ابن "الناصرى".. يدعو لعودة أحمد فؤاد الثانى "يملك ولا يحكم"

كتب: محمد أبوضيف

ابن "الناصرى".. يدعو لعودة أحمد فؤاد الثانى "يملك ولا يحكم"

ابن "الناصرى".. يدعو لعودة أحمد فؤاد الثانى "يملك ولا يحكم"

داخل منزل لم تخل جدرانه من صورة الزعيم عبدالناصر، نشأ وتربى «إيهاب»، وعلمه والده الحاج «على حسن» ناصرى الهوى أن فترة الستينات هى الحقبة الأهم فى تاريخ مصر، وأن الضباط الأحرار هم من حرروا مصر من الاستعمار الذى جثم على أنفاسها حينما كان الملك فاروق متربعاً على عرش مصر، لم يكن ينطق والده إلا بأن ما حدث فى 23 يوليو كان «ثورة عارمة» غيرت وجه مصر وصححت التاريخ. وظلت فخامة وأناقة العمارة التى تنسب لحقبة الملكية «لغزاً» محيراً لـ«إيهاب»، يسأل والده عن هويتها فيرد: «دى اتبنت يا بنى أيام الاستعمار»، لم يقتنع بأن الملكية مرادف لمصطلح الاستعمار، وظل يبحث عن تاريخ تلك الفترة، يبارى والده فى بعض الحقائق وقناعته، حتى تغيرت تلك القناعة تماماً مع القراءة والبحث، وبات بين ليلة وضحاها مقتنعاً بأن «الملكية» هى الفترة الأكثر ازدهاراً، وأن ما فعله «الضباط الأحرار» المصرى ما هو إلا انقلاب غير وجه مصر للأسوأ، حسب قناعته. «إيهاب حسن» الشاب الثلاثينى يعمل مترجماً حراً، بعد تخرجه فى كلية الألسن جامعة عين شمس، ظل يبحث فى تاريخ الحقبتين الناصرية والملكية، فى تاريخ الاقتصاد والفن وشتى المناحى، حتى ثورة 25 يناير التى طالبت برحيل «مبارك» لكن «إيهاب» كان قد خرج يطالب آنذاك برحيل النظام الجمهورى بأكمله وعودة الملك أحمد فؤاد الثانى الذى يعيش فى منفاه منذ ثورة 23 يوليو، ومعه العرش، ملكاً يملك دون أن يحكم. رغم عضويته فى الكثير من الكيانات التى ظهرت لـ«الملكيين فى مصر» بعد ثورة 25 يناير، يفضل «إيهاب» العمل بشكل منفرد لإعادة طرح رؤية مغايرة عن الحقبة الملكية، ويعمل الشاب الذى يصف نفسه بالمنعزل عن الناس، من خلال الفضاء الإلكترونى، وكانت البداية من خلال إعادة إحياء مجلة «اللطائف المصورة» بشكل إلكترونى، ويطرح من خلالها المعلومات عن تلك الحقبة من خلال صورة مصر قديماً، التى يظهر فيها الرقى والعمارة، مستقياً معلوماته من الكتب القديمة، وبعض أحفاد الذين عايشوا تلك الفترة، بجانب الترجمات الأجنبية. لم يكتف الشاب الذى يعيش فى مدينة «طنطا» بالصور فقط، ولكن يهوى الشاب الثلاثينى جمع البطاقات البريدية القديمة المنتمية للعصر الملكى، ويقوم بتحسين جودتها وطرحها على موقع «اللطائف المصورة الجديدة»، وهو ما جعله يمتلك أرشيفاً كبيراً لتلك البطاقات والصور التى تنتمى لتلك الحقبة. بكل زهو يقول «إيهاب» إن عدد الملكيين فى مصر يزداد يومياً، ولكن الكثير منهم يخشى الإعلان عن ذلك خوفاً من بطش الدولة التى من الممكن أن تعتبر ذلك خروجاً عن نظام الحكم، ولكن يجد أن المطالبين بعودة الملكيين من حقهم الإعلان عن أنفسهم: «يعنى فيه أحزاب دينية وعايشه بشكل رسمى وقانونى ليه ميكونش لينا الحق فى ده؟»، ولكنه فى نفس الوقت يفكر دائماً فى الشكل التى يجب أن تخرج فيه الدعوة لعودة الملكية دون أن يجدوا رفضاً من العامة أو سخرية من البعض أو بطش الدولة. ولعه بالتفكير فى الشكل الذى تخرج فيه فكرة عودة الملكية للعامة أجبره على أن يضع تصوراً لذلك بنفسه: «لازم ننسى قصة التظاهر والشكل اللى خرجت به ثورة 25 يناير»، ويقتنع بأن عودة الملكية لا بد أن تكون برضا الجيش والشعب، ولذلك يرفض فكرة «يسقط حكم العسكر»، ويقول إن الملكيين يدعمون الجيش المصرى، وإن كراهيتهم فقط للـ13 ضابطاً الذين انقلبوا على الملك فاروق، ويحملهم مسئولية ما وصلت إليه الأوضاع فى مصر الآن، ويوضح: «مصر اتخطفت فى 23 يوليو، والملكية توفر الاستقرار والتعايش السلمى للمصريين». «إيهاب» شارك فى ثورة 25 يناير، ويجد أن مطالبها لن تتحقق إلا بعودة الملكية الدستورية، التى يقتنع بأنها هى الأفضل لحكم مصر، ولا يجد أسرة تصلح للعودة للعرش سوى أسرة وسلسال «الخديو إسماعيل»، التى تنتهى عند الملك أحمد فؤاد الثانى، الذى يطالب بعودته، مع وجود دستور جديد يعطى للحكومة الحق فى الحكم، فى ظل ملك يملك ولا يحكم.