معرض فنى من «الأنتيكة»: مكوة فحم وجرامافون ومكنة خياطة

كتب: إلهام زيدان

معرض فنى من «الأنتيكة»: مكوة فحم وجرامافون ومكنة خياطة

معرض فنى من «الأنتيكة»: مكوة فحم وجرامافون ومكنة خياطة

بينما يلهث معظم الناس خلف الأحدث، ما زال جلال جمعة، مهندس ديكور، يبحث عن كل ما هو قديم، فهو يرى أنه كلما ازداد عمر الشىء زادت قيمته. أربعون عاماً ظل «جلال» يجوب أسواق المدن والأرياف، ويقلب فى بضائع باعة الروبابيكيا بحثاً عن قطعة أو جهاز أصلى من التراث فى صور مختلفة حتى تمكن من جمع 150 قطعة، وقسمها إلى مجموعات متجانسة من «الأنتيكات» يرجع تاريخ صنع بعضها إلى القرن الخامس عشر. جمع «جلال» أول آلة عرض سينمائى منزلى فى مصر 35مم، آلة تلغراف من القرن الـ19، جهاز جرامافون ومعه أغان نادرة لأم كلثوم وكامل الخلعى ونعيمة المصرية وسيد درويش، مجموعة من الآلات الكاتبة أمريكية الصنع ماركة «رمنجتون» صنعت عام 1878، وماكينات خياطة تعمل باليد، ومكواة تعمل بالفحم عن طريق ملئها من الداخل بالفحم بعد إشعاله للتسخين تم صنعها فى القرن الخامس عشر، إلى جانب مدفأة تعمل بالكيروسين، ومطاحن بن وتوابل ومكاييل الحبوب المختومة بختم الملك فؤاد الأول وغيرها من الأجهزة والأدوات التى تشبع هواية صاحبها فى العودة إلى أصول الأشياء. يقول «جلال»: «لا أكتفى باقتناء الأشياء القديمة بل أقوم بإصلاحها وتشغيلها وإعادتها إلى الحياة، وأجد متعة كبيرة فى ممارسة هوايتى، أرعى أشيائى وكأنها أطفالى، حتى إننى أحياناً أصحو بالليل كى أطمئن عليها، وأبحث فى الموسوعات والمصادر العلمية للتعرف على بداية وقصة اختراع كل جهاز أمتلكه، وخطوات تطوره فى السنوات التالية، والعلماء الذين أسهموا فى هذا التطور». خلال معرضه الأخير بعنوان «أنتيك» المقام حالياً بـ«جاليرى جريك كامبس»، عرض «جلال» 30 قطعة من مقتنياته كنماذج لثروته الفنية: «أرفض بيع أى قطعة مقابل أى مبلغ مالى، لكنى أسمح للجمهور بلمس الأنتيكة وأقوم بتشغيلها لهم ليستمتعوا معى بمشاهدتها، وأجهز حالياً لجمع كل المقتنيات فى متحف واحد».