شاهد الإثبات فى «التخابر»: «مرسى» أمر بجمع وإخفاء «الوثائق المهربة»

شاهد الإثبات فى «التخابر»: «مرسى» أمر بجمع وإخفاء «الوثائق المهربة»
استمعت أمس محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بأكاديمية الشرطة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمى، لأقوال شاهد الإثبات الأول بالقضية المعروفة إعلامياً بـ«التخابر مع قطر» ومُجرِى تحريات القضية، وأمر المستشار «محمد شيرين فهمى» بقراءة أقوال الشاهد الأول «مُجرِى التحريات والتحقيقات بالقضية» بعد أن أفاد الشاهد بعدم تذكره ما جاء فى تحرياته.
ليؤكد نص أقواله بالنيابة أنه وردت معلومات إثر تفاقم الأوضاع إبان ثورة 30 يونيو حول صدور التعليمات من التنظيم الدولى الإخوانى للمتهم الأول «مرسى» والثانى «عبدالعاطى» مدير مكتبه والثالث «أمين الصيرفى» سكرتيره، نقل الوثائق الواردة والصادرة من مؤسسة «رئاسة الجمهورية» من وإلى «المخابرات العامة» و«هيئة الرقابة الإدارية» و«قطاع الأمن الوطنى» والتى تضمنت معلومات عن القوات المسلحة والسياسات الداخلية والخارجية لدولة قطر ومخابراتها ونشرها عبر الجزيرة.
وتابع محضر أقوال مُجرِى التحريات مؤكداً بأنه نفاذاً لذلك تم تجميع تلك المستندات من مقر حفظها بواسطة المتهم الثالث مطلعاً عليها المتهمة الثامنة «ابنته» مطالباً بحفظ تلك المستندات، مضيفاً أنه وبعد ضبط عدد من القيادات وفى يوم 17 -12 - 2013 حال عرض المتهم الثالث «أمين الصيرفى» على أمن الدولة تقابل المتهم مع زوجته وطالبها بإبلاغ ابنته تسليم المستندات للمتهم الرابع أحمد عبده عفيفى والعاشر إبراهيم سبلان مراسل الجزيرة ليقوما بنقل المستندات للمخابرات القطرية.
ليشدد بأن المتهمة «الصيرفى» قابلت المتهمة التاسعة الهاربة «أسماء الخطيب» لتسلمها بدورها لعدد من المتهمين الآخرين الذين قاموا بنسخ تلك المستندات وحفظها لديهم وإرسالها لقطر عبر البريد الإلكترونى، وأضاف الشاهد أنه وبتاريخ 23 -12 غادر المتهم العاشر إلى قطر وقابل المتهم الحادى عشر مدير قطاع الأخبار بقناة الجزيرة بفندق شيراتون الدوحة واتفق على نشر المستندات بقناة الجزيرة مقابل مبلغ مليون ونصف دولار متابعاً بأن المتهم العاشر تم تعيينه بعد ذلك معداً بأحد البرامج بالقناة القطرية.
وعلى جانب آخر، وبخ رئيس المحكمة المستشار محمد شيرين فهمى الشاهد، بعدما لاحظ تكرار الشاهد لكلمة «لم أتذكر أى شىء عن القضية لأنها منذ عام مضى».
ووجه شيرين فهمى كلمة للشاهد «المحكمة تلت عليك أقوالك طبقاً للقانون، ولكن المواقف الهامة بالقضية، التى تحدد الموقف القانونى لكل متهم، ويكون ردك غير متذكر، فهذا لا يصح يا حضرة الضابط أنت جاى تشهد على إيه؟!».
وبرز من بين أقوال ضابط الأمن الوطنى مُجرِى التحريات فى القضية تأكيده أن المتهم «أحمد على عبده عفيفى» قد أجرى عمليات تجميل خشية من الملاحقة الأمنية. موضحاً أن شعور المتهم بتلك الملاحقة دفعه لتغيير محل إقامته أكثر من مرة لمراوغة الأمن، مضيفاً أن المتهم قام كذلك بإجراء عمليات تجميلية لتغيير ملامحه لمساعدته فى الفرار من تلك الملاحقة، هذا وبدا المتهم المشار إليه خلال تلك الإفادة مبتسماً داخل القفص.
وأكد ضابط الأمن الوطنى أن لقاءً جمع بين وزير الخارجية القطرى «حمد بن جاسم» والذى أشار إلى أنه كان يرأس حينها أيضاً «قناة الجزيرة القطرية» مع المتهمين الهاربين «علاء سبلان» و«إبراهيم هلال» رئيس قطاع الأخبار بالقناة.وشدد بأن «بن جاسم» طلب أصول الأوراق والمستندات المسربة عبر الحقيبة التى تسلمها «سبلان» من باقى المتهمين فى «مصر»، مضيفاً أنهم اتفقوا على مبلغ مالى نظير تلك الأوراق قدره «مليون ونصف مليون دولار» وتابع أن لقاءً آخر جمع بين «سبلان» وضابط بالمخابرات القطرية كان مضمونه طلب الضابط القطرى نقل الأوراق من خلال ثلاث دول هى «قطر» أو «تركيا» أو «لبنان».
وأكد مُجرِى التحريات أن «مرسى» بعد تلقيه تكليفاً من «التنظيم الدولى للإخوان» بتسريب الوثائق محل القضية لقطر والصادرة والواردة لـ«رئاسة الجمهورية» من الجهات السيادية للدولة كلف بدوره كلاً من مدير مكتبه «أحمد عبدالعاطى» وسكرتيره «أمين الصيرفى» وآخرين من الموجودين بمقر الرئاسة بتجميع تلك الأوراق وإخفائها.
وتابع الشاهد بالقول أنه بكل تأكيد أن المتهم الأول والثانى كانا يعلمان أن الثالث قام بإخراج المستندات المشار إليها خارج القصر، مضيفاً أنهم كذلك كانوا يعلمون ماهية تلك المستندات ومسها للأمن القومى للبلاد وأنها صادرة من عدة جهات سيادية منها المخابرات العامة والحربية.