فؤاد علام يقدم 7 محاور لمكافحة الإرهاب الجديد
المواجهة الفكرية التى وصفها «ناجح» بـ«الملحة»، أكد عليها اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق، الذى قضى أعواماً فى مكافحة الإرهاب فى النصف الثانى من القرن الماضى، داعياً إلى ضرورة تبنى استراتيجية متكاملة لمكافحة الإرهاب الجديد، تقوم على 7 محاور: «عسكرياً، وإعلامياً، وسياسياً، وثقافياً، ودينياً، واقتصادياً»، محذراً من الاعتماد على محور واحد الخاص بـ«الجانب الأمنى»، وتجاهل المحاور الستة الأخرى: «على المستوى المباشر، نتصدى أمنياً، لكن بالتزامن مع ذلك يجب السير على خطوط متوازية لاقتلاع جذور الإرهاب وخلق بيئة طاردة للأفكار المتطرفة وعدم تحميل الأمن مشكلات لا علاقة له بها، مثل الفقر والتعليم المتدهور والثقافة الضائعة وتشوه الخطاب الدينى»، وبسؤاله عن الإرهاب الذى شارك فى مواجهته لأعوام طويلة، والإرهاب الذى يطالع أخباره حالياً، قال «علام» إن «إرهاب 2015» أخطر بصورة شديدة عن كل موجات الإرهاب فى العقود الماضية، لأن الهجمة الحالية منظمة ومحل صناعة واحتراف ودعم من جهات كثيرة، ولا تستهدف مجرد القيام بعمليات صغيرة ينفذها مجموعة من التكفيريين على غرار ما شهدته مصر، لكنه يستهدف أيضاً إسقاط دول وتقسيم أراض واحتلالها بواسطة إمكانيات كبيرة، وهو ما حدث فى بلدان مجاورة، ويحاولون تنفيذ نفس السيناريو فى مصر.
مواجهة أمنية عسكرية لاقتلاع جذور الإرهاب وإحباط مخططاته، ومواجهة فكرية لكشف أخطائه ومغالطاته وتحصين عقول المواطنين ضد دعواته السامة، وثالثتهم مواجهة قانونية لحصار عناصره داخل وخارج البلاد، طرحها الدكتور عوض شفيق، أستاذ القانون الدولى، الذى أصدر كتاباً يحمل اسم «المعايير القانونية والدولية لمكافحة الإرهاب»، قائلاً إنه يجب على دول العالم تفعيل قرارات مجلس الأمن والالتزام بمبدأ التسليم أو المحاكمة، للاشتراك دولياً فى مكافحة الإرهاب الذى يهدد الجميع دون استثناء، مشيراً إلى قرار المجلس رقم 1373: «يجب على الدول منع ووقف تمويل الأعمال الإرهابية وتجريم تمويل الإرهاب، والقيام بدون تأخير بتجميد أموال الإرهابيين وقمع تجنيد أعضاء الجماعات الإرهابية ومنع تزويد الإرهابيين بالسلاح، واتخاذ الخطوات اللازمة لمنع ارتكاب الأعمال الإرهابية وعدم إتاحة الملاذ الآمن للإرهابيين، ومنع من يمّولون أو يدبّرون أو ييسّرون أو يرتكبون الأعمال الإرهابية من استخدام أراضيها، وكفالة تقديم أى شخص يشارك فى تمويل أعمال إرهابية أو تدبيرها أو الإعداد لها أو ارتكابها أو دعمها إلى العدالة، وتزويد كل منها الأخرى بأقصى قدر من المساعدة فيما يتصل بالتحقيقات أو الإجراءات الجنائية المتعلقة بتمويل أو دعم الأعمال الإرهابية، ومنع تحركات الإرهابيين أو الجماعات الإرهابية عن طريق فرض ضوابط فعّالة على الحدود وعلى إصدار أوراق إثبات الهوية ووثائق السفر». «شفيق» أوضح أنه لا يوجد تعريف قانونى لمصطلح الإرهاب، بل يفهم الإرهاب بشكل عام بأنه يشمل الأعمال الجنائية الموجهة أو المحسوبة لإيجاد حالة من الرعب بين الجمهور العام أو مجموعة من الأشخاص أو أشخاص محددين لأغراض سياسية، وأن الأعمال تكون محظورة وغير مبررة أياً كانت الاعتبارات السياسية أو الفلسفية أو العقائدية أو العرقية أو الإثنية أو الدينية أو أى طابع يستغل لتبريرها، بموجب أحد الاتفاقات الدولية.
من فقر إلى غناء، ومن بدائية إلى مستوى متقدم عسكرياً وتكنولوجياً، ومن خلايا متناثرة إلى تنظيمات منظمة على طريقة الدول، ومن محدودية النطاق الجغرافى إلى انفتاح الحدود على العالم كله، رحلة 30 عاماً للإرهاب تحول خلالها من ظاهرة «محلية» إلى ظاهرة «عالمية»، وسقطت معها «تابوهات» طال تكرارها.. الفقر، الاستبداد، الانعزال، تصنع إرهاباً، لكن الإرهاب الجديد لم يعد فى حاجة إلى هذه العوامل، بعد أن طرق أبوابه كثير من الأغنياء وأصحاب الشهادات العالية، وطرق هو أبواب كثير من الدول الأكثر ديمقراطية وحرية وانفتاحاً. إرهاب من خصائص مختلفة، وعوامل تركيب مختلفة، ودوافع مختلفة، يفتح مصيدته للجميع، ولا يمت بصلة إلى إرهاب الماضى الذى سقط فى مصائد الحكومات.