سطوة الدولار.. والصلف الأمريكي

رفعت رشاد

رفعت رشاد

كاتب صحفي

يخطئ من يعتقد أن الدولار مجرد عملة من العملات، أو حتى عملة مميزة، قد نعتقد أنه قطعة من الورق تسمح لنا بشراء أشياء سواء في داخل الولايات المتحدة الأمريكية أو خارجها.

هذا التفكير قاصر للغاية، فالدولار واجهة القوة الاقتصادية الأمريكية، عنوان الهيمنة على موارد العالم، مقياس ثروات الدول من شرق الكرة الأرضية إلى غربها.

كل دول العالم يمكن أن تعاني من انخفاض عملتها، إلا الدولار فهو قوي للغاية لأنه يمثل أقوى دولة في العالم وأقوى اقتصاد دولي وهذه الورقة التي تحمل صورة جورج واشنطن تمثل الحلم الأمريكي إجمالا.

خرج الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مؤخرا ليهدد دول مجموعة بريكس الصاعدة والتي تضم الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا ومصر والسعودية وإيران والإمارات العربية، يهدد بأنه لن يسمح للبريكس بعملة موحدة جديدة، وسوف يعاقب بشدة كل من يستهدف تهديد الدولار وأن بلاده لن تسمح بمنافسة من عملة للبريكس أو غيرها.

فرضت أمريكا من قبل الدولار كعملة قياسية للعالم بديلا عن الذهب فصارت احتياطات الدول في بنوكها المركزية بالدولار بدلا من الذهب.

خدعت أمريكا العالم بأن وعدت بأن يكون الذهب مقابل الدولار في حسبة قيمته، لكنها بعد فترة لم تعد تتمسك بمسألة المعيار الذهبي وصارت تطبع الدولار كما تشاء على أساس أن العالم لن يستطيع الاستغناء عنه بأي شكل.

سطوة الدولار وصلف أمريكا مجسدة في تصريحات وتهديدات ترامب لدول البريكس، فالدولار واجهة القوة الأمريكية وهو رمز سيطرتها على العالم.

بالدولار يمكن لأي شخص في أي مكان في العالم ممارسة التجارة، البيع والشراء، حجز تذاكر الطيران، حجز غرف الفنادق، ويظهر الدولار في 87% من المعاملات التجارية التي تتم بالعملات الأجنبية في العالم. وصار العالم يحفظ وجه جورج واشنطن المطبوع على الورقة فئة الدولار الواحد رغم وفاته منذ أكثر من قرنين.

إن الدولار سيكون أحد أسباب الصراع الدولي الساخن، فالاقتصاد هو لب الصراع، والدولار لب الاقتصاد.