سيارات الكسح تستغل إجازة العيد وتلقي مياه الصرف في ترع الري بالمنيا

كتب: إسلام فهمي

سيارات الكسح تستغل إجازة العيد وتلقي مياه الصرف في ترع الري بالمنيا

سيارات الكسح تستغل إجازة العيد وتلقي مياه الصرف في ترع الري بالمنيا

استغلت سيارات الصرف إجازةعيد الفطر المبارك بالمنيا، في تفريغ حمولتها من مياه الصرف الصحي التي يتم كسحها من المنازل وتفريغها بشكل مباشر في ترع الري والمساقي العمومية والفرعية، والتي تروي بشكل مباشر عشرات الأفدنة الزراعية بزمام المحافظة. في مدخل قرية طحا الأعمدة التابعة لمركز سمالوط بالمنيا، رصدت "الوطن" في ثاني أيام العيد، سيارة كسح لخزانات الصرف الصحي تصب في ترعة القرية التي تروى منها المحاصيل الزراعية، وسيارة أخرى تصب في ترعة المحيط بنفس لقرية. وقال بدر أنور سدراك مؤسس حركة "كرامة إنسانية" ومن أبناء قرية طحا الأعمدة، أن لقاء مياه الصرف في الترع والمساقي كارثة بكل المقاييس خاصة وأن بعض هذه السيارات تابعة للوحدات المحلية، ومن المخزي أن نصمت على نشر الأوبئة والأمراض ونلوث البيئة بأيدينا، فرغم أن مؤسسات الدولة والمجتمع المدني تنفق أموالاً طائلة لعلاج تلك الأمراض، نسينا أن الوقاية خير من العلاج، وتابع "تقول لمين نحن نتفنن في إهدار أموالنا وإهدار صحتنا وطاقات شبابنا متى نرتب أولوياتنا لا أدرى". وقال ياسر التركي مدير مركز الحياة لحقوق الإنسان بالمنيا، إن معظم قرى المحافظة تعاني من أوضاع بيئية سيئة بسبب عدم توصيل شبكات الصرف الصحي، فضلاً عن غرقها في برك مياه وأوبئة، والطفح المستمر للخزانات، وتكبد الغلابة أموالًا كثيرة لتطهيرها، كما أن حرمان القرى من هذه الخدمة أدى لاعتماد الأهالي على "أيسونات الصرف" العشوائية التي تلوث مياه الطلمبات الحبشية وكذا المياه الجوفية، ورغم المساعي التي بذلها الأهالي لتوصيل شبكات صرف لهم، ومنها تبرعهم بمساحات أراضي لإقامة محطات صرف، لكنهم لايجدون من يساعدهم في تنفيذ حلمهم، والأدهى من ذلك أن عدد القرى التي تحظى بخدمة الصرف 8 من بين 370 قرية على مستوى المحافظة. وقال خلف عبدالحكم مدير مدرسة بقرية أطسا، إن الوضع سيئ للغاية، وهناك سيارات كسح كثيرة تصب في مصرف متاخم للقرية، فالقرية يعبر من أمامها مصرف المحيط الذي يحمل مياه صرف زراعي وصناعي وصحي يصب مباشرة في نهر النيل، وفي نفس الوقت يحصل بعض الأهالي على مياه الشرب من الطلمبات الحبشية التي تعتمد على المياه الجوفية عبر مواسير يتم زرعها على أعماق كبيرة بباطن الأرض، وفي نفس الوقت تقع بالقرب منها أيسونات وخزانات صرف صحي عشوائية.