خبير استراتيجي: الجماعات الإرهابية في مصر لا تساوي شيئا مقارنة بجيشنا

خبير استراتيجي: الجماعات الإرهابية في مصر لا تساوي شيئا مقارنة بجيشنا
قال نبيل نعيم، القيادي الجهادي السابق، إن بعض قوى الإرهاب لديها علاقات خفية مع أنظمة داخلية فى المنطقة، لخدمة مصالح مشتركة، وتجرى مشاورات مستمرة وصفقات على أعلى مستوى من خلال وسطاء، بعيداً عن الكاميرات والصحف: «إيران وقطر وتركيا، لا شك أنها تتعامل مع تنظيمات مسلحة فى الدول التى تمر بأزمات، مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا، بهدف فرض واقع سياسى جديد وحماية مصالحها وخدمة أهدافها».
المصدر الثالث لحالة الثراء التى ينعم بها «إرهاب 2015»، أوضح «نعيم» أنه يرجع إلى «الغنائم» -حسب المسمى الفقهى- التى تحصدها تلك الجماعات، مع تساقط الأنظمة وتفكك سلطات الدول وتمدُّد الجماعة فى الأرض الخلاء: «فى دول الخريف العربى، استولى المسلحون التكفيريون على أموال فى البنوك والشركات التى تقع داخل الأراضى التى سيطروا عليها، إضافة إلى آبار بترول وغاز يقومون ببيعها بأسعار أقل، وبالتالى يجدون حكومات تتعامل معهم فى الخفاء».
«بيت مال» التنظيمات الإرهابية الذى انتعش بتدفقات من الخارج والداخل وأعمال نهب وسلب، واكبها قدماً بقدم، انتعاش على مستوى التسليح لتلك التنظيمات الذى تطور فى آخر 4 أعوام بصورة هائلة، «تسليح الإرهاب فى التسعينات كان عبارة عن قنابل بدائية الصنع وأسلحة خفيفة، وبالتالى نوعية العمليات تركزت فى تفجير أو اغتيال أو سرقة وترويع، واستطاعت الشرطة المدنية السيطرة عليها خلال عدة سنوات، أما الآن فالتسليح ارتفع إلى مستوى الأسلحة الثقيلة، سواء قذائف هاون وآر بى جى ومدافع محمولة وصواريخ متوسطة المدى ومواد شديدة الانفجار، الأمر الذى جعل من تدخل القوات المسلحة لمكافحة هذا النوع من الإرهاب الخطير ضرورة لا غنى عنها»، قال اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجى، مشيراً إلى أن العصابات فى الوقت الحالى اقتربت فى تسليحها إلى مستوى الجيوش، لكنها لا تزال تفتقد أسلحة مهمة، مثل الطائرات والدبابات وصواريخ الدفاع الجوى، «صحيح مستوى التسليح خطير جد، لكن إذا تحدثنا عن حالة مصر، فالجماعات الموجودة فى سيناء لا تساوى شيئاً، مقارنة بقوة وكفاءة جيشنا».
الأحداث الدامية التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط من حروب ومواجهات مسلحة بين تنظيمات إرهابية وبعضها، أو فى مواجهة أنظمة حاكمة، لا تنفصل عن الرغبة فى تنشيط تجارة السلاح التى أصبحت واحدة من أهم ركائز الاقتصاد العالمى الجديد ومصدر دخل لعدد من الدول الكبرى المصنّعة للسلاح. «مسلم» أضاف أن التسليح المتجدّد للجماعات الإرهابية يمثل جزءاً من «لعبة» سوق السلاح العالمية، لا سيما أن تسليح تلك الجماعات يجبر الدول لرفع مستوى تسليح جيوشها، وتستمر المواجهات بين الطرفين، فيما تنتقل عوائد الربح إلى «خزائن» الأطراف الخارجية صاحبة المصلحة.
عوامل عديدة ترتبت على «الثراء المالى» و«التطور العسكرى»، زادت من الفجوة بين الإرهاب القديم و«موضة» الإرهاب الجديد، منها التقدم فى استخدام التكنولوجيا الحديثة، سواء فى تخطيط وتنفيذ العمليات أو الترويج لها بمنتج إعلامى عالى الجودة، والتواصل مع العالم حتى مع تكفيره والدعوة لقتاله، بعد عقود من الانغلاق عنه، عبر مواقع التواصل الاجتماعى وصحف ومواقع إلكترونية بلغات مختلفة، الأمر الذى أدى إلى اتساع أكثر من دائرة تستهدفها التنظيمات الإرهابية، «دائرة الاتصال» سواء بعناصرها أو خصومها، و«دائرة التجنيد» لجذب وضم عناصر جديدة، و«دائرة الحرب» فى الأراضى التى تخطط للهجوم عليها، والتى لم تقف عند حدود دولة أو منطقة أو إقليم كامل، لكنها امتدت إلى كل مكان.