الطفل «عمر» يحارب السرطان بـ«السوبيا»

الطفل «عمر» يحارب السرطان بـ«السوبيا»
مفعم بالحيوية والنشاط، صوت ضحكاته تجلجل فى منطقة العطارين، شكله لا يوحى بحقيقة مرضه، «عمر» بائع «السوبيا» الذى اكتشفت إصابته بورم خبيث وهو لم يتخط عامه السادس، صدمة شعر بها فى بداية الأمر، لكنه قرر استكمال حياته بصورة طبيعية.
يومياً، وقبل أذان المغرب بساعتين، يخرج «عمر عبدالله» أو كما هو معروف بين أبناء منطقة العطارين فى الإسكندرية باسم «كريم»، بطاولة خشبية يفترش عليها العصائر الرمضانية التى يعدها والده الأربعينى، يجلس ابن السادسة منتظراً قليلاً من الجنيهات يدخرها لموعد جلسة «الكيماوى» ودوامة الأشعة والتحاليل حتى يأتى إليه «مالك خميس»، مسئول متطوع بإحدى الجمعيات الخيرية الذى دفعه الفضول لاختلاس دقائق من الحديث مع «بائع السوبيا» الصغير الذى يناديه أصدقاؤه فى المنطقة بـ«الأقرع» ليعرف وقتها أن «الصلعة» لم تكن موضة أو «تقليعة» تميز الطفل، لكنها بسبب الورم الخبيث. «هما نايمين كدا ليه يا بابا، مانا كويس وبشتغل ومفيش حاجة؟» سؤال برىء طرحه «عمر» على والده الذى انتقل من أسوان إلى الإسكندرية لإيجاد علاج لسرطان الغدة الليمفاوية التى أصابت رقبة «عمر» منذ عام تقريباً. أنا راجل أرزقى، بس ابنى كان فتحة خير كل اللى يشوفه يحبه ويشترى منه حتى لو مش هيشرب ورغم صغر سنه، فإن عقله كبير. وعارف إن يوم ما ربنا يريد هيخف مش زى الإعلانات اللى بتقولهم اتفضلوا موتوا. ييجو يتعلموا من ابنى يعنى إيه إيمان بربنا».