بحيرة تحتوي على أقدم بقايا بشرية وحيوانية في العالم.. كيف أصبح شكلها؟

كتب: آية أشرف

بحيرة تحتوي على أقدم بقايا بشرية وحيوانية في العالم.. كيف أصبح شكلها؟

بحيرة تحتوي على أقدم بقايا بشرية وحيوانية في العالم.. كيف أصبح شكلها؟

كثبان رملية لا تجعلك تظن أن هذا الموقع كان بحيرة عميقة، عاش على ضفافها الإنسان، بجانب مجموعة من الحيوانات والطيور العملاقة، لسنوات طويلة، قبل أن تجف، وتصبح أكواما من الرمال.

البحيرة  الأسترالية المجففة، وتحديدًا بحيرة موجو، التي تعود إلى العصور القديمة، ففي صحراء نيو ساوث ويلز النائية في أستراليا، كانت هناك منطقة بحيرات ويلاندرا، التي كانت مليئة ببحيرات عصر البليستوسين، قبل أن تجف تمامًا لتصبح عبارة عن صحراء نائية شبه قاحلة تتميز بمراعي الأغنام ومزارع الأراضي الجافة والمساحات المفتوحة التي يتجول فيها حيوان الكانجارو. 

ما هي البحيرة الجافة في أستراليا؟ ومتى عاش عليها البشر

منذ حوالي مليوني سنة وطوال معظم عصر البليستوسين، كانت هذه المنطقة موطنًا لشبكة من البحيرات الشاسعة التي دعمت الحياة لآلاف السنين، فوفقًا للاكتشافات الأثرية استقر البشر بمنطقة بحيرات ويلاندرا، منذ حوالي 50 ألف سنة، وازدهروا على الموارد الطبيعية الوفيرة في المنطقة، بما في ذلك بلح البحر في المياه العذبة والقشريات والأسماك، ولكن مع انتهاء العصر الجليدي، أصبح المناخ أكثر جفافًا، مما تسبب في تقلص البحيرات، وتحولها إلى ملوحة متزايدة، وفي النهاية جفافها تمامًا منذ حوالي 18500 عام، وفقًا للموقع العلمي العالمي «scitechdaily». 

بحيرة تحتوي على أقدم بقايا بشرية في العالم

وتحتوي بحيرة مونجو الجافة الآن، والتي يمكن رؤيتها من الفضاء، على مواقع أثرية مثل «سيدة مونجو» الشهيرة التي تم اكتشافها في الكثبان الرملية في عام 1968، ويعود تاريخها إلى ما بين 40 إلى 42 ألف سنة، وهي من بين أقدم بقايا بشرية حديثة من الناحية التشريحية تم اكتشافها في أي مكان في العالم، وأيضًا عظام Mungo Man «رجل مونجو»، في ذات العمر المماثل بعد بضع سنوات، وهي من أقدم البقايا البشرية التي تم العثور عليها على مستوى العالم، إذ قدم الهيكلان العظميان بعضًا من أقدم الأدلة على حرق الجثث وطقوس الدفن.

ووفقًا للموقع العلمي، حافظت الكثبان الرملية على مجموعة من الكنوز الأثرية والجيولوجية بالبحيرة، التي لاحظ الباحثون أن جميع طبقات الكثبان تحتوي على بقايا أثرية، ما يدل على أن الإنسان سكن المنطقة خلال ظروف بيئية مختلفة.

بالإضافة إلى ذلك، تشتمل تلك الكثبان على مجموعة من بقايا الحيوانات المنقرضة، مثل النمر التسماني، والكنغر العملاق.

كيف أصبحت البحيرة اليوم؟.. الإرث البصري من الفضاء يكشف التفاصيل

بحسب صورة أخيرة، التقطت لها في 21 أكتوبر 2024، أظهرت بقايا أحد هذه المسطحات المائية في العصر الجليدي، وهي «بحيرة مونجو» إذ تميز قاع البحيرة الجاف بالكثبان الرملية الكبيرة التي تحد من خط الساحل الشرقي، تتشكل هذه الأنواع من التلال على شكل هلال على الجانب المواجه للريح من المنخفضات الصحراوية المغلقة.

ويبلغ طول الكثبان حولها التي تكونت بفعل الرياح على مدار الخمسين ألف سنة الماضية، حوالي 30 كيلومترًا، وهي كبيرة بما يكفي لتكون مرئية بسهولة من الفضاء. 


مواضيع متعلقة