أبواق الإخوان.. خالف تُعرف!!

جمال حسين

جمال حسين

كاتب صحفي

على طريقة «خالف تُعرف»، واتباعاً لاستراتيجيتهم الهدامة «المعارضة من أجل المعارضة»، تعاملت المنابر الإعلامية الإخوانية بكل أنواع الريبة والتشكيك والتخوين مع قرار محكمة جنايات القاهرة برفع 716 اسماً من قوائم الكيانات الإرهابية، وهو القرار الذى لاقى ارتياحاً من جميع منظمات المجتمع المدنى، ومنظمات حقوق الإنسان المصرية والعالمية، بل من أسر من شملهم القرار أنفسهم!!

الغريب أن هذه الأبواق هى نفسها التى ظلت طوال 10 سنوات أو يزيد تصرخ وتطالب وتنادى برفع أسماء المحبوسين من قوائم الكيانات الإرهابية والإفراج والعفو عنهم، وتوسلوا كثيراً باستخدام الرحمة مع الجميع حتى من تلوثت أيديهم بدماء المصريين والمتورطين فى أحداث العنف والإرهاب.

مع أول انفراجة فى هذا الملف ظننت أنهم سوف يستقبلون الأمر بكل ترحاب وتقدير لموقف الرئيس السيسى الذى وجّه بمراجعة موقف قائمة الكيانات الإرهابية ورفع أسماء من يثبت عدولهم عن الإرهاب والفكر المتطرف لإعادة دمجهم فى المجتمع الذى لفظهم سنوات طويلة.. لكن خاب ظنى ووجدت عكس ذلك؛ فقد كشفوا عن وجههم القبيح وأظهروا للرأى العام عكس ما يخفون من سعادة بحدوث هذه الانفراجة.. تعمدت بالأمس متابعة ردود فعل هذه الأبواق الإعلامية التى تبث من الخارج، ووجدتهم يشككون كعادتهم فى كل شىء، ويسوقون أسباباً ومبررات من وحى خيالهم المريض وكأنهم يرفضون أى بصيص من أمل لحدوث انفراجة فى هذا الملف حتى يجدوا كما يقول المثل الشعبى «جنازة ويشبعوا فيها لطم».

بالتأكيد الغالبية العظمى من المصريين يلفظون الإخوان، ويرفضون التصالح مع من تلوثت أيديهم بدماء المصريين، ويرفضون عودة الإرهابيين إلى المشهد بعد أن نجحت الدولة المصرية فى القضاء على الإرهاب بعد معارك شرسة استمرت سنوات طويلة دفعت خلالها مصر الثمن غالياً من دماء خيرة أبنائها من رجال الجيش والشرطة.

ورغم كل ذلك، فإن الكثيرين من المصريين رحبوا برفع أسماء من لم تُلوث أيديهم بالدماء من قوائم الكيانات الإرهابية بعد أن أكدت تحريات قطاع الأمن الوطنى عدولهم عن الأفكار الإرهابية تمهيداً لإعادة دمجهم فى المجتمع.

إلا أن الأبواق الإعلامية الإخوانية، التى يحركها التنظيم الدولى للإخوان، سارت عكس التيار، محاولة التقليل من شأن القرار والبحث عن أسباب له من وحى خيالهم المريض، وساءهم جداً أن وجدوا من يرحب بالقرار، وبدأوا يهاجمونهم ويكيلون لهم الاتهامات.

هذه الأبواق تضمر الشر لمصر، فهم أنفسهم سبق أن شككوا فى مصداقية الرئيس عندما وجّه الحوار الوطنى والأجهزة المعنية بمراجعة أسماء المدرجين على قوائم الكيانات الإرهابية، وقالوا إن ذلك لن يسفر عن شىء، وعندما انكشفت حقيقتهم وثبت صدق توجيهات الرئيس وأصدرت محكمة جنايات القاهرة قرارها برفع 716 اسماً من قوائم الكيانات الإرهابية، ومن المتوقع أن يتم فحص موقف دفعة جديدة وتقدير موقفهم، جن جنونهم وبدأوا فى التشكيك فى كل شىء وأى شىء.

كنت أتمنى أن يطلع هؤلاء على بيان فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذى أعرب عن ترحيبه العميق بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى مهَّدت الطريق لاستبعاد مئات الأشخاص من قوائم الإرهاب، وتأكيده أن هذا القرار يعطى الفرصة لهم لبدء صفحة جديدة للعيش بصورة طبيعية فى وطنهم ولمِّ شمل أسرهم، وأن هذا القرار يمثل خطوة جيدة، يجب على الجميع استثمارها، والبناء عليها؛ لما فيه مصلحة وطننا الحبيب، داعياً المولى عز وجل أن يحفظ مصرنا، وأن يقيها كل مكروه وسوء.

كنت أتمنى أن يطلع هؤلاء على رد فعل منظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدنى وقادة الأحزاب السياسية والسياسيين والحقوقيين والنواب الذين أعربوا عن ارتياحهم لقرار محكمة الجنايات برفع أسماء 716 من قوائم الكيانات الإرهابية فى إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بمراجعة المدرجين على قوائم الإرهاب وتأكيدهم أن هذه الخطوة تعكس التزام القيادة السياسية بقيم العدالة وإتاحة الفرصة لمن توقف نشاطهم المتطرف للعودة إلى المجتمع كأفراد فاعلين حرصاً من الدولة على تحقيق العدالة.