عدد من شهود العيان بأن عملية اغتيال مروان تمت بواسطة رجلين ذوي ملامح شرقية واضحة، وبذلك انضم مروان لقائمة المشاهير العرب الذين تم اغتيالهم في لندن.
حصل مروان على بكالوريوس العلوم عام 1965 وعمل بالمعامل المركزية للقوات المسلحة ثم مساعداً لجمال عبدالناصر، وفي سنة 1970 أصبح المستشار السياسي والأمني للرئيس الراحل أنور السادات وذلك بعد وفاة عبد الناصر، وترأس الهيئة العربية للتصنيع بين عامي 1974 و1979، وتوجه بعد ذلك إلى بريطانيا بعد تقاعده كرجل أعمال وقتل فيها في 27 يونيو 2007.
سعاد حسني:
إحدى أشهر الفنانات في مصر والعالم العربي والتي لقبت بـ"سندريلا الشاشة العربية"، وتوفيت إثر سقوطها من شرفة منزلها في لندن في 21 يونيو 2001، وأثارت حادثة وفاتها جدلاً لم يهدأ حتى الآن، حيث تدور هناك شكوك حول قتلها وليس انتحارها كما أعلنت الشرطة البريطانية، لذلك يعتقد الكثيرون من معجبينها أنها ماتت مقتولة.
وتقدمت "جنجاه عبدالمنعم حافظ" شقيقة الفنانة الراحلة سعاد حسني، عقب ثورة 25 يناير، ببلاغ ضد صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق، وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، ورأفت بدران، ونادية يسري، اتهمتهم في البلاغ بقتل شقيقتها، ليتم حفظ التحقيقات في القضية بعد عام كامل.
وأكد الفنان سمير صبري، الذي كانت تربطة علاقة قوية بـ"سعاد"، أنها لم تُنهِ حياتها، بل قُتلت، مستبعدًا كل ما يتردد في هذا الشأن، كما نفت الفنانة نادية لطفي هي الأخرى انتحار سعاد حسني، وقالت إنه "من المستحيل أن تنتحر سعاد حسني، خاصة أن معنوياتها كانت مرتفعة خلال الفترة التي سبقت وفاتها"، كما أكد الإعلامي مفيد فوزي أنها لم تنتحر وقال "سعاد حسني لم تنتحر، ولم تُقتل، ولم تسقط من الدور السابع، لو سقطت من الدور السابع كانت هتبقى فتافيت"، وأضاف "في رأيي الشخصي، سعاد حسني ماتت بنفس الطريقة التي مات بها صلاح جاهين، وذلك بتناول حبوب الاكتئاب".
- سميرة موسى:
35 عامًا عاشتها سميرة موسى، أول عالمة ذرة مصرية والتي لقبت باسم "ميس كوري الشرق"، وكانت أول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد جامعة القاهرة وهي تلميذة العالم المصري مصطفى مشرفة باشا، قبل أن تلقى مصرعها في حادث سيارة خلال تواجدها بأمريكا في 15 أغسطس 1952، وإلى الآن مازال الغموض يحيط بمقتل سميرة موسى وإن كانت الدلائل تشير إلى أن المخابرات الإسرائيلية "الموساد" هي التي اغتالتها، لمحاولتها نقل العلم النووي إلى مصر والوطن العربي في تلك الفترة المبكرة.
وكانت الدكتورة سميرة استجابت إلى دعوة للسفر إلى أمريكا في عام 1952، وأتيحت لها فرصة إجراء بحوث في معامل جامعة سان لويس بولاية ميسوري الأمريكية، وتلقت عروضًا لكي تبقى في أمريكا لكنها رفضت، وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في 15 أغسطس، وفي طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة؛ لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقي بها في وادٍ عميق، وقفز سائق السيارة، زميلها الهندي في الجامعة الذي يقوم بالتحضير للدكتوراه، والذي اختفى إلى الأبد.
وبعد وفاتها أوضحت التحريات أن السائق كان يحمل اسمًا مستعاراً وأن إدارة المفاعل لم تبعث بأحد لاصطحابها، وكانت "سميرة موسى" تقول لوالدها في رسائلها "لو كان في مصر معمل مثل المعامل الموجودة هنا كنت أستطيع أن أعمل حاجات كثيرة".
يوسف السباعي:
اغتيل الأديب الكبير يوسف السباعي في قبرص في 18 فبراير 1978 حين كان يحضر مؤتمراً آسيويًا إفريقيًا، حيث قام بقتله رجلان فلسطنيان في عملية أثرت على العلاقات المصرية - القبرصية، وقطعت بعدها مصر علاقاتها مع قبرص وذلك بعد قيام وحدة عسكرية مصرية خاصة بالهبوط في مطار لارنكا القبرصي للقبض على القاتلين دون إعلام السلطات القبرصية، حيث احتجز القاتلان بعد اغتياله نحو 30 من أعضاء الوفود المشاركين في مؤتمر التضامن كرهائن واحتجزوهم في كافيتريا الفندق مهددين باستخدام القنابل اليدوية في قتل الرهائن ما لم تستجب السلطات القبرصية لطلبهما بنقلهما جوا إلى خارج البلاد، وإستجابت السلطات القبرصية لطلب القاتلين وتقرر إقلاعهما على طائرة قبرصية من طراز (DC8) للسفر خارج قبرص من مطار لارنكا، ودارت معركة بين القوة الخاصة المصرية والجيش القبرصي، أدت لمقتل عدة أفراد من القوة المصرية وجرح العديد من الطرفين. واتهمت لاحقا منظمة "أبو نضال" بالجريمة.